تغيرت الحياة التي نعيشها اليوم عما كانت عليه في طفولتنا فقد طغت الرقمية ودخلت كل شيء في حياتنا، فلا يكاد يخلو بيت من موبايل أو كمبيوتر على اتصال بالإنترنت ، ولا يختلف عاقل عما أحدثه هذا من تطور حياتي وتقني ساعدنا كثيرا في حياتنا وأضفى عليها الراحة والسرعة والدقة الشديدة. ولكننا ما إن دخلنا هذا العالم وتلمسنا تفصيلاته حتى رأينا وجها مغايرا تنشط فيه الجريمة وتنتشر حيث أصبح التطور التكنولوجي أحد أهم العوامل الفاعلة في انتشار جرائم الإرهاب والتي يقصد بها "ترويع الآمنين، وتدمير مصالحهم ومقومات حياتهم، والاعتداء على أموالهم وأعراضهم وحرياتهم، وكرامتهم الإنسانية، بغياً وإفساداً في الأرض"
وتكشف ارقام الاحصائيات عن ارتفاع معدلات استخدام المتطرفين للإنترنت حيث بلغ عدد المواقع التي يستخدمونها من (12) موقعاً عام 1998م إلى أكثر من (5800) موقع في الوقت الحاضر، كما يشير مجلس وزراء الداخلية العرب إلى تزايد استخدام الإرهابيين لمواقع الانترنت لتصل لأكثر من (720) موقع وصفحة في الوطن العربي،
ويؤكد خبراء أن الارهاب الاليكتروني أصبح أحد أخطر الجرائم التي ترتكب من خلال شبكة الانترنت، خاصة بعد أن استطاع الانترنت اختراق كافة الحدود الدولية، وهو ما يهدد الأمن القومي لكافة دول العالم، ووجود التنظيات الإرهابية علي مثل «الفيسبوك» و«تويتر» والحملات الضخمة التي تقوم بها لتزوير الحقائق واصطياد الشباب، فالأمر أشبه بساحة إعلامية مفتوحة مجاناً لادعاءاتهم الكاذبة، وبالتالي، نعم حتماً سيصلون إليهم دون وسطاء.
مليشيات الكترونية
يؤكد د. طاهر رحيم أستاذ نظم وأمن المعلومات ومكافحة الإرهاب الإلكتروني ورئيس الهيئة الاستشارية بمجلس علماء مصر، أن الجماعات الإرهابية تستغل مواقع التواصل بانشاء صفحات مشبوهة لاستقطاب شباب غير واع وجذبهم بمعلومات تحريضية كاذبة بنشر الأكاذيب والتشكيك في المشروعات التي تنجزها الدولة بهدف زعزعة الاستقرار .ويشير إلي أن الدولة بدأت بالفعل في اتخاذ بعض الخطوات منها استبدال كابلات النحاس الكهربائية -«باهظة الثمن» والتي تكلف الدولة مليارات الجنيهات - بكابلات الفايبر أوبتكس البصرية والضوئية وهي التي تسمح بمرور الأشعة بسرعة شديدة وتنقل للحزم المعلومات البياناتية بسرعة فائقة وتتحمل الضغط الشديد ودرجات الحرارة العالية ، وهذه التقنيات تعطي فرصة لوضع برامج حماية أسرع من مثيلاتها وبالتالي يمكن المراقبة بشكل أسرع بوضع فلاتر أمنية ذات حماية عالية وعن طريقها يمكن منع الهاشتاجات المسيئة والمواقع الاباحية، وتستطيع تعطيل المواقع الإرهابية وتدميرها في نفس الوقت.
يقول م "شادي رمضان" مطور شبكات ومتخصص بالإعلام الرقمي: أن كثيرين من مستخدمي الإنترنت يقعون فريسة سهلة من قبل الجماعات المتطرفة وخاصة بتقديم المغريات المالية الكبيرة لهم عن طريق البنوك الإلكترونية وهي بنوك ليس لها وجود حقيقي في البلدان والدول، وتقتصر على شبكة الإنترنت وترتبط فقط ببطاقات الائتمان البنكية المعروفة، فيقوم صاحب البطاقة الائتمانية بتحويل اي مبلغ من حسابه البنكي المعروف إلى هذه البنوك الالكترونية لإيصالها عن طريق البنك الالكتروني إلى طرف ثالث، مما يجعل رصد التحويلات المالية التي تتم من خلال هذه البنوك الإلكترونية وتتبعها عملية صعبة جدا على الجهات الرقابية.
ويحذر " رمضان" من الأسماء المستعارة التي تكثر على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات والشبكات الاجتماعية وتطبيقات الهواتف حيث أتيحت لهم الفرص "أصحاب الدعوات المتطرفة" أن يعلنوا عنها تحت أسمائهم المستعارة وألقابهم الوهمية التي تخفي حقيقتهم وتصعب الوصول إليهم، ونوه إلى أن أن بعض قنوات التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل اليوتيوب تتيح الفيديوهات التي تروج لأفكار وأعمال المتطرفين، ومسموح بوجودها على هذه المواقع على خلاف السياسات المعلنة من القائمين عليها.
إقناع وهمي
ويضيف الدكتور مسعد جابر الباحث النفسي بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة أن التنظيمات الإرهابية تعتمد على طرق عديدة في ايقاع الشباب بالانضمام إليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مستخدمة شعارات دينية ومحفزات نفسية واهية مثل "دخول الجنة والدفاع عن الدين" وتستغل ضعف ثقافتهم الدينية وخبراتهم كما تقدم لهم العديد من المغريات المادية للانضمام لهم، وينصح " جابر" الحكومات بضرورة العمل على توعية الشباب بمخاطر الإنترنت وتزويدهم ثقافيا وتأهيلهم نفسيا وتطوير مهاراتهم في التصدي للدعاوى المتطرفين بالتوعية الفكرية السليمة.
أكثر من 5 آلاف موقع في خدمة التطرف
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة