الدكتور/ محمد السيد
كاتب ومحاضر فى تطوير الذاتالتغيير هي لعبة محسوبة ورابحة جدا، وأنت تستطيع أن تغير نفسك، يقول الشيخ محمد الغزالى فى كتابه جدد حياتك: هناك قانون اسمه العزل.. عزل الأفكار، والشخص البارع هو الذي يستطيع أن يعزل بعض المنغصات من حياته بمجهود بسيط جدا.. فهناك شخص قد يظن أنه ضعيف ، فلو أحللنا لصفة الضعف ببعض المقومات ممكن يكتسب صقة القوة.
وإذا أردنا التغيير لا بد من اكتساب العديد من الصفات فالنية وحدها لا تكفي وهذه الصفات لا تحتاج إلى قوة مادية أو قوة بدنية ، ولعل أهم هذه الصفات هي نموذجpower ولعل هذه الكلمة يحمل كل حرف معنى فالحرف الأول pوهو يعني positive أي الإيجابية والحرف الثاني o وهو organize أي شخص منظم، حرفwأي wisdomأي شخص يتسم بالحكمة، حرفe من emotional أي يتصل بالعاطفية .. حرف r من responsiblty وهي من المسئولية.. ولكن نتحول بالفعل إلى الإيجابية.. يجب أن يكون هناك الدافعية.. لأن الدافعية هي أساس الحياة.. ومعها أيضا صفة النظام، وربما الأمر يخص تنظيم الخطوات تجاه التغيير،
فالتغيير بالفعل عملية منظمة يحتاج إلى الجهد وتنظيم الخطوات إليه وهذا ما يستدعي إلينا اتضاح الرؤية ولا بد هنا أن نأخذ بأعيينا اتجاهيين وهما عنصر الزمن وعنصر التوجه.. كأنني أريد أن أسافر إلى الإسكندرية وهي تبعد 200 كيلو متر أي أنني سأصل خلا ساعتين لو سرت سرعة 100 كيلو.. ولكن هل أنا أسير في الاتجاه الصحيح أم أن السيارة تسير باتجاه أسوان..
هنا يأتي دور الاتجاه فربما كان التنظيم والدافعية موجودة ولكن وضوح الرؤية غير كاملة فلا أصل إلى الهدف المنشود.. وربما هذا أيضا يحتاج إلى الحكمة في كل الخطوات بل وفي الحياة بصفة عامة.. ولعله يجب أثناء عملية التغيير أن يكون الإنسان مدركا لهذه العملية عقليا وعاطفيا وأن يكون على قدر من تحمل آلام الصبر والجهد، ولهذا فالتقدم للتغيير لا بد وأن يدفع فاتورة كبيرة للتطوير.. قد تكون في الأموال أو الأصدقاء أو وظيفة؛ لأنني مقتنع بالتغيير ولهذا يمكن أن أفقد وظيفتي أو أصدقائي أو العديد من الأموال، ولهذا الإيمان بالتغيير أو القناعة أمر مهم جدا القائمة على الحكمة والدراسة الكاملة.. من أراد أن يتغير
عليه أن يدرس كل شيء حوله ويقيم كافة أمروه حتى ما إذا أخذ قرار التغيير لا يرجع عنه أبدا وأن يتوكل على الله بعد أن يستشير أهل الخبرة وأن يستخير الله تعالى، ثم بعد هذا لا يكون هناك أي قرار سوى اتخاذ القرار وأكبر ذنب يكون في التأخر عن التنفيذ؛ ولهذا النجاح دائما يكون بقسمين التحضير والتنفيذ.. وكلاهما على قدر كبير من الأهمية.. والقناعة عقيدة الإنسان في التغيير، ولعل قاعدة سمارت أضافوا عليها الإيمان والقناعة لأهميتها ولفطنتهم لمعنى القناعة. وهناك أيضا المثابرة ودوام المحاولة، فكلما وقعت يجب أن تقف.. وسر النجاح الأعظم هو المداومة على المحاولة، وهناك أيضا قيمة التركيز المهمة جدا
مع ترتيب الأولويات.. وبحثوا عن الصفات المشتركة عن كل الباحثين ووجدوها في أولويات الترتيب لا تبدأ بالمهم بل الأهم وأهم الأهم.. وهو ما يسمى بميزان الأهداف.. ولهذا فترتيب الأولويات مهم جدا.. ولعل هناك نقطة مهمة أيضا وهي القدوة أو النمذجة، وهي مهمة جدا في حياة الشخص وفي كل التجاهات وهي المضاهاة الداخلية للإنسان، فالإنسسان الذي يملك قدوة يختصر مسافات كثيرة ويجد لنفسه دافعا له.. ولربما كانت آخر نقطة معنا هي الخارطة وخاصة ما كانت تستوعب الأشياء الماضية والحاضرة.. والخطة ترسم للإنسان طريقه جيدا ويجعلها معه دائما ليسير عليها وتقوده ويستطيع إذا ما انحرف أن يعود سريعا ويعرف أين كان خطؤه ويستطيع تقويمه.
كيف تغير نفسك؟
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة