لأهل القرآن كرامات يعيشون بها بيننا

تنمية بشرية
طبوغرافي

 

الدكتور سامى هلال عميد كلية القرآن الكريم فى طنطا

طموحى أن ندخل كل بيت لنعلم أهله كتاب الله..

أكد الدكتور سامى هلال عميد كلية القرآن الكريم فى طنطا أنه تم فتح باب القبول هذا العام لطلاب الثانوية الأزهرية للالتحاق بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر فرع طنطا للمرة الأولى فى تاريخ الكلية.بشرط اجتياز الطالب اختبار الكلية والهدف من هذا الاختبار هو الاطمئنان على المستوى التحصيلى لطالب الثانوية الأزهرية حيث إن مستواه لابد وألا يقل عن مستوى من التحق بالكلية من قبل فى القراءات وعلوم القرآن الكريم.

وقال : نستهدف تخريج علماء تحمل القرآن بكافة علومه ليكونوا نماذج علمية وعملية للإسلام. عن رحلته العلمية والحياتية فتح قلبه للفتح اليوم :

الاتجاه الصحيح للحياة يبدأ بحفظ كتاب الله

ـ كيف كانت المسيرة العلمية للدكتور سامى هلال، عميد كلية القرآن الكريم بطنطا؟

مسيرتى العلمية فى كلية القرآن الكريم مسيرة أحتسبها عند الله تعالى بما فيها من مجهودات ودراسات وأبحاث، ولقد بدأت تلك المسيرة بتعيينى مدرسًا بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر فرع طنطا، والتى أنشأت عام 1992م، وقد اجتهدت فى تلك المرحلة قدر المستطاع والحمد لله.. ثم وظيفة أستاذ مساعد، وكانت مرحلة مهمة كان لها سعيها وجهدها، ولكن كل سعى فى حقل القرآن الكريم هو وسام على صدر صاحبه، ثم تم تعيينى وكيلا لكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر فرع طنطا ثم عميدًا للكلية، وهذه هى المرحلة التى لا زلنا نسعى فيها لخدمة القرآن وأهله.

ـ القدوة فى حياة الناس عامل دفع للنجاح والإنجاز والتفوق. من كان قدوتك ؟

فى الحقيقة لم يكن قدوتى واحد أو اثنين لكنهم مجموعة من أساتذتى الذين تعلمت على أيديهم كل الخير وهم أصحاب الفضل وهم مجموعة من أعلام الأمة، وأدين لهم بكل خير تعلمته على أيديهم، ومن هؤلاء الأستاذ الدكتور محمد قاسم رحمه الله وقد كان أستاذًا فى التفسير.. وقد تعلمت على يديه الكثير والكثير فى علم التفسير جزاه الله خيرًا. وكذلك الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم القيعى رحمه الله أستاذ ورئيس قسم التفسير سابقًا بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر وقد كان عالمًا بارعًا من علماء الأمة المخلصين.. ولقد نهلنا من علمه الكثير رحمه الله تعالى. كذلك من العلماء الأفاضل الذين تعلمت على أيديهم وكانوا قدوة لى عَالِم القراءات فضيلة الشيخ عبد الفتاح العجمى المرصفى رحمه الله، وقد قرأت على يديه ودرس لى القراءات.. وكم من فضل لهذا العالم الجليل لأنه ورثنى إتقان قراءة كتاب الله تعالى. وهناك عدد آخر من أساتذتى الذين علمونى وتلقيت منهم الكثير من العلم والخير ولهم الفضل وجزاهم الله عنا ألف خير.

ـ لكل إنسان محطات مهمة فى حياته تكون فاصلة ولا ينساها طوال حياته. ما أهم المحطات فى حياتك ؟

هناك عدة محطات مررت بها فى حياتي، وكان لها أثر كبير فى مسيرتى وأحمل لها ذكريات طيبة لا أنساها. المحطة الأولى هى محطة إتمام حفظ القرآن الكريم حيث بدأت الحفظ فى سن مبكرة وأتممت الحفظ فى العاشرة من عمري، وهو بداية الطريق الصحيح بالنسبة لى وصاحب الفضل فى تحفيظى القرآن الكريم هو فضيلة الشيخ سلامة شريف رحمه الله. ومن أهم الدروس التى تعلمتها فى هذه المرحلة أن الاتجاه الصحيح للحياة هو الاتجاه الذى يبدأ بحفظ كتاب الله تعالى، وهو الذى يضمن مسارًا ربانيا صحيحًا طوال الحياة. والمحطة الثانية: هى مرحلة التخرج من كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر حيث المرحلة الفاصلة التى ينتهى بها طريق ويبدأ بها طريق آخر، فبها أنهيت طريق التعليم الإلزامى وبها بدأت طريق الدراسات العليا وبدأت معها مرحلة العطاء مع الاستمرار فى طلب العلم، وكان لدى شغف كبير فى هذه المرحلة لدراسة علوم القرآن الكريم، وسجلت للدراسات العليا فى كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر.. وهنا بدأت أهم مراحل حياتى وهى الدراسات العليا التى اجتهدت فيها بفضل الله حتى حصلت على العالمية أو الدكتوراه.

المحطة الثالثة: هى مرحلة التعيين فى كلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر فرع طنطا، وكان ذلك عام 1995م ومن يومها اعتبرت نفسى خادمًا للقرآن وأهل القرآن، ويا له من شرف عظيم وقد يسر الله لنا المجهودات فى أعمالنا وإنجازاتنا داخل الكلية وما زلنا نجتهد فى ذلك وهو تاج على رءوسنا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا وأن يتقبل منا.

ـ حصيلة الدكتور سامى عبد الفتاح هلال فى حياته العلمية كبيرة وحافلة نريد التعرف عليها؟

بحمد الله وتوفيقه فى مجال التأليف لى من المؤلفات فى مجال القرآن الكريم وعلومه سبعة عشر مؤلفًا من أهمها كتاب (رسم المصحف بين التوقيف والاجتهاد) وهو كتاب فيه رد على من يقول إن الرسم العثمانى ليس توقيفيًّا ولكنه إملائي، وقد رددت عليهم بأن الجمع العثمانى أى جمع عثمان بن عفان للمصحف حفظ الأمة من الاختلاف وقد استخرجنا منه المعانى المؤثرة. ومن المؤلفات المهمة أيضًا كتاب (القراءات التوقيفية الاجتهادية) والهدف منه الرد على من يطعن فى قراءات القرآن الكريم وكذلك كتاب ( الإعجاز البيانى فى القرآن الكريم) وكذلك شرعت فى تفسير القرآن الكريم حيث صدر لى تفسير سورة الحشر وفاطر وآل عمران وأربعة أرباع من البقرة، وما زالت المسيرة مستمرة ونسأل الله العون والقبول.

هذا إلى جوار عدد من المؤتمرات القرآنية حول القرآن الكريم وعلومه وكذلك المشاركة فى بعض برامج إذاعة القرآن الكريم المصرية، وكذلك بعض البرامج فى عدة فضائيات ومجموعة من المقالات فى بعض الصحف وتواجدى بين طلابى وفى الإعلام نافذة مشرقة لنشر القرآن وعلومه ولا زلنا نحاول أن نرضى ربنا والله المستعان.

- كلية القرآن الكريم حصن من الحصون التى تصون القرآن الكريم وتحفظه والطلبة فى كلية القرآن الكريم بفضل الله يصطفون تحت شعار أهل القرآن( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) لذلك بفضل الله هناك مجهودات كبيرة وعلوم وفيرة وأساتذة كبار يجتهدون لوجه الله وخدمة لكتابه الكريم فى تعليم طلابهم، وأيضًا فى المقابل طلاب كلية القرآن الكريم بطنطا لهم جهد كبير وممتاز فى حفظ القرآن ومدارسة علومه والإجازة به وحسن تلاوته لينطلقوا داخل المجتمع؛ لينشروا ذلك النور منطلقين من القاعدة والقلعة التى تعلموا فيها وهى كلية القرآن الكريم التى نستهدف من خلالها تقديم أجيال من علماء القراءات على مستوى العالم.

ـ ما رأيك فى المسلمين من حيث تفاعلهم مع القرآن حفظًا وتجويدًا وتطبيقًا، وما الفرق بين هذا الجيل وبين جيلكم فى حفظ كتاب الله والعمل به ؟

المسلمون يحاولون التفاعل مع القرآن الكريم؛ وذلك فى المجمل العام لكننا نستنهض الهمم لكل المسلمين كبارًا وصغارًا شبابًا وشيوخًا - نساء ورجالا لأننا نحتاج للتفاعل مع القرآن بشكل أفضل وأكثر وذلك ليس من خلال التلاوة فقط ولكن يجب تفعيل كل جوانب القرآن الكريم حفظًا وعلمًا وعملًا وتجويدًا.

ـ سمعنا أن الكلية ستقبل من تنسيق الثانوية الأزهرية. إن كان هذا صحيح كيف سيؤهل طالب المرحلة الثانوية ليرتقى للمستوى الذى يدرس بالكلية؟

هذا هو الخبر السعيد الذى أؤكد عليه أن كلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر فرع طنطا تم فتح باب القبول هذا العام لطلاب الثانوية الأزهرية للالتحاق بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر فرع طنطا للمرة الأولى فى تاريخ الكلية.. وذلك بشرط اجتياز الطالب اختبار الكلية والهدف من هذا الاختبار هو الاطمئنان على المستوى التحصيلى لطالب الثانوية الأزهرية حيث إن مستواه لابد وألا يقل عن مستوى من التحق بالكلية من قبل فى القراءات وعلوم القرآن الكريم.

ـ قسم القراءات وقسم علوم القرآن، جميع الطلاب يدرسون فى القسمين فلماذا لا يتم الفصل بين القسمين، ويكون التخرج للطالب فى أحدهما مع التعمق فى الدراسة؟

قسمى الكلية بهما عدد من المواد الدراسية المتكاملة التى لا غناء عنها وقسم علوم القرآن يكمل قسم القراءات، ونحن نستهدف تخريج علماء تحمل القرآن بكافة علومه ليكونوا نماذج علمية وعملية للإسلام. وهذا لا يمنع التعمق فى الدراسة فى القسمين.. والدراسة عندنا بطبيعتها شيقة ولا تمل وعندنا دائمًا الطلاب يحبون الاستزادة لأنهم التحقوا بالكلية للدراسة باختيارهم وإيمانا منهم برسالتها وهم جاءوا إليها لكى يخرجوا منها علماء، ونحن نسعى دائمًا ونعمل على ذلك إن شاء الله.

ـ ما هو طموحك بالنسبة لكلية القرآن الكريم بطنطا؟

طموحى هو أن نعلم القرآن الكريم لكل أبناء المسلمين وأن ندخل كل بيت من بيوت المسلمين لنعلم أهله كتاب الله تعالى لأننا نحب أن نعلم الخير كما تعلمناه ونريد أن نؤدى شكر النعمة التى رزقنا الله إياها ونحن نحمده ليل نهار على تلك النعمة الربانية وليس أجمل من عطاء الله لنا متمثلا فى كتاب الله الكريم والحمد لله على نعمه التى لا تحصى عددا.

ـ الإعلام القرآنى له وسائله المتعددة والمنتشرة. ما هو الدور الذى يجب أن يقوم به؟ و كيف تقيم الإعلام القرآنى فى هذه المرحلة؟

وسائل الإعلام القرآنية لها دور مهم جدا فى المجتمع المسلم، وهو دعوة المجتمع الدائمة للمسارعة فى فعل الخيرات من خلال دعوات القرآن الكريم العديدة والكثيرة وكذلك من أهم أدوارها استخراج كنوز القرآن الكريم وما أكثرها لتبينها للناس ويا له من دور تعليمى تثقيفى للأمة كلها وأنا أحيى كل تلك المجهودات لكل وسائل الإعلام القرآنية وخاصة إذاعة القرآن الكريم فى قلب الأمة وهى الجامعة القرآنية التى تقوم بدور كبير وعظيم فى نشر القرآن الكريم وعلومه وأخلاقه.

فتح باب القبول لطلاب الثانوية للالتحاق بكلية القرآن الكريم للمرة الأولى هذا العام

بــــورتـــريــــه:

سامي عبد الفتاح هلال

أتممت حفظ القرآن في العاشرة من عمري

تعينت معيدا بكلية القرآن الكريم بجامعة الأزهر فرع طنطا عام 1995م

أهم مؤلفاته: كتاب (رسم المصحف بين التوقيف والاجتهاد) ،و(القراءات التوقيفية الاجتهادية) ، و( الإعجاز البياني في القرآن الكريم) وتفسير القرآن الكريم حيث صدر لي تفسير سورة الحشر وفاطر وآل عمران وأربعة أرباع من البقرة، وما زالت المسيرة مستمرة

ونسأل الله العون والقبول