اللعب فى حياة الطفل

أسرة وطفل
طبوغرافي

إن تحقيق حاجات الطفل إلى النمو السليم والتنشئة الاجتماعية الصالحة المتوازنة؛ يتوقف على وجه خاص على مدى السماح لأطفالنا باللعب، وتوفير الإمكانات الضرورية لتحقيق ذلك؛ وذلك لما للعب من أهمية قصوى بالنسبة للطفل.

وهذه الأهمية لما لها من فائدة فى تكوين شخصية الطفل، وتنشئته، وارتقاء قدراته سواء تعلق الأمر بتعلم اللغة واكتسابها، أم بالقدرة على تقمص الأدوار الاجتماعية.. أم غير ذلك، ليكون رجل المستقبل قادرًا على تحمل المسئولية.

ولكن هل اللعب للهو فقط؟ أم أن للعب فوائد فى تنمية مهارات الطفل وإكسابه الخبرات النفسية (السيكولوجية)؟

اللعب نشاط جسمى وعقلى ونفسى، لا يهدف إلى تحقيق أية غاية منفعية خارج ذاته. كما يجب أن يكون نشاطًا نفسيًّا تلقائيًّا، لا يصدر تحت أى إكراه أو ضغط خارجي.

فاللعب هو النشاط الوحيد الذى يمارسه الطفل دون قيود، والطفل بحكم تكوينه وخصائصه ينفر من القيود، وهو تعبير نفسى عقلى، جسدى تلقائى حر ممتع مقصود لذاته، وبهذا اللعب يختلف عن العمل الجسدي. لأن الغرض منه فى ذهن الطفل هو اللعب نفسه، لما يحققه من إشباعٍ نفسي.

كما أن اللعب وسيلة مشوقة لدفع الطفل إلى التعليم والتعلم، وإلى تنمية مختلف القدرات المعرفية. ولا ننسى أنه فى القرن العشرين تم إدخال اللعب ضمن المخططات التربوية والتعليمية فى الدول المتقدمة. لما للعب من أهمية وأثر فى إعداد وتكوين شخصية الطفل.

وتعود أهمية اللعب للطفل إلى:
•أن الطفل فى حاجة إلى أن يتحرر من فائض الحيوية والنشاط (أى الطاقة الزائدة).

•أن الطفل بواسطة اللعب فى حاجة إلى تمثيل دور ما، وإلى إطلاق عنان مخيلته.
•أن الطفل بواسطة اللعب يتعلم كيفية التصرف مع العالم الذى يحيط به، والعمل على التحكم فيه؛ وذلك بتوظيف الحواس.

كما أن للعب وظائف أخرى، مثل:
الوظيفة البنائية أو التكوينية، والوظيفة المعرفية.

فبالنسبة لهذه الوظيفة نجد أنه من الناحية الجسمية الفسيولوجية يؤدى اللعب دورًا ضروريًّا فى تنمية عضلاته على نحو سليم، ويدرب كل أعضاء جسمه بشكل فعال. ويستخدم اللعب أيضًا، كمتنفس للطاقة الزائدة التى إذا احتبست تجعل الطفل متوترًا عصبيًّا وغير مستقر.

وفيما يتعلق بالنواحى العقلية المعرفية فى بناء الشخصية يلعب اللعب دورًا كبيرًا فى نمط النشاط العقلى المعرفى، وفى نمو الوظائف العقلية العليا كالإدراك والتفكير، والذاكرة والكلام والتمثيل، والإبداع عند الطفل.

ومازال الحديث لم ينتهِ عن اللعب وأدواره المهمة للطفل سواء ما يتعلق بالنواحى الاجتماعية الانفعالية أم التربوية أم الإكلينيكية العلاجية، وهذا ما سنتناوله فى العدد القادم بإذن الله تعالى.