كانت الدنيا ظلامًا، فأشرقت بنوره، كانت القلوب ميتة، فأحياها بنور الإسلام ، كانت الغشاوة تعمى العيون عن نور الحق فأزالها، كان منهم عبيد فحررهم، وأسياد فأكرمهم، وكان التفكك شعارهم فوحدهم برباط الدين، إنه محمد «ﷺ»أشرف الخلق والمرسلين، الذى سرعان ما صار يتيم الأبوين، فزاده اليتم قوة.
لأنه أعظم البشر اهتم المستشرقون بدراسة شخصية الرسول وتوصلوا لحقيقة أجمعوا عليها أنها سيد البشر فيقول البروفيسور راما كريشنا راو فى كتابه «محمد النبى»: «لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها، ولكن كل ما فى استطاعتى أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة، فهناك محمد النبى، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامى العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضى كل هذه الأدوار الرائعة فى كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلاً.
وقال المفكر الفرنسى لامارتين فى كتاب «تاريخ تركيا»: إذا كانت الضوابط التى نقيس بها عبقرية الإنسان هى سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذى يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم فى عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات.. فلم يجنوا إلا أمجادا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم، لكن هذا الرجل محمدا صلى الله عليه وسلم لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ.. ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة.
لقد صبر النبى وتجلد حتى نال النصر من الله ، كان طموح النبى صلى الله عليه وسلم موجها بالكلية إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك، حتى صلاة النبى الدائمة ومناجاته لربه ووفاته صلى الله عليه وسلم وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذى أعطى النبى الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث.
فالشق الأول يبين صفة الله ألا وهى الوحدانية، بينما الآخر يوضح ما لا يتصف به الله تعالى وهو المادية والمماثلة للحوادث , ولتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة المدعاة من دون الله بالسيف، أما الثانى فقد تطلّب ترسيخ العقيدة بالكلمة وبالحكمة والموعظة الحسنة،
وقال مايكل هارت العالم الأمريكى فى كتابه مائة رجل من التاريخ إن اختيارى محمدًا، ليكون الأول فى أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد فى التاريخ كله الذى نجح أعلى نجاح على المستويين: الدينى والدنيوى.فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح فى المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى فى اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذى أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها فى حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه فى هذا المجال الدنيوى أيضًا، وحّد القبائل فى شعـب، والشعوب فى أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها فى موضع الانطلاق إلى العالم، أيضاً فى حياته، فهو الذى بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها.
المستشرقون إهتمو بدراسة شخصية الرسول وتوصلوا لحقيقة أجمعوا عليها أنها سيد البشر
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة