بقلم:
عميد دكتور/ أمين يوسف
محاضر ومدرب تنمية بشرية
ودٌ وايمان، حلم وكيان تغمر الوجدان، لا توزن بميزان، ولا تقدر بأثمان. من أسمى القيم الإنسانية عموما اشتق لفظها من الصدق مناقضا للكذب والغش.
الإنسان كائن اجتماعى لا يستطيع أن يعيش منفردًا منعزلًا هكذا فُطر، فالعزلة بالنسبة له انتحارًا ماديًا ومعنويًا، فهو ليس عقلًا ولا مادة فقط بل منظومة مشاعر وأحاسيس وحياة وجدانية لا يمكن أن تغفل؛ لذا وصفت الصداقة الحقيقية بالنزاهة والتجرد من كافة أشكال الهوى والغرض، علاقة خالصة من أى أغراض جانبية، تبنى على عاطفة متبادلة بين الأفراد متفقين ميولًا وأمانى بإخلاص ووفاء وأمانة. هكذا تكون !
الصديق مرآة صديقه فلينظر أحدكم من يصاحب ، والصديق على دين خليله أشار إليها المصطفى حبيب الرحمن ، والصديق ليس مطلوب منه أن يؤمن على رأى صاحبه بل يجب أن يكون حكمًا عادلًا وضميرًا حيًا مرشدًا مصوبًا وإلا دخل ذلك فى باب النفاق والمداهنة.
والصداقة يجب أن تتحلى بالعقل والحكمة فكان ضروريًا أن يختار المرء صديقه بعناية وتدبر.. قل لىّ من تصاحب أقول لك من أنت فلا يجوز أن تصاحب أحمق مثلًا ؛ فقد قيل ولا يزال: “عدو عاقل خير من صديق جاهل” ولنظر للدبة قاتلة صاحبها لتبعد عنه إزعاج ذبابة فى نومه فقتلته بحجر هكذا تكون الصداقة!
الصديق لا يبخل عن صديقه فى السراء ولا الضراء ويشاركه فرحه ولا يتخلى عنه إذا ما كشرت الدنيا عن أنيابها وأدارت الفرحة ظهرها له
جزى الله الشدائد كل خير.. عرفت بها عدوى من صديقى
فى الشدة حقا تظهر معادن الرجال الاوفياء، فالصداقة عطاء وغطاء متواصل متجدد فالصديق المخلص لايتردد فى نفع صديقه
ويقدم كل غال ونفيس لإسعاده، وقديما ذكر العرب أن الصديق الوفى من المستحيلات الثلات –(الغول – العنقاء -الخل الوفى)
إشارة إلى ندرة المخلصين الأوفياء، لكن لا مستحيل! وما أحوجنا للصديق الوفى فى أيامنا هذه، و إذا ما ذكرت الصداقة بعينها لاح فى الأفق الصديق أبو بكر الصديق تدليلا وتعظيما لمعنى الصداقة – فهذه مواقفه التى لا تعد مع حبيب قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم تصديقا وتدعيما له فى رسالته –
الصداقة إذًا ليست وهما ولا خيالا إنما هدف يمكن تحقيقه ما أخلصت النوايا وصحت العزائم وتوافرت الهمم.
واسمع معى ما قيل عن الصداقة :- “ الصداقة مدينة مفتاحها الوفاء سكانها الأوفياء، من صاحب الأندال حقر ومن صاحب العلماء وقر، الرفيق قبل الطريق، سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا، نعم لم صديقك سرًا وأمدحه علنًا “.. نعمة من نعم المولى فحافظ عليها وصنها وانشرها.
الصداقة.. عطاء وغطاء
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة