الأستاذة/ سمية رمضان
مستشار أسرى
فى زحمة الحياة، تصادفنا المشكلات، فهناك من يقابلها بثقة وثبات، وهناك من يرتبك ويغرق فى بحارها؛ لذا خصصنا هذه
السطور لنطرح الأفكار ونقدم الحلول التى تساعدنا فى تخطى تلك المشكلات، والعبور مع قرائنا الأعزاء إلى بر الأمان.
يحبنى بجنون.. فهل أرفضه؟!
لماذا يصر البعض على إبداء الضغوظ على البعض الآخر كوسلية للحصول على ما يريد، فمثلا سبق أن تقدم شخص لخطبتى فرفضته بعد استشارة أهلى لأسباب معينة أهمها الفارق الثقافى، ومع ذلك كنت شديدة التيقظ فى طريقة إبداء الرفض خوفًا على مشاعره؛ لأنه- كما يقول- يحبنى “لدرجة الجنون”. وبعد مرور عامين، تقدم بنفس الطلب، مما سبب لى إحراجًا شديدًا، لأنه أفصح لى عن مدى حبه لى، وأنه طوال هذه الفترة لم ينسنى ووجه لى كلامًا قاسيًا لكونى قاسية ولم أحس به يومًا وأنه كان يتمنى أن أحس به طوال هذه الفترة لكنى تجاهلته تمامًا كما يقول.
أنا جد محرجة منه وخائفة على مشاعره، وأحس به لكنى لا أستطيع الارتباط به لوجود أكثر من نقطة فاصلة بيننا، وقد درست الموضوع بجدية لكنى أعود إلى نفس القرار: لا أستطيع
حبيبتي.. قرأت رسالتك، وتوقفت عند بعض العبارات بها، مثل: (كنت شديدة التيقظ فى إبداء الرأى خوفًا على مشاعره؛ لأنه كما يقول: يحبنى لدرجة الجنون)، وتقولين أيضًا: (أنا جد محرجة منه وخائفة على مشاعره وأحس به لكنى لا أستطيع الارتباط به لوجود أكثر من نقطة فاصلة بيننا).
حبيبتي.. إذن فالعلاقة بينكما ليست مجرد خاطب أتى عن طريق البيت ورُفض، بل إن هناك حوارًا مفتوحًا بينكما، لدرجة أنك استشعرتِ مدى الحب الجنونى الذى يملأ عليه كيانه.. ولهذا بدأت تتعاملين معه بلباقة حتى لا تجرحى مشاعره.
حبيبتي.. ربما لم تكن المشكلة فى هذا الخاطب، ولكن فيكِ أنت، فربما أردتِ أن تمسكِى بالعصا من منتصفها، فلم تقطعى العلاقة به بشكل تام، بل تركت له الأمل، فظل ينتظر سنتين على أمل أن تغيرى من رأيك، وهذا ما كان ليحدث لولا استشعاره لين الجانب منك.
وقفة حاسمة
حبيبتى يجب عليكِ أن تقفى وقفة حاسمة مع هذا الخاطب، وتخبريه بكل صراحة، أنكِ لن ترتبطى به. ولا تتركى له أملاً فى الارتباط طالما أن فكرة الارتباط به مرفوضة رفضًا تامًا، وليبدأ هو حياته مع أخرى، ولا يضيع من عمره أكثر من ذلك، أفهميه كل هذا بلباقة وحسن تصرف، وليعلم أن قرارك هذا هو القرار الأخير.. انصحيه بأن يبحث عن زوجة تتوافق مع ظروفه، وقولى له أنك كنت واضحة معه منذ البداية ولم تخدعيه، بل أخبرتيه برفضك، ومن حقك أن ترتبطى بشخص يتوافق مع كل ظروفك، وبعدها اتركيه ولا تفتحى بعدها مجالاً للتحاور والكلام معه، حتى يقطع الأمل فيبحث عن زوجة أخرى.
حبيبتى الزواج ليس مجرد مظهر اجتماعى وفرح وشبكة وزوج له مكانة اجتماعية مرموقة وشقة، وجهاز وفسح وملابس.. لا لا يا حبيبتي..
الزواج رسالة
الزواج يا حبيبتى آية من آيات الله ورسالة.. نعم رسالة الهدف منها إعفاف النفس عن الوقوع فى الرذيلة، وتكوين المجتمع، وتربية النشء الصالح، وهو الوسيلة المشروعة لإشباع حاجة الجسد والروح معًا، فالزواج ليس غريزة أو رغبة فقط، بل هو سكن ومودة ورحمة.
ولهذا فعليك حبيبتى أن تفكرى بالعقل والعاطفة معًا، وأن تضعى مجموعة من المواصفات التى تتمنينها فى شريك حياتك، واكتبيها فى ورقة، ثم رتبيها حسب الأهمية، وكلما تقدم إليك خاطب انظرى هل يتمتع بتلك الشروط التى وضعتيها فى شريك حياتك أم لا. وبالطبع حبيبتي، فليس هناك الكمال المطلق، فمن الصعب الالتقاء بشخص يأخذ تقدير (عشرة على عشرة)، ولكن ما المانع أن تكون الدرجة سبعة أو ثمانية على عشرة، ولكن المقصود هنا أن الإيجابيات فى هذا الخاطب أكثر من السلبيات، وبناء عليه تحددى بشكل مبدئى إمكانية الموافقة من عدمها، وبهذه الطريقة تستطيعين أن توفقى بين العقل والعاطفة، فلا يغلب أحدهما على الآخر، فنحن نحتاج للعقل والعاطفة معًا فى كل أمور حياتنا، فما بالك بالزواج، الذى به إعمار الكون، وسعادة الدنيا والآخرة.
إياك والتردد وكثرة الرفض، إذا تقدم إليك شخصًا مناسبًا، فإن من يذهب اليوم قد لا يأتى مثله فى الغد.
وأخيرا عليكِ بالاستخارة والاستشارة، وننتظر أن ترسلى لنا دعوة لحضور فرحك إن شاء الله بعد اختيار الزوج المناسب فى القريب العاجل.
يحبنى بجنون.. فهل أرفضه؟!
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة