بقلم الإعلامية
زينب طلعت حسنمن المعلوم أن المناهجَ والنظرياتِ التربويةَ في حاجةٍ دائمةٍ إلى من يُطَبِّقُهَا ويعملُ بها، وبدون ذلك تظلُّ حِبراً على ورق ، ولا تحقق جدواها ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم ـ إذا أمر بشيء عمل به أولاً ، وإذا نهى عن شيء كان أول المنتهين عنه ،
ونجد قول الله تبارك وتعالى في سورة الصف : }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ { قال الإمام الطبري شيخ المفسرين: لم تقولون القول الذي لا تصدقونه بالعمل، فأعمالكم مخالفة لأقوالكم “كبر مقتا..” عظم مقتا وكرها عند ربكم قولكم ما لا تفعلون ، والمقت شدة الكراهة ، والآية وإن كانت نزلت في قوم قالوا إنهم لو علموا أحب الأعمال إلى الله تعالى لعملوا بها ، فلما علموا ذلك لم يعملوا فوبخهم الله تعالى بهذه الآية ، فهي كذلك بعمومها تدل على كل من يعد ولم يف بوعده ، أو يأمر بالمعروف ولا يأتيه ، أو ينهى عن المنكر ويأتيه... وجاء هذا المعنى في قول الله تعالى في سورة البقرة : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ { ، وقوله تعالى حكاية عن نبيه شعيب عليه السلام:{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} ،يأمرهم عليه السلام بإيفاء المكيال والميزان وينهاهم عن التطفيف فيهما فقال:
{أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين{ أي إذا دفعتم للناس فكملوا الكيل لهم ، ولا تبخسوا الكيل فتعطوه ناقصاً وتأخذوه إذا كان لكم تاماً وافياً ، ولكن خذوا كما تعطون، وأعطوا كما تأخذون وزنوا بالقسطاس المستقيم} والقسطاس هو الميزان}، ولا تبخسوا الناس أشياءهم} أي لا تنقصوهم أموالهم وحقوقهم إن طلبوها منكم { وهناك فصيل من البشر صدقوا أنفسهم أنهم دوماً على صواب وأنهم الأكثر طاعة من غيرهم وأعلى علماً ممن سواهم بل أكثر تقوى لله تعالى والأكثر من ذلك تراهم يلقبون أنفسهم بألقاب ما نزل الله تعالى بها من سلطان كصاحب الحكمة وصاحب الولاية وصاحب الشفاعة وو وو وغيرها من الألقاب وهم أنفسهم يقرأون القرآن ويتدبرون معناه ويعلمون قول الله تبارك وتعالى “ ولا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقى “فإذا كان لكل أمّة رسول تقتدي به في جميع شؤونها ، ولكل فرد شخصية تكون مثله الأعلى وقدوته في هذه الحياة ، فنحن المسلمين جميعاً نملك أفضل وأعظم قدوة ، إنه سيِّد ولد آدم ، وأفضل الأنبياء المرسلين ، وهو القدوة العملية والأُسوة الحسنة للمؤمنين، قال الله تعالى } لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا { فالرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ أمر بحفر الخندق وشارك أصحابه في الحفر وحمل الحجارة ، وجاع كما جاعوا، وفي ذلك تعليم للقادة والدعاة والمربين أن يعطوا القدوة بفعلهم مع قولهم ولا ينسوا حقوق من حولهم ، ولذلك نقول إياك أن تنسى نفسك
همسة للشباب .. «إيـــــاك أن تنسى نفســـك»
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة