التراحم أساس قوة المجتمع.. وبه يصبح الجميع كالجسد الواحد
الرسول كان رءوفًا رحيمًا بكل فئات الناس، وكانت رحمته أكبر بالمستضعفين.. وصف الرسول- صلى الله عليه وسلم - نفسه بقوله «إنما أنا رحمة مهداة»، وقد اتصفت رحمته - صلى الله عليه وسلم - بطبيعة الدين الإسلامى من حيث عالميتها وشموليتها، وقد استمدت هذه الرحمة من طبيعة الإسلام الشمولية، فهى ليست رحمة للبشر فقط، ولكنها رحمة لكل الخلق والخليقة من بشر وحيوان وطير وجماد.
يقول د. محمد خليفة حسن - الباحث فى الدراسات الإسلامية-
جاء النبى صلى الله عليه وسلم برسالة عالمية موجهة للبشرية جمعاء فى كل زمان ومكان، وهذه العالمية استدعت بالضرورة أن تكون رحمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - للعالمين، وقد عكست سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الشمولية فى الرحمة، فوجدناه - صلى الله عليه وسلم - رؤوفًا رحيمًا بكل فئات البشر من مسلمين وغير مسلمين وأغنياء وفقراء، وكانت رحمته أكبر بالفئات الضعيفة والمستضعفة من شيوخ ونساء وأرامل، وأطفال ويتامى، ومساكين وفقراء، وعبيد وإماء.
من لا يرحــم الناس لا يرحمه الله
الرحمة بالجيران
كما اشتملت رحمته أهل بيته من زوجات وأبناء وبنات وأقارب، وامتدت رحمته إلى جيرانه من مسلمين وغير مسلمين، واهتم بالجار اهتمامًا عظيمًا حتى اعتقد أنه سيورثه، واهتم بصلة الرحم واعتبرها مصدرًا للرزق حين قال: «من أحب أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه».التراحم أساس قوة المجتمع ويضيف: حث الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - على تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، واعتبر هذا التراحم أساس قوة المجتمع، فقال صلى الله عليه وسلم: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا»، كذلك قال: «مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». ونهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن القنوط من رحمة الله تعالى، فقال: «إن رجلًا قال: والله لا يغفر الله لفلان وإن الله تعالى قال: من ذا الذى يتألى على أن لا أغفر لفلان، فإنى قد غفرت لفلان وأحبطت عملك». ومن شمولية رحمة الرسول- صلى الله عليه وسلم- أنها تجاوزت حدود البشر لكى تشتمل رحمته الحيوان والطير والجماد.
رحمته بكل الكائناتوامتلأت سيرته بالأمثلة القوية على رحمته بكل الكائنات، ونهيه عن ممارسة القسوة مع الحيوان والطير، ووصاياه بحسن التعامل مع البيئة، وما فيها من نبات وجماد، وعبر عن حبه لهذه الكائنات ورحمته بها، فقال - صلى الله عليه وسلم - عن جبل أحد: «هذا جبل يحبنا ونحبه».كما عبر عن مشاعره تجاه الجماد
إن الله رفيق يحب الرفق فى الأمر كله
والنبات ورحمته به وعطفه عليه كما ورد فى الروايات الخاصة بحنين جذع الشجرة إليه وتهدئة الجذع وتسكينه بضمه واعتناقه واحتضانه شفقة به ورحمة.
ويشير د.خليفة إلى أن الرفق مظهر من مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم، ومن أحاديثه التى تحض على الرفق بالبشر قوله: «إن الرفق لا يكون فى شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه»، وقوله: «إن الله رفيق يحب الرفق فى الأمر كله». والتيسير على الناس، ومن أشكال الرفق بالبشر قضاء حوائجهم رحمة بهم، والتيسير عليهم وسترهم، وعدم التضييق على المعسرين منهم.
عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه فى الدنيا والآخرة.».كما قال صلى الله عليه وسلم: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله»،(متفق عليه).
الرحمة المهداة.. كان خلقه القــرآن.. رحمة الرسول شملت البشر والحجر
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة