حرية الرأى والتعبير.. كيف ندرب أبناءنا عليها

تنمية بشرية
طبوغرافي

الكبت يولد الانفجار.. مقولة شهيرة لها دلالات كثيرة يعرفها الكثير من البشر منذ قديم الأزل، ولم يعقلها كثير من البشر أيضا ولم يراع خطورتها.. فعندما ينفجر الكبت يصبح أقوي من القنبلة..

جاءت حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة في كل الدساتير بلا استثناء لأنها حق مكفول لكل مواطن؛ وذلك لأنه معروف في علم الاجتماع أن الإنسان حيوان ناطق، ومنذ ولادة الإنسان فإنه يعبر عن حاجاته وآلامه بالبكاء وفي حالة عدم تواجدها فأصبح التعبير عنها شيئًا ضروريًا للفت نظر الآخرين له.

ومع نمو الطفل الجسمي ينمو الجانب النفسي له، ثم يتبعه الجانب الوصفي، ثم ينمو التعبير الشعوري سواء بلغة الجسد (الإشارة) أو بالكلام.

ودعونا نغوص بحثًا في هذا الموضوع الغائب عن أذهاننا جميعًا، وهو ضعف الفطرة البشرية السليمة، وانتشار الكبت والخوف والكذب والنفاق في حياتنا.. فلا بد من إزاحتها كما تم إزاحت الرق والعبودية من أسلافنا.

ونقدم لكم بعضًا من الأسئلة المهمة، لماذا خلق الله لنا اللسان والنطق؟ لماذا خلق الله لنا الأذن والسمع ؟، لماذا خلق الله تعالى لنا العقل؟ أليس للتعبير مع الآخرين بالرأي والفكر، والله تعالى يقول { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) } أي أن التعبير يكون بقواعد سليمة، ودعونا نعرض عليكم الأدوات

الرئيسة لحرية التعبير والرأي :
1- السمع 2- البصر 3- الحس والإدراك 4- اللسان والأحبال الصوتية 4- لغة الجسد والحركة.
كما أن هناك وسائل فرعية للتعبير، وهي :
-لغة الإشارة - لغة الكتابة - لغة الجنس
وإذا شاهدنا حرية التعبير والرأي علي مستوي العالم، سنجد أنها في كثير من العصور والأزمان والأماكن لها معوقات كثيرة سوف نعرضها لكي يتم تشخيص المشكلة بوضوح
أولا: معوقات طبيعية: معوقات جسدية (عدم القدرة على الكلام أو النطق)، معوقات غذائية، معوقات نفسية،

معوقات اجتماعية.
ثانيا: معوقات ثقافية: الجهل، ضعف التواصل مع الآخرين، انتشار الخرافات والشعوذة والسحر،
الفكر التسلطي، الغلو والتطرف.

ثالثًا: معوقات قانونية: الروتين الإداري الصارم، جهل الناس بحقوقهم، الصراع الدولي.
وبالتالي سنجد أنفسنا أمام الآثار الناجمة عما سبق، وهي:
1- عدم شعور الشباب بالانتماء، 2- ضعف الأمل 3- العزلة، 4- انهيار النموذج الأخلاقي واختفاء القدوة، 5- الحيرة والعنف.

بعد هذا العرض البسيط فإنني لا أهدف لتسليط الضوء عليه فحسب بل لكي أعرض مالذي علينا أن نقوم به، ونقدمه لأطفالنا وشعوبنا لتقدمهم ورقيهم، ولحماية وتطوير حرية الرأي والتعبير علينا أن نقوم:
أولا : تدريب أولادنا علي الطلاقة اللغوية، فهم الوالدين لعملية نمو أبنائهم
1-اقتناع الوالدين بعبقرية أبنائهم 2-إجادة الاستماع والتحدث معهم
ثانيا : تنمية ذكاء الأطفال الوجداني والمشاعري:
1-التعبير عن الحب بين الوالدين 2- تعزيز الإيجابية لدى الأبناء 3- مشاركة الأبناء في إدارة المنزل 4- تنمية تواصل

الأبناء الاجتماعي.
ثالثا : تدريب الأبناء على فن حل المشكلات
1-فهم ألا حياة بدون مشكلات 2- فهم أن المشكلات عامل نمو 3- التدريب على فن حل المشكلات، 4- العلم بأن المشكلات استخلاص للدروس والعبر.

وأخيرًا أعرض علي حضراتكم ضوابط حرية التعبير حيث إنه لا توجد حرية بدون قيود
أولا: الضوابط التشريعية، 1- مبدأ المساواة بين الناس، 2- مبدأ الكرامة الإنسانية، 3- مبدأ سيادة القانون، 4- مبدأ الفصل بين السلطات.

ثانيًا: الضوابط الأخلاقية، 1- التزام آداب الحوار والمناقشة، 2- التزام قيم منع الفتنة والفرقة، 3- التزام قيم الأمانة والصدق، 4- التزام احترام وجهة نظر الآخرين.

ثالثًا: الضوابط العملية: 1- أن تثمر عملًا أو علمًا أو مشاعر نبيلة، 2- أن تستند إلى حقائق أو تدحض أكاذيب، 3- أن تكون جهرية لا شكلية

رابعًا: ضوابط دينية: 1- احترام مبادئ الإسلام، 2- مراعاة مبادئ الأخلاق، 3- الحكمة والموعظة الحسنة، 4- عدم الإفساد في الارض