د. شاهين رسلان
أستاذ الصحة النفسيةيزداد اهتمام أكثر السيدات الحوامل بمستلزمات الجنين، والتجهيزات المناسبة لاستقباله، فهن يهتممن بالأشياء التى يحتجن لشرائها مثل السرير، الملابس.. إلخ. وفى ظل هذه الاستعدادات والالتزامات ينتابها القلق، وتتجاهل الحامل أهمية صحتها النفسية التى تؤثر تلقائيًّا على الجنين. فالأم الحامل تتحمل مسئوليةً تجاه جنينها، ولا تقتصر هذه المسئولية على التغذية والرعاية الطبية الجسدية فقط، بل تحتاج إلى المحافظة على الصحة النفسية لها، والابتعاد عن الضغوط النفسية التى تؤثر بشكل سلبى ومباشر على الجنين.
الضغوط النفسية أثناء الحمل:
إن التعرض للضغوط النفسية يؤدى إلى إفراز هرمونات معينة تمر إلى الجنين من خلال المشيمة، وبالتالى تؤدى إلى إزعاجه أو إصابته بالألم، ومن ثم فإن حركة الجنين تصبح أكثر نشاطًا وأقل استقرارًا، وكلما زاد الضغط النفسى كلما أصبحت حركة الجنين أقل استقرارًا؛ لأن الجنين بدلاً من أن يهنأ بنوم هادئ وآمن وبيئة آمنة تقوم الهرمونات التى تدخل له من خلال الرحم بإزعاجه. وإذا تعرض الجنين داخل الرحم إلى ضغوط نفسية مستمرة، فالأغلب أنه عندما يولد سيكون طفلاً عصبيًّا، تهدئته صعبة، لا ينام بسهولة، وربما يعانى من نشاط مفرط، وحساسية زائدة، وقد يعانى أيضًا من نوبات مغص مستمر، وقد تؤثر على النمو العقلى للطفل، وتظهر اضطرابات السلوك عند الطفل، ولكن كيف تتجنب المرأة الحامل القلق والتوتر؟* الاهتمام بالصحة الجسمية والنفسية للأم قبل الحمل وأثنائه.
* الفحص الطبى (مريض السكر – حالات الحصبة الألمانية – الأمراض التناسلية كالزهرى والسيلان).
*الغذاء الصحى المتوازن الذى يحتوى على عناصر غذائية متكاملة. فالغذاء ضرورى للمرأة الحامل، وكذلك لأن المرأة الحامل هى المسئولة عن تغذية الجنين؛ لأنه يستمد غذاءه من جسمها عن طريق الرحم أثناء فترة الحمل. وذلك عن طريق مجرى الدم بصورة غير مباشرة من خلال المشيمة. ولكن الغذاء المثالى يفضل استشارة الطبيب المتخصص لأنه فى بعض الأحيان يختلف الغذاء من امرأة إلى أخرى طبقًا للحالة الصحية والوزن (السمنة أو النحافة).*المداومة على الصلاة: هناك بعض الدراسات الأجنبية أثبتت أن الصلاة للمرأة الحامل تعمل على مرونة معظم عضلات الجسم، وكذلك مرونة العمود الفقرى مع الحوض، وتساعد على توصيل الغذاء للجنين بانتظام عبر الدم، فضلاً عن تنشيط الدورة الدموية فى الدماغ والقلب والشرايين.
وتساعد الصلاة المرأة الحامل على عدم الإصابة بالدوالى فى القدمين التى تحدث نتيجة لثقل الحمل، وأيضًا التغلب على عسر الهضم؛ لأن الركوع والسجود يفيدان فى تقوية جدار البطن، كما تعمل الصلاة فى الأسابيع الأخيرة من الحمل على دفع الجنين خلال مساره الطبيعى فى الحوض، كما تتم الولادة بشكل طبيعي.. سبحان الله.. هذه دراسات أجنبية.
* ممارسة الرياضة، ولكن الرياضة التى تتناسب مع الحمل كالمشي؛ لأنها مفيدة ومقوية لجميع العضلات (المشى بالتدريج...) وأيضًا تمارين العجلة أو الجلوس على كرسى وتحريك الأرجل من فوق العجل، ولكن تحت إشراف طبي. وعدم ممارسة الرياضة العنيفة كالتنس وركوب الخيل والرقص، وكذلك عدم رفع الأحمال الثقيلة.
*الحد من الصخب والضوضاء والانفعال الزائد السلبى كالبكاء بصوت عالٍ، أو الانفعال الإيجابى كالضحك بطريقة هستيرية خاصة أمام شاشات التليفزيون؛ لأن الجنين فى الشهر السادس يبدأ السمع والحركة والإحساس، ولكن يفضل قراءة بعض آيات من القرآن الكريم بصوت يسمعه الطفل فى حجرتك؛ لأن بعض الدراسات تقول إن سماع الجنين للأصوات يؤدى إلى تنمية قدراته العقلية (الذكاء) وأجمل صوت هو صوت الأم، وهى تتلو القرآن الكريم.
*الحد من الانفعال الزائد والتوتر والإرهاق النفسى وكثرة الخلافات الزوجية، وعلى الزوجة أن تتفهم ظروف عمل زوجها، والضغوط التى يعيشها وأيضًا على الزوج مراعاة ظروف الحمل لزوجته؛ لأن الطفل القادم ابنهما؛ ولأن كثيرًا من الأبحاث أكدت أهمية الحالة النفسية للإنسان وخاصة المرأة الحامل، ولعل آخرها الأبحاث التى أكدت أن 95% من الحالات بسبب مرض “القاتل الصامت” (ارتفاع ضغط الدم) والذى كان يقال عنه إنه السبب “غير معروف”. وقد أكدت الأبحاث أن التوتر النفسى المستمر الذى يعانى منه الإنسان يؤدى إلى إفراز مود كيميائية قابضة للأوعية الدموية، ومع استمرار إفراز هذه المواد يؤدى إلى ظهور الأمراض السيكوسوماتية.
الصحة النفسية للمرأة الحامل
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة