غياب إفشاء السلام .. تقليد أعمى
سنة افشاء السلام بين أفراد المجتمع هى تطبيق للسنة النبوية الشريفة، واشاعة للمحبة والمودة فيما بينهم، وذلك مصداقاً للحديث النبوى «ألا أدلّكم على شيءٍ اذا فعلتموه تحاببتم ،أفشوا السلام بينكم»، ويرجع مختصون فى هذا الجانب تراجع تداول تحية السلام وافشائها لاسيما بين فئة الشباب الى عدة عوامل ،منها تطور وسائل الاتصال الاجتماعية الحديثة، خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعى على الشبكة العنكبوتية التى لعبت دوراً مؤثراً باستبدال تحية السلام بمصطلحات دخيلة وتحيات مستوردة، وأفرزت لغة تعارف ومحادثة خاصة تتناقلها الأجيال الجديدة فيما بينهم، بالإضافة لبروز أشكال التحضر والاتيكيت التى كان لها الأثر الواضح أيضاً على طبيعة العلاقات الاجتماعية، مطالبين فى الوقت ذاته من أرباب الأسر تعويد أبنائهم على طرح السلام، واعتبار التحيات المستوردة والغربية بدعة ومرفوضة اجتماعياً.
محمد أبو ردينة طالب فى الجامعة الألمانية قال: لغة طرح السلام المتعارف علها من قبل الشباب وخصوصاً بين مجتمع الطلبة هى (هاي، صباح الخير) وغيرها الكثير، مؤكداً أن الجيل الحالى مختلف تماما عن الاجيال الماضية فى العادات والتقاليد، مضيفاً أن ثقافة اشاعة السلام ليس بالضرورة أن يتم لفظها حرفياً بمصطلح (السلام عليكم) وانما يمكن استخدام اختصار لمصطلح السلام عليكم يؤدى نفس المعنى مثل « سلام « وبالتالى لا يكون ذلك تقليداً للغرب وعاداتهم.
يؤكد الدكتور سعيد المصرى أستاذ علم الاجتماع فى جامعة القاهرة ان السبب الرئيس فى استبدال عبارات التحية والسلام بين افراد المجتمع، وخاصةً فئة الشباب يعود الى التواصل الثقافى والاجتماعى بين الشعوب والتى يبادر بها الشباب فى الغالب، كما انهم يعتبرونها نوعا من انواع التحضر والاتيكيت، مضيفاً أن دور التقليد الاعمى ومجاراة الاصدقاء يلعب دوراً مهما فى هذا الجانب، وعدم مراقبة وتوجيه الاهل لأبنائهم لا تقل أهمية ايضا علاوة على عدم قيام المدارس والجامعات بالاشارة الى خطورة هذا الاشارات والتحيات المستوردة والمستخدمة بين فئة الطلاب.
ويرجع اسباب استخدام هذه الألفاظ والمصطلحات الغريبة الدخيلة على مجتمعاتنا الى ان شبابنا معجب بكل ما يأتى من الغرب، وهذا الأمر يقودنا الى أن تحليل المؤرخ الكبير ابن خلدون والذى مضمونه (أن الضعيف يحاول دوماً تقليد القوي)
ويضيف: أن الأسرة أيضاً تعتبر من أسباب تفشى هذه الظاهرة وانتشارها، خصوصاً عندما تربى أولادها على هذه المصطلحات، فالأب والأم فى أغلب الأحيان يرددان مثل هذه المصطلحات مما يجعل الأولاد ينشأون على ذلك، لذلك فالمنظومة الأسرية لها دور هام وحاسم فى الوقوف امام هذه الظاهرة وذلك بتعويد الطفل على تحية (السلام) ببيان معناها ومدلولها وما يترتب على ذلك من حب ووئام وسلام بين أفراد المجتمع، والأجر والثواب على القاء هذه التحية عند الله عز وجل، مشيراً الى دور آخر لا يقل أهمية عن دور الاسرة ، وهو ما يقع على عاتق وسائل الاعلام المرئية والمسموعة نتيجة تأثيرهم على المتلقين من خلال ان تكون تحية مقدمى البرامج والمذيعين ومن يستضيفونهم هذه التحية المعبرة عن السلام بين الناس.
غياب إفشاء السلام .. تقليد أعمى
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة