بقلم الإعلامية/ زينب طلعت حسن
إن القرآن الكريم يزرع في نفوس المؤمنين روح الأمل والتفاؤل مهما كانت الظروف فحين قصّ لنا الله تبارك وتعالى قصة فقدان يعقوب عليه السلام لولده يوسف عليه السلام ثم اشتد الكرب عليه حين فقد ابنه الثاني بنيامين وابنه الثالث الذي رفض العودة للشام ومكث في مصر، كان عليه السلام يبث شكواه لربه وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ومع ذلك ماذا قال لبنيه ؟ قال لهم : "يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "، لايعني عدم اليأس-عباد الله- ألا يتألم الإنسان أو يحزن ،وأن يتجرد من بشريته ، ولكن اليأس محله ما بعد الحزن : هل يقنط المرء من رحمة الله وفرجه؟ أم يشع الأمل في قلبه مع لذعات الألم بأن الفرج بإذن الله آت ولو بعد حين، قال بعض العلماء: لولا الأمل ما بنى بأن بنيانًا، ولا غرس غارس غرسًا، ولنستمع معاً لحديث أحد الأشخاص مع نفسه فيقول سألتها يومًا : من أنت ؟ وماذا تريدين؟ وماذا تحملين في جعبتك؟ وهل تضمرين لي شرًا أم خيرًا؟ أستحلفك بالله أن تصدقيني القول ولا تخفي عني شيئًا!! هل أنت أمارة بالسوء أجيبيني ؟ هل أنت لوامة ؟ لماذا هذا الصمت القاتل ؟! هل أنت مطمئنة ؟ هيا حطمي جدران صمتك وأعلني عن نفسك بشجاعة! وأعدك لن أحزن من كلامك مهما يكن!! فأنت في الأول والآخر مني!
قالت: عجيب أمرك أيها الفتى! ألا تعرف من أنت حقًا؟! فماذا تعرف إذن؟!
قلت: أرجوك لا تسخري مني! ولا تحاولي المراوغة!! وأعدك بأن أجيب عن كل أسئلتك! ولكن بعد أن تجيبيني عن أسئلتي!
قالت: أنا نفسك التي بين جنبيك! أنا الأمارة بالسوء! وأنا اللوامة! وأنا المطمئنة!
قلت: كيف تجمعين بينها في وقت واحد؟! قالت: أنا أجمع بينها فعلًا.. ولكن ليس فى وقت واحد! فعندما أكون لوامة لا أكون في نفس الوقت أمارة بالسوء! ولا مطمئنة! وعندما أكون مطمئنة لا أكون في نفس الوقت أمارة بالسوء!! ولا لوامة! وعندما أكون أمارة بالسوء لا أكون مطمئنة! ولا لوامة! قلت: أتعنين أنك متقلبة بين هذة وتلك؟
قالت: نعم!
قلت: يا ويلي ويا هول مصيرى! وفرت دمعة من عيني!
قالت: لا تبك ولا تحزن! فأنت فى الأول والآخر مجرد إنسان! ولست ملاكًا! أنت إنسان تصيب وتخطئ!! تذنب وتستغفر!!والأعمال بالخواتيم! ولكن هون على نفسك! ألم تقرأ حديث رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم" (صدق رسول الله "صلى الله عليه وسلم") ألم تقرأ قول الله تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"
نعم فلننظر – إلى الأمور بعين التفاؤل وإن بدت في ظاهرها على عكس ذلك،، ولندع اليأس والإحباط كما قال ربنا جلّ وعلا :"ولاتيأسوا من روح الله "
همسة للشباب.. "ولاتيأسوا من روح الله "
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة