الأستاذة / سمية رمضان
مستشار أسرى
أهلاً ومرحبًا بك ضيفًا على صفحة (استشارات أسرية) بجريدة الفتح اليوم، وأهنئك أخي الفاضل بحياتك الجديدة القائمة على الطاعة، وهنيئًا لك توبتك أخي الفاضل، وعليك بشكر الله ليل نهار أنْ هداك إلى طاعته، فتذوقتَ لذة الطاعة بعد طول معصية.
أخي الفاضل
توقفتُ كثيرًا أمام بعض العبارات في رسالتك منها: (أشعر أن الماضي يطاردني)؛ فجميل أن يشعر الإنسان بالذنب فيلوم نفسه ويؤنبها ويعاتبها ليصلح منها، ويأخذها إلى طريق الصلاح والهداية، (فكم من معصية أورثت صاحبها ذلاً واستغفارًا)، وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالنفس اللوامة في كتابه، ولكن كما يقولون في الأمثال: (الشيء إن زاد عن حده تحوَّل إلى ضده).
وهذا ما حدث معك أخي الفاضل، فقد وقف الماضي حاجزًا عاليًا أمام مستقبلك، فلم تعد ترى سوى الماضي فقط، ولم تفكر في الحكمة من عودتك إلى الله وتوبتك، فالله هو التواب الغفور، ولو تأملنا لفظ التواب والغفور، تجد أنهما صيغة مبالغة من الفعل تاب والفعل غفر، وصيغة المبالغة تدل على عظم الشيء وكثرته، سبحانه ذو الفضل والمنة. واعلم أن الله يفرح بتوبة عبده {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} بشرط أن تكون أقلعت بالفعل عن متاهات الشياطان وسككه الملتوية، ورجعت إلى الصراط المستقيم، وتحب أن تبدأ حياة جديدة على أساس من مراقبة الله في السر والعلن..
كن واثقًا أن الله الذي منَّ عليك بالتوبة والصلاح كريم ذو فضل، وسوف يرزقك إن شاء الله بالزوجة الصالحة التي تكون عونًا لك على دنياك ودينك- إن شاء الله-، ولكن عليك بحسن الاختيار، وعاهد الله على تأسيس بيت على طاعة الله، وعليك بكثرة الدعاء والاستغفار، وكثرة الصيام والقيام.
وكذلك أوصيك بالمساهمة في نفقة زواج بعض اليتيمات أو الفقيرات لتعفّهن، أو ساهم في مساعدة بعض الشباب غير القادر على عمل مشروع صغير أو نفقة زواج ليتسنى له بدء حياة جديدة، فالحسنة تمحو السيئة.
فكر جيدًا في الارتباط بزميلتك المهندسة، والتي أشاد الجميع بأخلاقها ودينها، فربما كانت هدية الرحمن لك، فمن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، وها أنت تركتَ طريق الحرام، فعوضك الله بالحلال، فلا تتردد، وعليك بالاستخارة والاستشارة، وتقييم الفتاة بعيدًا عن عقد الماضي وعقباته، وليس لأي فتاة ذنب في ماضيك، لتحكم عليها من خلال تجاربك أنت في الماضي.
أشعر أن الشيطان يتربص بك، فيجعلك تشكّ في كل شيء في حياتك؛ حتى تكون صيدًا سهلاً له، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأغلق صفحة الماضي، وابدأ صفحة جديدة، وتذوق طعم الحلال الطيب، وستجد أن للحلال لذة لا يعقبها شقاوة أو ندم.
والآن رسالة إلى كل شاب وفتاة، إياكم والتهاون، حتى لا تظل أشباح الماضي تطاردكم وتنغص عليكم حياتكم، فلذة المعصية تزول ويبقى إثمها، ومشقة الطاعة تزول ويبقى ثوابها، فلا تتهاونوا أو تهونوا.
وتذكروا دائما: (كن عليًّا إذا أردت أن تتزوج فاطمة).
أود الزواج ولكن.. لا أثق في أي فتاة!
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة