أهل النوبة مشهورون بروحهم الصافية، والابتسامة التى تعلو وجهوهم

تنمية بشرية
طبوغرافي

أثار حادث أسوان الأخير لغطًا كبيرًا حول جنوح أهل الطيبة المسالمين إلى العنف والقتل، فأهل النوبة مشهورون بروحهم الصافية، والابتسامة التى تعلو وجهوهم دائمًا حتى فى أحلك اللحظات وأصعبها، فما الظروف التى دفعتهم لحمل السلاح؟

يقول د. مصطفى عبد القادر، خبير فى التراث النوبى، إن ما حدث نتيجة طبيعية لخروج النوبيين من أرضهم، ونقلهم لأراض أخرى تختلف عن عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم الأساسية، واستبدالها بثقافة أخرى دخيلة، فلم يعرف النوبيون يومًا ثقافة السلاح أو تجارة المخدرات والسرقة، ولكن كل هذه الأشياء الحديثة انتقلت إليهم بعدما تركوا مناطقهم الأولى، مضيفًا أن العادات تغيرت تمامًا وهذا من وجهة نظرى ( أحد الأثار السلبية للتهجير).

وقالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع، إن أهالى النوبة كانوا يعيشون فى ظرف وحدث تغير تماما، وطالها ما طال صعيد مصر من إهمال وتقصير الدولة تجاههم، مضيفة أن جزءًا كبيرًا مما حدث يرجع إلى الإحساس النفسى السلبى الذى يشعر به الأهالى هناك؛ نتيجة حلم العودة الذى يراودهم، وبالتالى يجب على الدولة أن تسعى جاهدة لاستيعاب أهالى الصعيد والنوبة تحديدًا، خاصة أن هناك تدنيًّا أخلاقيًّا وعشوائية فى السلوك، طالت الجميع لأن الثأر لا يولد إلا مزيدًا من الدماء.

وقال الدكتور هاشم بحرى، رئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر، عندما تم بناء السد العالى وأغرقت قرى النوبيين، وتم تهجيرهم منها، لم يثوروا فى وجه الدولة، بل فضلوا المصلحة العامة الوطنية على مصلحتهم الخاصة، وهو ما يجب على الدولة أن تأخذة بعين الاعتبار وتحقق لهم حلم العودة.

ويضيف: الإنسان النوبى محب للسلام، وينبذ العنف، ويجنح إلى الهدوء والسكينة، وينبع من ذاته، لأنه فى الأساس متصالح مع نفسه؛ لقربه الشديد من الله، وهو ما يعطيه سلامًا داخليًّا.

وأوضح “بحرى”، أن طيبة المواطن النوبى وحبه للهدوء، لا يمكن تفسيرها بالسذاجة أو التعامل معها على أنها “عبط”، يمكن من خلالها الاستيلاء على حقوقه، فهو مقاتل شرس فى الدفاع عن أرضه ووطنه وعرضه، ولا يمكن أن يثور النوبى أو يتحول عن طبيعته المسالمة إلا لهذه الأسباب فقط، فهو ليس بمعتدٍ أو مغتصب للحقوق.