التوكل على الله من (أفضل عبادات القلوب)

تنمية بشرية
طبوغرافي

أمر الله تعالى عباده فى كتابه العزيز بحسن التوكل عليه وبين افضل التوكل فى غير موضع من كتابه ولم يقتصر الامر به على المؤمنين بالرسل فقط بل امر الرسل جميعا وخص رسولنا الكريم بالحض عليه فقال تعالى له “ فتوكل على الله انك على الحق المبين “

وقال له ايضا “ فإذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين” وامرنا الحبيب المصطفى فى كثير من

احاديثه الشريفة بالتوكيل مبينا اننا لو حققنا صحيح التوكل لأنزل علينا البركات والارزاق والنصر والتوفيق ,

والتوكل من افضل عبادات القلوب وان كان الغزالى رحمه الله اعتبره نصف هذا الدين والنصف الأخر الإنابة إلى

رب العالمين لقوله تعالى “ اياك نعبد واياك نستعين “ فالتوكل استعانة والانابة عبادة وقد وردت معانى عدة

للتوكل عن سلفنا الصالح رضى الله عنهم ما أحوجنا إليها حيث كان كل واحد منهم يعبر عن حاله مع الله

وحال قلبه , فقال سهل بن عبد الله هو الاسترسال مع الله مع ما يريد وقال غيره هو الرضا بالمقدور وقال ابو

تراب النخشبى هو طرح البدن فى العبودية وتعلق القلب بالربوبية والطمانينة إلى الكفاية فإن اعطى شكر

وان منع صبر وسئل بن القيم فى موضع أخر عنه فقال انه حال مركبة من مجموعة امور لا تتم حقيقة التوكل

إلا بها اولها معرفة الرب وصفاته ثم رسوخ التوحيد فى القلب وعلى قدر تجرد التوحيد تكون صحة التوكل ثم

اعتماد القلب على الله تعالى وسكونه إليه ثم حسن الظن بالله فعلى قدر حسن ظنك بالله ورجائك له يكون

توكلك عليه ثم استسلام القلب لله على التمام وينبغى ان يعلم ان التوكل لا ينافى القيام بالأسباب بل لا

يصح التوكل الا مع القيام بها إذ التوكل حال النبى (صلى الله عليه وسلم) والكسب سنته فمن عمل على

حاله فلا يتركن سنته فما أحوجنا إلى تحقيق التوكل فى هذا الزمان الذى انشغلت كل الخلائق فيه بلقمة

العيش وتحصيل الرزق من حلة ومن غير حلة يحسبون ان ارزاقهم بايدى العباد وليست بيد رب العباد سبحانه

وتعالى وهو اعتقاد خاص يفسد التوحيد وينافى التوكل الصحيح فأرزقنا واجلنا بيد المولى سبحانه وتعالى

عليه توكلنا وإليه ننيب والحمد الله رب العالمين