بقلم / المستشار حسام الدين امين
المحاضر الدولى المعتمد من اكسفورد - لندن
يتميز به الأصحاء والمفكرون وأصحاب النجاحات وهو أعلى درجات الذكاء فى عالم اليوم
يطلق على ذكاء المشاعر الذكاء العاطفى أو الوجدانى أو الانفعالى، وهو أعلى درجات الذكاءات التى توصل إليها خبراء الصحة النفسية وخبراء الإدارة والقيادة فى العالم فى الثلاثين عام الماضية. الذكاء العاطفى عامل مؤثر فى علاقات الإنسان المختلفة سواء أكانت علاقته بنفسه أم علاقاته بغيره كعلاقات الصداقة أو علاقات العمل أو غيرها.
عندما نتعلم مهارات الذكاء العاطفى سنكون أكثر قدرة على قراءة الآخرين، والتعامل والتعاطف وتفهُّم وتقبُّل مختلف الشخصيات بجميلها وقبيحها.. فلكل إنسان مميزاته وعيوبه.
ومع استمرار التدريب سنكون أكثر قدرة ليس على التعاطف والتعامل مع الآخرين فحسب، بل على التأثير فيهم وتغييرهم نحو الأفضل.. لأنك بتفهمك وتقبلك لهم ستكون أكثر قدرة على معرفة نقاط الضعف لديهم، وستمتلك مفاتيح التغيير فى شخصياتهمف
وبداية فأننا سنكون أكثر قدرة على تفهم أنفسنا التى بين جنبينا، ثم تحمل المسئولية فى إصلاح مثل هذه العلاقات المضطربة، وبالتالى سنكون أكثر قدرة على إصلاحها بتغيير أنفسنا أولًا بدلاً من انتظار أن يتغير الآخر. نعم.. إننا كثيرًا ما نجهل ماذا نريد؟ أو نفقد القدرة على التعبير عما نريد ثم نشكو أن الآخرين لا يفهموننا؛ لأننا فى الواقع لا نفهم أنفسنا ولا نعبر عنها، فكيف يفهمنا الآخرون؟ و عندما نتعلم مهارات الذكاء العاطفى سنكون أكثر قدرة ليس على معرفة ذواتنا فقط، بل على إصلاحها، وتحسين الخلل فيها أيا كان هذا الخلل، وعندما نستطيع التحكم فى ذواتنا، فمن المؤكد أن الكثير من علاقاتنا ستتحسن؛ ولذلك فإن امتلكت القدرة على تغيير نفسك، فأنت مؤهل بامتلاك القدرة على تغيير الآخرين..و هكذا نتدرج سويا فى درجات الذكاء العاطفى حتى نصل إلى القمم، وإلى ما نصبوا إليه من درجة وعى عالية فى التعامل مع أنفسنا ومع الآخرين.
أهمية الذكاء العاطفى:
- الذكاء العاطفى ينمى قدرة الإنسان على السيطرة على انفعالاته ومشاعره التى تقوده إلى التصرفات غير محسوبة، أو كيف يطور انفعالاته الإيجابية ويسخرها فى سبيل نجاحه.
- ويلعب الذكاء الوجدانى دورًا مهمًا فى تنمية علاقات ناجحة مع الآخرين على كافة المستويات
فهو يحدد توافق الطفل مع والديه وإخوته وأقرانه وبيئته بحيث ينمو سويًا ومنسجمًا مع الحياة، كما أنه يؤدى إلى تحسين كفاءة التحصيل الدراسى.
كما يعتبر الذكاء الوجدانى عاملًا مهمًا فى استقرار الحياة الزوجية فالتعبير الجيد عن المشاعر وتفهم مشاعر الطرف الآخر ورعايته بشكل ناضج، كل ذلك يضمن توافقًا زواجيا رائعًا.
كما أن استخدام مبادئ الذكاء العاطفى يساعد الوالدين على إنشاء علاقات قوية مع أبنائهم كما يساهم فى تنمية الذكاء العاطفى عند الأبناء.
- والذكاء الوجدانى وراء النجاح فى العمل والحياة، فالأكثر ذكاء وجدانيا محبوبون ومثابرون،
ومتألقون وقادرون على التواصل والقيادة ومصرون على النجاح.
- كما ثبت أن ثمة علاقة وثيقة بين الذكاء العاطفى والصحة النفسية، فالأذكياء عاطفيا أكثر قدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، ومشكلاتها بشكل أكثر تفاؤلا وأكثر إصرارًا ومثابرة، وأقل تعرضًا للتوتر والقلق والاكتئاب.
- كذلك هناك علاقة وطيدة بين الذكاء العاطفى، والصحية الجسمانية، فالأذكياء عاطفيا أقل عرضة لأمراض الضغط والقلب، وأمراض المناعة، وسائر الأمراض الجسدية التى تنتج عن التوتر والقلق والضغوط النفسية.
وهنا يأتى السؤال: هل الذكاء العاطفى موروث أم مكتسب؟
وكسائر أنواع الذكاء فإن هناك عوامل وراثية، وعوامل مكتسبة فى التركيبة العاطفية للإنسان فالذكاء العاطفى مثل أى صفة أخرى منها جزء موروث، ومنها جزء مكتسب يمكن تنميته وتطويره.
معنى الذكاء العاطفى : الذكاء العاطفى بمعناه البسيط هو الاستخدام الذكى للعواطف. فالشخص يستطيع أن يجعل عواطفه تعمل من أجله أو لصالحه باستخدامها فى ترشيد سلوكه وتفكيره بطرق ووسائل تزيد من فرص نجاحه إن كان فى البيت أو فى المدرسة أو فى العمل وفى سائر حياته بصورة عامة
فهو عملية ترشيد للمشاعر الإيجابية وتقييد للمشاعر السلبية، فالتعامل مع المشاعر بذكاء هو لب الذكاء العاطفى... أو هو التوسط والاعتدال فى استخدام المشاعر. والذكاء العاطفى أيضًا هو ذلك المزيج الرائع بين العاطفة والعقل..فالعقل يتحكم فى العواطف والعاطفة تساعد العقل فى الوصول إلى القرارات وإلى حل المشكلات. - وهو كعلم جديد عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية التى تمكن الشخص من تفهم مشاعره، وتفهم مشاعر الآخرين والتعامل معها بشكل إيجابى.
ومما سبق فإن الذكاء العاطفى، والذى يطلق عليه الذكاء الانفعالى أو الوجدانى هو أعلى درجات الذكاء فى عالم اليوم، وهو الذى يتميز به الأصحاء والمفكرين وأصحاب النجاحات فى الحياة وهو العلم الذى يبحث فى أقسامه الآتية: أولًا: كيف تعرف نفسك؟ ثانيًا: كيف تتحكم فى ذاتك؟ ثالثًا: كيف تفهم الآخرين؟ رابعًا: كيف تؤثر فى الآخرين؟
ونصيحتى لكل أب ولكل أم ولكل إنسان أنك إذا رغبت فى تحقيق نجاح ملحوظ، ودائم فى حياتك فلن تجد أفضل من التعمق ودراسة هذا النوع الفريد من الذكاء المبهر.
ذكاء العواطف
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة