الخرس الزوجى مشكلة لها حلول

تنمية بشرية
طبوغرافي

الزواج هو ارتباط يصاحبه الحب والاحترام وإنكار الذات‏,‏ وهو سكن ومودة لكلا الطرفين‏..‏ ولكن الحياة الزوجية كسائر العلاقات الإنسانية تتعرض لفترات فتور وبرود وصمت بين الزوجين‏,‏ وإذا لم ينتبه أحد الطرفين ويحاول معالجة الخلل‏,‏ فإن النتيجة هي جفاف عاطفي وتباعد وجداني‏,‏ ولا نبالغ إذا قلنا إن الخرس الزوجي قد يؤدي إلي طلاق روحي بين الزوجين‏,‏ حيث نجد أنهما يعيشان تحت سقف واحد‏,‏ ولكنهما منفصلان معنويا‏.‏ والصمت مرض يصيب الرجال أكثر من النساء؛ لأن النساء بطبيعتهن لا يستطعن الصمت.

وإذا تتبعنا أسباب الصمت نجدها لا تخرج عن أسباب مشتركة بين الزوجين، مثل: سوء الاختيار بين الزوجين فيحدث الصمت كوسيلة للتخلص من الزواج، والأنانية بين الزوجين، كل واحد منهما يركز على ذاته، وإشباع رغباته الشخصية، وغياب الوعي الديني لكلا الزوجين، وعدم الصراحة والوضوح بين الزوجين، وعدم التجديد والروتين والرتابة في العلاقة الزوجية.

كما أن الهروب من مواجهة المشكلات والضغوط الاقتصادية لها عامل كبير، وتناقض الآراء بين الزوجين في امور الحياة، وإخفاء حقيقة معينة، فتصبح لغة الصمت عملية لا شعورية يختفي ورائها أحد الطرفين .

ولعل أكبر الأسباب هي عدم اهتمام أحد الزوجين بالآخر، والاعتقاد بأن الأفعال تغني عن الأقوال، والجهل بمعنى الحوار وأهميته.
ولكن هناك صمت يكون من الرجل :
ولهذا فلابد من التفريق بين نوعين من صمت الرجل الدائم او الصمت المرتبط بحالة مزاجية أي أنه من سماته الصمت داخل وخارج المنزل، والرجل الصامت مع زوجته أو داخل المنزل. النوع الأول من "الرجل الصامت دائماً" لا يدخل ضمن معالجتنا في هذا البحث: فهذا النوع يحتاج لاستشارة متخصصة لمعالجة ذلك.. أما النوع الثاني من الرجل الصامت داخل المنزل فهو ما نتحدث عنه في هذا البحث.

ولكن لماذا يصمت الرجل في المنزل؟

عندما يواجه الرجل مشكلة أو مسألة معقدّة أو يمّر بظروف صعبة، فغالباً ما يلجأ الرجل إلى الصمت. وهنا يصمت الرجل لأنه يفكر بهدوء، يختلي بنفسه حتى يحلّ هذه المشكلة، الرجل يعتبر أنه المسئول عن حلّ مشاكله بنفسه ولا يحب أن يشاركه أحد في هذا التفكير.

فنراه يصمت لساعات طويلة لحلّ مشكلة ما بنفسه، ومن بعد أن يجد لها حلاً يعود إلى الحوار والتواصل مع الآخرين .

كما أن الرجل يصمت عندما يكون متعباً، ويحتاج فترة من الراحة للاستجمام واستعادة الطاقة. المرأة عندما تكون متعبة تعبّر بصوت عال وتتكلم بطلاقة عما يتعبها ثم عندما تخرج ما بداخلها ترتاح. لكن الرجل لا يستخدم هذا الأسلوب. وربما كان لانشغال تفكير الزوج لفترات طويلة في قضايا العمل ومسؤولياته.
ويكون الأمر قاسيا إذا كان صمته بسبب سماع تعليق خاطئ واستهزاء من زوجته عندما يتحدث في كل مرة.

أو مقاطعته كثيرا عند الكلام، أو إصدار الأحكام المسبقة على حديثه قبل الانتهاء من الكلام، أو الاتهام المباشر واللوم والتهكّم أثناء الحديث معه أو تسخيف ما يطرحه من حديث أو يقترحه من حلول ومشاريع، أو أن تشعره الزوجة أنها تفهم أكثر منه في الموضوع الذي يحاورها فيه أو أن تلجأ إلى تصحيح معلوماته أو تحقّره بذلك.

أو ألا تبدي الزوجة اهتماماً لما يطرحه من حديث..