الدكتور عبد الصبور فاضل
عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر
أصبحت أضرار الإنترنت متعددة سواء أكانت من نشر الإشاعات أم الأكاذيب والسرقة والنصب الإلكترونى والتغرير بالفتيات
إلى جانب ازدراء الأديان، كذلك المواقع الخبيثة التى تبث السفور والإباحية.. الأمر الذى أدى إلى ما يعرف بالإفلاس القيمى والانحطاط الأخلاقي.
وأكد الأستاذ الدكتور عبد الصبور فاضل عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، أن مشكلة المواقع أنها تتعامل فى عالم الفضاء بعيدًا عن الرقابة، فتقوم بنشر أخبار عارية من الصحة بما يتسبب فى بلبلة الرأى العام، وتشويه صورة الآخرين وأضاف قائلا إنه لا يمكن معالجة هذا الأمر إلا من خلال تفعيل القوانين وهى فى النهاية تحكمها عملية المبدأ والضمير وفيما يتعلق بالسرقة والنهب الإلكترونى صرح قائلًا بأن هذا أمر شائع على مستوى العالم، وقال إن القانون يتعامل معها بنفس تعامله مع النصب والاحتيال التقليدي، ولكنه طالب بتشريع أقوى والعمل على ملاحقة هؤلاء النصابين.
كما دعا أن يكون هناك ترشيد لاستخدام الإنترنت لوجود مشاكل أخلاقية واجتماعية، وعدم ترك الأطفال ساعات طويلة يتعرضون للإنترنت دون رقابة؛ لأنه غالبًا ما يتعرض لمشاهد وكلمات تهبط الأخلاق، أما الشباب فشدد قائلا أن استخدام أو التعرض للمواقع الإباحية يؤدى إلى نتائج كارثية منها إكساب الشباب السلوك الانحرافى، وقتل جانب الذكورة فى الإنسان نفسه مع التعرض لهذه المناظر، وهذا يخلق مشكلات زوجية بعد الزواج.
عشرات الآلآف من الناس وقعوا ضحية للنصب، والشعور الرئيس هو الشعور بالخيانة، والحقيقة أن هذا النوع من النصب قد يؤدى إلى مشاكل نفسية وعصبية قد تتحول إلى أمراض جسدية. وهناك حالات فى كل من أستراليا وأمريكا لضحايا لهذا النوع من الاحتيال، وقد تحولوا إلى محتالين بدورهم، وأخذوا يمارسون أساليب المحتالين أنفسهم، الذين سلبوهم كل ما يملكون.
ويرى الدكتور أسامة إبراهيم، الأستاذ بقسم الحديث وعلومه، بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر: من نعم الله عز وجل على الإنسان فى هذا الكون سهولة التواصل بين الناس.. ففى القديم كان التواصل بطيئًا لكن بفضل وجود الإنترنت أصبح الاتصال سريعًا لكن الله سبحانه وتعالى حينما يمن على البشر بنعمة لابد أن تقابل هذه النعم بالشكر لكن مقابلتها بالجحود يحولها إلى نقمة؛ فينبغى علينا بحكم الأخلاق وبحكم الدين الابتعاد عن المعاصى وحتى ما يقرب إليها.. وذلك من باب سد الزرائع الذى يأمرنا بالابتعاد عن الفواحش يقول الحق سبحانه { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّى الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْى بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [ الأعراف: 33]، والعلاج فى نظرى متشابك ومترابط مع بعضه، فلابد أن تتوافق الهيئات المعنية فى هذا الأمر فلا ينسى الوعاظ دورهم والتربويون والأسرة. فالحل ليس دينيًا فقط، ولكن لابد من وجود حل توافقى بين الجميع فالمؤسسة الدينية لها دور كبير والوعظ والإرشاد والذى يعود بنا إلى الأدوار الحميدة وأضاف قائلا لا بد من وجود رقابة بقدر الإمكان على ما يعرض أما بالنسبة لمسالة ازدراء الأديان فهى مسألة قديمة.. ولا يمكن القول إنها وليدة اليوم وأرى أن الزملاء فى قسم مقارنة الأديان يتصدون لها بكل السبل سواء كان ذلك فى الرسائل العلمية أو المحاضرات أو اللقاءات الإعلامية لكن مسالة خرس الألسنة هذه صعبة؛ لأن الذين يزدرون الأديان لا قيم عندهم لأنهم يتجرؤون على الله تعالى أما بالنسبة للأطفال الذين يتعرضون للألعاب التى تربى فيهم العنف وفكرة الصراع فلابد من إيجاد نظام البديل؛ لأن الطفل له طبيعة معينة تتوافق مع حركاته ورغباته، فلا بد من إيجاد ألعاب تغرس فيه قيم الإسلام وتعاليمه، وللأسف إذا كان هذا يوجد فإنه يفتقد إلى مسألة الجذب التى تأثر فى الطفل.
إن انصراف الشباب إلى المواقع الخبيثة ووقوع الفتيات فى أن يغرر بهن يرجع إلى التفكك الأسرى.. فالأسرة عليها دور والجامعة عليها دور كذلك.. والرحلات والأنشطة والمسجد فلا بد من توجيه هؤلاء الشباب إلى ما فيه مصلحتهم ومصلحة بلادهم ووطنهم وأمتهم.
ومن جانبه أكد الأستاذ الدكتور عرفه أحمد عامر، أستاذ ووكيل كلية الإعلام جامعة الأزهر أن الإنترنت ووسائل الإعلام الحديثة هى من نعم الله المستجدة على خلقه لكن المعول عليه هو ترشيد استخدامها من قبل القائمين عليها بما يخدم الفرد والصالح العام للمجتمع، ويكون ذلك بتحديد الجوانب والميادين الإيجابية البناءة والقضايا ذات الأهمية سواء كانت سياسية أو اقصادية أو اجتماعية، وأيضًا تحديد جوانب النواحى السلبية التى تخدش الحياء وأخلاقيات المجتمع.. وضبط ذلك كله يكون باللوائح والقوانين، ولكن هل وصل المجتمع إلى مرحلة الإفلاس القيمى؟ ونجد أن من المعروف أن مجتمعاتنا الشرقية هى فى مجملها مجتمعات إسلامية وتشترك مع غيرها من الشعوب فى الجانب الإنسانى، والذى لا يختلف عن مثيله من المجتمعات الإسلامية، وبالتالى فالأخلاقيات الهدامة تضر بالمجتمعات وتأتى بالنتائج السلبية أكثر مما تنفع ولا بد من وقفة تجاه هذه الوسائل نحو استخدام هذه الوسائل وترشيدها حتى لا تتحول إلى محور هدم فى سطح البناء الحضارى للأمم العربية والإسلامية، بل المجتمع الإنسانى بصفة عامة وأضاف قائلا إن منظمة القيم والأخلاقيات البناءة لا تختلف فى مجملها عن مثيلاتها فى الفكر الأسمى، ولا تختلف كذلك عن تقنينها العلمى فى العلوم والنظريات الإنسانية أو العلمية الحديثة سواء فى جانبها النفسى أو السلوكى أو الاجتماعى وبالتالى لابد وأن تتلاقى الجهود فى ضبط هذه الوسائل من جانب أولياء الأمور والقائمين على أمر هذه الوسائل وبترشيد استخدمها فيما يبنى ولا يهدم وينفع ولا يضر على مستوى الفرد والمجتمع.
الشائعات والسرقة والنصب الإلكترونى والتغرير بالفتيات
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة