استبشر خيرًا فما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، ويكفينا شرفًا وفخرًا أننا عباد لله الواحد، وأن خالقنا هو الله تعالى، وأى فخر هذا؟! وأى عز هذا؟! إن يخلقنا الله الخالق القادر، هل استشعرت هذا المعنى من قبل؟
الكثير منا يركز على السلبيات، وعلى الجانب المظلم، وينسى أن هناك جوانب كثيرة مشرقة فى حياتنا..
وهيا معى نرجع بالذاكرة، وأنت طفلٌ تجرى وترقص وتلعب مع أصدقائك الذى تحبهم ويحبونك، وتسعد معهم ويسعدون معك، هل تذكرتها جيدًا، وتريد أن تعود هذه الأيام الجميلة.. أليس كذلك؟
والسؤال هنا، ما الذى يمنعك؟ فلْنجرِ سويًّا ونلعب سويًا، ونسعد كما كنا نسعد من قبل، لماذا لا تبتسم كما كنت تبتسم من قبل، لقد كانت ابتسامة تلقائية وجميلة، وسؤال آخر هل ظهور الأسنان عورة؟ وللإجابة عن هذا السؤال دعنا نتأمل حياة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى ثلاثة مشاهد:
المشهد الأول: سباقه لزوجته عائشة رضى الله عنها.فعن عائشة رضى الله عنها قالت” سابقَنى رسولُ اللهِ فسبقتُه فلبِثتُ حتَّى إذا أرهقَنى اللَّحمُ أى سمِنتُ سابَقنى فسبَقَنى فقال: هذهِ بتلكَ يشيرُ إلى المرَّةِ الأولَى “.
المشهد الثانى: الرسول يقبل الأطفال
جاء أعرابى إلى النبى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: تُقَبِّلونَ الصِّبيانَ؟ فما نُقَبِّلُهم، فقال النبى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “ أوَ أملِكُ لك أن نزَعَ اللهُ من قلبِك الرحمة”.المشهد الثالث: الرسول يضحك.
أتَى رجلٌ النبى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: هلَكتُ، وقَعتُ على أهلى فى رمضانَ، قال: “أعتِقْ رقبةً”. قال: ليس لي، قال: “فصُمْ شهرَينِ متتابعينِ”.قال: لا أستطيعُ، قال: (فأطعِمْ سِتينَ مِسكينًا). قال: لا أجِدُ، فأُتِى بعَرَقٍ فيه تمرٌ- قال إبراهيمُ: العَرَقُ المِكتَلُ- فقال: (أينَ السائلُ، تصدَّقْ بها). قال: على أفقرَ مني، واللهِ ما بينَ لابَتَيها أهلُ بيتٍ أفقرُ منا، فضحِك النبى صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى بَدَتْ نواجِذُه، قال: فأنتم إذًا.
تدبر معى أخى الغالى وأختى الفاضلة، الرسول يضحك ويقبل الأطفال بل ويسابق زوجته، هذه رسالة لكل متجهم لا يرى إلا السلبيات وينظر للدنيا نظرة تشاؤمية سوداوية فهذا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، رغم قيادته للدولة إلا أنه يضرب مثالًا رائعًا للقائد الذى رغم تحمله مسئولية كبيرة إلا أنه لم يترك ابتسامته المعهودة التى تبعث روح الأمل والتفاؤل للجميع.
وفى كتاب كيف تكسب الأصدقاء، تحدث ديل كارينجى عن الابتسامة قائلا: إن الابتسامة الصادقة النابعة من القلب لا غناء عنها حين نتعامل مع الآخرين، فتلك الابتسامة تحمل رسالة إلى الآخر مفادها: إنى أحبك.. وجودك يمنحنى السعادة.. أنا مسرور لرؤيتك.
وفى كتاب “لا تحزن” قال د. عائض القرنى، عن الابتسامة: إن توزيع البسماتِ المشرقةِ على فقراءِ الأخلاقِ صدقةٌ جاريةٌ فى عالمِ القيمِ “ولو أن تلقى أخاك بوجهِ طلْقِ “ وإن عبوس الوجهِ إعلانُ حربٍ ضروسٍ على الآخرين لا يعلمُ قيامها إلا علاَّمٌ الغيوبِ.
من كل ما سبق يظهر أهمية الابتسامة ودورها فى صناعة جو من التفاؤل يبعث الأمل لدى النفوس ويحرك الأنفس نحو العمل بكل جد واجتهاد.
دعوة للتفاؤل.. "تفاءلوا بالخير تجدوه"
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة