لماذا اختفت صورة الأم الملائكيَّة من السينما المصريَّة؟

تنمية بشرية
طبوغرافي

بعدما كانت صورة الأم النموذجية تسيطر على أفلام الزمن الجميل في معظمها، تحولت هذه الصورة في الأفلام المعاصرة إلى نموذج للعاهرة والمنافقة والمهملة لأولادها. ما هي أسباب هذا التحوّل الكبير في النظرة إلى الأم في السينما المصرية؟ وهل تأثر صنّاع السينما بالأفلام الغربية التي تنقل الواقع كما هو من دون تجميل؟

من المؤكد أن صورة الأم في السينما المصرية اختلفت إلى حدّ كبير عن تلك الصورة المحفورة في أذهان المخرجين الكبار، فبعدما كانت تجسّد المعاني الجميلة التي عرفناها، تحولت الأم إلى سيدة {بيئة} توجّه شتائم إلى المحيطين بها وفي مقدمهم أولادها الذين يبادلونها السباب نفسه، أو سيئة أو أم لا يهمها في الحياة سوى المال ، أو سيدة متصابية، أو سائقة تتعامل مع الناس بعشوائية، أو من تبيع ابنتها.

ومن وجهة نظر أحد المخرجين الكبار أنه مشكلة في تغيير صورة الأم، بل على العكس يجب أن تظهر هذه الصورة بعيداً عن المعايير الأخلاقية، أي بما تفرضه الدراما وبالشكل الذي يراه المخرج حتى وإن كانت سيئة الخلق، فيقول: {لا أخجل من إظهار الأم في أي صورة طالما أنها لا تخرج عن سياق العمل الفني العام}.

ويضيف أحد الخرجين أن السبب في تغيير الصورة بهذا الشكل هو الجمهور نفسه، الذي لم يعد يتقبّل تلك الصورة المحفورة في العقول وأصبح يتعامل مع الأم كفرد عادي قد يصيب وقد يخطئ.

ويتساءل من الذي لا يرى مشكلة في ظهور الأم في دور نصّابة أو ذات خلق مشين: ألا توجد أمهات في الحياة يعشن في أجواء ملوثة أو يحتلن على المحيطين بهن للوصول إلى حياة أفضل؟

ويؤكد أنه ليس مسؤولاً عن تجميل صورة الأم في السينما المصرية، {بل عليّ أن أصنع التغييرات من وجهة نظري كمخرج}، كذلك لا يتوقع أن تعود الصورة الملائكية إلى السينما المصرية.