امسك فاسد ...

تنمية بشرية
طبوغرافي

عميد د/ أمين يوسف

محاضر ومدرب تنمية بشرية

 عميد أمين يوسف

بُلينا بالرشوة، والمحسوبية، والابتزاز مع الوسائط ومحاباة أبناء فسدة ضالين مضللين، بمخالبهم وأنيابهم نهشوا نهشا فى قيمنا وأخلاقنا الحميدة، مستغلين غياب القانون والفقر وارتفاع الأسعار مع تدنى الأجور، فاشتُريت الذمم وضاعت القيم وفترت الهمم.

قال عزّ وجل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الروم /14   وها نحن فى حقل الكذب والنفاق. وإذا كنا نشير إلى الفساد الأفقي بأنه فساد صغار الموظفين، فيجب ألا ننسى ما هو أشد جرما، فساد كبار الموظفين ! نعم كبار المسئولين. والفساد دعوة صريحة للفجور، وضياع حتمي للحقوق، وعدم تكافؤ للفرص، وسرعان ما يتلون الفساد بوجوه عدة ما كان منها سياسي، واقتصادي، وأخلاقى، واجتماعى، وتجارى، وصفوه بناشر الخراب والدمار، ومضيع الإيمان والأمان والأحلام.

قالها سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم "والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها" ما أعظمك يا حبيب الله، حزم وعقاب، مساءلة تخضع لها الرقاب ولا أحد فوق الحساب.

فعلها ابن الخطاب حينما استأذنه أحد رعاته وهو فى بيت المال يتابع ويراجع، وفور علمه بالمراد أطفأ – الشمعة – ما أعظمك يا خليفة المؤمنين، عدلت وفرّقت بين العام والخاصّ، ولا عجب فى استدعائك ولى مصر ونجله للتحقيق فى واقعة الاعتداء، وإصرارك على أن يأخذ كل ذى حق حقه. إنها المساواة والعدل نعمت بالجنة يا ابن الخطاب.

وإذا التاريخ يذكرنا بقول الشيخ الجليل محمد الشعراوى "الثائر الحق هو من يثور لهدم الفساد، ثم يهدأ لبناء الأمجاد "

أيها السادة الفساد فى النفاق والمحسوبية والسير بالدفوف ورايات التمجيد والتعظيم لكبار المسئولين.. أشار لها الغزالى رحمه الله "إن الفراعنة والأباطرة تألهوا لأنهم وجدوا جماهير تخدمهم بلا وعى " نعم السلطة المطلقة مفسدة مطلقة.

أيها السادة تعالوا إلى وحدة الكلمة والصف، عودوا إلى الاخلاق الحميدة، كفى إعلام فاسد مضلل داع إلى الخراب، كفى أفلام ومسلسلات الفوضى والمخدرات والعصابات وإثارة الشهوات، وعرى الفتيات !

انشروا القيم والأخلاق الحميدة، واعلموا..

أنما الأمم الأخلاق ما بقيت      فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

اعلموا أن فى ديننا صلاحنا، ونجاحنا ونصرنا، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" الأحزاب. (71و72)