تلحين القرآن الكريم حرام بإجماع العلماء

تنمية بشرية
طبوغرافي

أثارت الأوبرا الأندونيسية استهجانًا كبيرًا فى العالم الإسلامي، حين قامت بعمل فنى تقوم فيه بعض النساء بالتغنى بالبسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وهى آية قرانية جاءت فى سورة النمل، وقيامهن بغنائها على طريقة الكورال والتلحين والتطريب الموسيقي، ويتبعها بعد ذلك غناء آية قرآنية أخرى فى سورة الحجرات { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) } على أنغام الأوركسترا والفرقة الموسيقية بمعازفها وآلاتها الموسيقية.

وقد سبق هذه الحادثة أيضًا قيام الأوبرا الإيرانية بغناء بعض آيات القرآن الكريم فى سورة الشمس
وقد دفع هذا دار الإفتاء المصرية إلى إصدار بيان تحرم فيه إخضاع القـرآن الكريم للنغمات الموسيقية، وقراءته قراءة مصحـوبة بالآلات الموسيقية مؤكدة أن إخضاع القـرآن الكريم للنغمات الموسيقية، وقراءته قراءة مصحـوبة بالآلات الموسيقية، والتغنى به محرم شرعاً .

وأوضحت الدار أن القرآن الكريم هو كلام رب العالمين، أنزله الله على الرسول - صلى الله عليه وسلم- هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، ولم ينزله ليطرب به الناس أو يتغنوا به، وقد أمر الله المسلمين بفهم معانيه وتدبر ما فيه من عظات وآداب بكل أحكامه. وأضافت الدار فى فتواها أن سماع القرآن كما تسمع الأغاني، يجعله أداة لهو وطرب، ينصرف فـيه السامع إلى ما فيـه من لذة وطرب، عما أنزل القرآن له من هداية الناس وإرشادهم وشددت الدار أن القرآن الملحن بالموسيقى، ليس هو القرآن الذى أنزله الله على رسوله، وتعبدنا بتلاوته التى تلقيناها عن الرسول - صلى الله عليه وسلم- وإذا كان أهل الأديان السماوية السابقة، قد حرفوا وبدلوا فى كتب الله التى أنزلها الله عليـهم لهدايتـهم وإرشـادهم، فـإننا إذا أجـزنا قـراءة القرآن ملحنًا تلحينًا موسيقيًا وسماعه مصحوبًا بالآت الموسيقى، نكون قد وقعنا فيما وقع فـيـه غـيرنا، وحـرفنا كـتاب الله وبدلناه، وفى ذلك ضـيـاع الدين وهلاك المسلمين”.

وقد عبر على جمعة المفتى السابق للديار المصرية، عن رفضه تمامًا لمثل هذه الأفعال، حيث صرح قائلا “ قراءة القرآن بالطريقة الأوبرالية كما فعلته الفرقة الموسيقية فى إندونيسيا محاولة لكسر قداسة القرآن ومحرم شرعًا “
وهذا ما أكد عليه مجمع البحوث الإسلامية من أن التغنى بالقرآن الكريم بصحبة الآلات الموسيقية محرم شرعًا، وأوضح المجمع: إن القرآن العظيم هو كتاب الله الدال عليه لمن أراد معرفته، ونوره المبين الذى أشرقت لـه الظلمات، والسبب الواصل بينه وبين عباده إذا انقطعت الأسباب، وأمر النبى صلى الله عليه وسلم بترتيله قائلا: {.... وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 4]، وأثنى على الذين يتلونه حق تلاوته قائلاً: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ} [البقرة: 121] أى : يقرءونه قراءة حقة، مصحوبة بضبط لفظه، وتدبر معانيه، وأضاف: المسلمون مأمورون أن يقرءوا القرآن على الوجه المشروع، كما كان يقرؤه السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، فإنّ القراءةَ سنَّةٌ يأخذُها الآخِرُ عن الأول.

وقد كان السلفُ يُحَسِّنون القرآنَ بأصواتِهم من غيرِ أن يتكلفوا أوزانَ الغِناء، مثلَ ما كان أبو موسى الأشعرى يَفعلُ، فقد ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لقد أُوتِى هذا مِزْمارًا من مَزاميرِ آلِ داودَ”. وقال لأبى موسى الأشعري: “مررتُ بك البارحةَ وأنتَ تقرأ، فجعلتُ أستمعُ لقراءتِك”، فقال: لو علمتُ أنك تسمعُ لَحبَّرتُهُ لكَ تحبيرًا.

أى لحسَّنْتُه لك تحسينًا، ولم يُنكر عليه النبى عليه الصلاة والسلام ذلك، فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب ليخشع القارئ والمستمع، وجاء فى السنة الصحيحة الحث على التغنى بالقرآن، بمعنى تحسين الصوت به، وليس معناه أن يأتى به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة.