السيلفي !!!

تنمية بشرية
طبوغرافي

 السيلفي عدوي العصر

بقلم : هالة الأبلم

 

 

 

34

 

 

 فجأة وبدون أي مقدمات دخل عالمنا شيء يدعي السيلفي فمَن منا لا يعرفه؟

لعله في أول ظهور له كان لأثنان يريدان التصوير ولكن لم يجدوا الشخص الذي يقوم بذلك فقاموا بتصوير أنفسم ولأن عالمنا صغير جدا برغم كبر حجمه ولكن بفضل مواقع التواصل الإجتماعي تفشت هذه الظاهرة لتصبح عدوي العصر.

نعم عدوي العصر لا تستعجب لمثل هذا المصطلح فالعدوي من خصائصها التفشي بين الناس والسيلفي أصبح كذلك فلقد تحولت فكرة التصوير من تخليد لحظة جميلة في العمر الي توثيق اليوم بأكمله بما فيه من أحداث مفرحة و محزنة ......

فمستخدمي هذا النوع من الصور أصبحنا نراهم ليلا نهارا في كل مكان نذهب اليه في الشارع وفي الأماكن العامة وفي المطاعم وحتي في المدرسة بل وفي الحرم المكي والمدني وكأننا خلقنا كي نخلد كل لحظات حياتنا .

ولأن لكل شيء فائدة وضرر فسوف نذكر أولاً فوائده وبعدها نتطرق لأضراره لكثرتها .

أولاً فوائد السيلفي :

1-التقرب مِن مَن نحب ! بالفعل فعندما نطلب من شخص التقاط صور سيلفي معه فهو سيشعر بالضرورة إنه مهم بالنسبة لك ومختلف عن أي شخص آخر تعرفه .

2-زيادة الثقة بالنفس ,فعندما نذهب الي ميعاد مهم أو مقابلة شخصية ونأخذ لأنفسنا صورة سيلفي وتستحوذ علي رضانا فسنذهب اليهم بكل أمل وطاقة إيجابية وثقة بالنفس.

3-ذكري جميلة ,فمن أهم مميزات وفوائد صور السيلفي إنها واقعية غير متكلفة حتي في ابتسامات وحركات آخذيها وهذا يميزها علي غيرها من الصور التي اعتدنا عليها منذ قديم الزمن ومن ثَم ستصبح ذكري جميلة بمرور الزمن.

ثانياً اضرار السيلفي :

1-إدمان: إذا أردنا أن نأخذ صورة لنشرها علي مواقع التواصل الاجتماعي فنحن نرغب بإظهار أحسن ما لدينا وهذا لن يأتي من أول مرة وكذلك مع صور السيلفي إذا أراد شخص مشاركة صورة له فسيضطر لأخذ كم من الصور حتي يعثر علي واحدة فقط ومن هنا يأتي التعود والإدمان في أي وقت وبدون مناسبة.

2-المرض النفسي: ففي جمعية الأطباء النفسيين أرادوا أن يصلوا رسالة عن طريق مزحة فقد ادعوا أن هناك مرض نفسي اسمه "سيلفتي" يطلق علي الذين يستخدمون خاصية السيلفي وهناك مراحل من المرض ,المرحلة الأولي وفيها يلتقط المريض ثلاث صور لنفسه ف اليوم ,والمرحلة المتطورة وفيها تزيد عدد الصور الملتقطة والمشاركة مع الأصدقاء عن ست صور ,وحتي وصلت فكرة المزحة إليهم جميعا كشفوا عن سرها والآن اصبح بالفعل مرض ولقد تحولت المزحة الي حقيقة .

3-العزلة والإنطوائية : تشير عادة السيلفي الي نرجسية الفرد وحبه الجنوني لنفسه ما إن يبدأ بالتعود على التقاطها بكثرة يومياً حتى تبدأ عليه أعراض العزلة الاجتماعية وينعزل عن الآخرين ومشاعرهم تدريجيا، حيث يصبح حبه وولاؤه الأول لنفسه بالدرجة الأولى.

وأخيراً فكما تعلمنا من نبينا أن خير الامور الوسط فلا تغالي في شيء حتي يصلك بك الحال للتعرض لأضراره المستتره خلف فوائده.

 

الكاتبة : المدربة الاماراتية /  هالة الأبلم  " مستشارة في العلوم النفسية والعلاقات الأسرية ".