من أنت ...؟!

تنمية بشرية
طبوغرافي

من أنت؟

بقلم: سمية رمضان عبدالفتاح

مدربة تنمية بشرية

 download

قد تتعجب البعض من عنوان المقال، ولكن سيزول العجب عندما تعلم أني لم اقصد بسؤالي اسمك أو وظيفتك، ولكني أسأل عن شخصيتك، وعن قناعاتك، وعن ملامح تلك الشخصية، وقد يبدو السؤال بدهيًا وسهلاً، ولكن ربما كان الرد مختلفًا ومحيرًا بعد أن تقرأ معي هاتين القصتين:

الأسد الهارب

وجد راعي غنمٍ  شبلاً صغيرًا، فأشفق عليه واعتنى به، ورباه مع  الغنم حتى كبر وأصبح أسدًا، ولكن الشبل كان يتعامل كما تتعامل الغنم. وفي أحد الأيام، كانت الأغنام ترعى في الغابة ومعهم الأسد، فهاجمهم أسدٌ قوي، فجرى القطيع كله ومعهم الأسد. تعجب الأسد المهاجم من تصرف الأسد الهارب مع الأغنام، وقرر أن يعرف السر، وظل متربصًا له، حتى أمسك به، وقال له: لماذا هربت مع الأغنام؟! قال: حتى لا تلتهمني. ضحك الأسد المهاجم وقال: ولكنك لست من الأغنام حتى آكلك.. أنت أسدٌ. فقال: لا.. أنا لست أسدًا. فأخذه الأسد، وذهب به إلى غنمٍ أخرى ترعى في الغابة، وقال له: اخرج عليهم، وأطلق زئيرًا قويا. وعندما زأر الأسد هربت جميع الأغنام مذعورةً. فرح الأسد وقال: أنا أسدٌ.. أنا أسدٌ.

البرج العالي

بدأت المنافسة بين مجموعةٍ من الضفادع للوصول إلى برجٍ عالٍ، وكان ارتفاعه يصل إلى عشرة أدوارٍ، وحضر المسابقة مجموعةٌ من المتفرجين، وكان كل المتفرجين يعتقدون استحالة وصول الضفادع إلى قمة البرج.  وبدأت بعض العبارات تصل إلى أذن الضفادع، منها: لن يستطيع أحدهم الوصول إلى أعلى، أو ليس لديهم فرصةٌ، أو البرج عالٍ جدا... إلخ.

وبعد فترةٍ من المنافسة، سقطت جميع الضفادع، عدا واحدٍ فقط لم يسقط واستمر في الصعود، حتى وصل إلى قمة البرج.

اقترب الجمهور من الضفدع ليسألوه عن سر فوزه، وهنا أشار لهم أنه لا يسمع. فأدرك الجميع أن الفائز كان أصم لا يسمع!

 

وأخيرًا إليك هذه الرسائل السريعة لتتعرف على نفسك أكثر وأكثر وتعلم أن كل عادة سلبية يمكن أن تتغير إلى إيجابية في حالة واحدة فقط.. إذا عرفت توصيف المشكلة، فإذا عرف السبب بطل العجب.. أجب بكل صراحة فلن يطلع أحد على هذه الإجابات سوى نفسك التي تسعى إلى تنميتها وتطويرها وصقلها، ومن إجاباتك يبدأ التغيير.. ولنبدأ الرحلة:

 

متى كانت آخر مرة جلست تفكر في قدراتك؟

متى اكتشفت أن لديك قدرات خاصة؟

ما الذي استفدته من قدراتك وإمكانياتك؟

هل تستطيع إغلاق أذنيك عن الرسائل السلبية؟

هل تستسلم لواقعك السلبي؟

هل أنت إنسان تتسم بالقلق مثل الكرسي الهزاز؟

هل تفكر في الأشياء السعيدة أم تستدعي الذكريات الحزينة؟

هل تؤجل وتسوف الأعمال أم تؤديها في وقتها؟

هل تجيد فن الراحة كما تجيد العمل؟

هل تخطط قبل أن تبدأ العمل أم تعتمد على قدراتك ومجهودك؟

هل تريد أن تتغير للأفضل أم أن وضعك الحالى لا يحتاج إلى تغيير؟

هل ترتب أولوياتك؟

هل حددت هدفك جيدًا؟

هل حددت خطوات تحقيق الهدف؟

هل تبدأ الطريق وعينك على النهاية؟

هل تبذل جهدا يتناسب مع هدفك الكبير؟

هل تيأس أو تستسلم لأية مشكلةٍ صعبةٍ؟!

هل تواجه مشاكلك بشكلٍ علمي وبتخطيطٍ جيدٍ؟

والآن بعد هذه  المواجهة مع الذات، فلتكن البداية لحياة جديدة ترتكز إلى معالم حقيقية تدرك ما أنعم الله به عليك من القدرات التي لم يسبق لك الاستفادة منها.. فلعل هذه الوقفة تغير مسار حياتك وتتيح لك فرصًا أفضل في الحياة.