د.سامح مختار محاضر فى التنمية الإنسانية
كلما أبحرت فى خيالي ولمعت فى سماء أفكاري فكرة لطالما تمنيت تحقيقها ألا وهى ( العودة بزماني مقدار عقد من الزمن , عشر سنوات كاملة ) لأتمكن من ترتيب أوراقي بما يتيح لى الاستغلال الأمثل لكل ساعة بل لكل دقيقة بل لكل ثانية تحويها العشر سنوات , تخيلت مدى الاختلاف الكبير والتحول الشاسع فى مستقبلي بعد العشر سنوات ( الذى هو زماني الحالي بالفعل ) .. فقط .. بإعادة الترتيب واستغلال وقتي الاستغلال الأمثل بما يكفى لتغيير مكاني في الحياة لما هو أفضل بالتأكيد .
ولو أتيحيت لى الفرصة ( عبر آلة الزمان ) – بما أننى أغوص في بحور تخيلي لكنت :
أولا : خصصت وقتا على رأس كل عام – على الأقل- لوقفة مع النفس لمحاسبتها على ما فات ولوضع خطة سنوية لما هو آت .
ثانيا : خصصت وقتا للتفكر والتأمل ( تأسيا برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ) كما كان يختلى بنفسه فى غار حراء ليتفكر وليصفي ذهنه ويتدبر أحواله وأحوال مجتمعه وينقى نفسه بمحاسبتها ويتفكر فى خلق السماوات والأرض ويرتقى بروحه لأعلى عليين .
ثالثا : أحضرت ميكروسكوبا نفسيا لفحص نفسى وتركيب شخصيتي وقمت بتحليلها لأقف على جوانب القوة والضعف لأتمكن من تدعيم مواطن القوة ومعالجة مواطن الضعف بدلا من إلقاء اللوم على كل من حولي ولتفهمت قول الشافعي (رحمه الله ) إذ قال :
نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عياناولأدركت تماما قول ألبرت أينشتاين :- التحليل أهم من المعرفة
وقول جون موير :- قوة التحليل تجعلنا خالدين
وقول روبرت برنز :- الهدف من الحياة أن تحيا لهدف
رابعا : أعددت كشف حساب ومراجعة أرصدتي سنويا : ( تعليميا – ثقافيا-اجتماعيا –رياضيا-دينيا – عمليا -...... )
فاجتماعيا : لما تأخرت عن زيارة عائلية فصلة الرحم تزيد الأرزاق , وثقافيا وعلميا وتعليميا : لاجتهدت فى التحصيل فالعلم يرفع أقواما ويضع أقواما-وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا له بما يصنع – و
"إن العلماء ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر"
ودينيا :- لاجتهدت في تفهم القرآن : فخيركم من تعلم القرآن وعلمه – والقرآن يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة – ويقال للعبد يوم القيامة اقرأ وارتقى كما كنت ترتل في الدنيا.
ورياضيا :- لتعلمت ومارست أكثر من رياضة نافعة : فالعقل السليم فى الجسم السليم - وعلموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل – وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل.
عمليا :- لواصلت العمل بجد فى أكثر سنوات عمرى قوة وصحة : وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .
خامسا : لوضعت خطة كاملة لحياتي وقسمتها لخطط خمسية ثم لخطط سنوية : فما بنيت الأهرامات التى أعجزت العلماء حتى زماننا هذا فى اكتشاف كل أسرارها إلا بالتخطيط الجيد المسبق المتقن ولا تمت الهجرة من مكة للمدينة ليبدأ نور الدولة الإسلامية يشع على كل ربوع الدنيا إلا بالتخطيط العميق ووضع الاستراتيجيات والتكتيكات اللازمة له .
سادسا : اجتهدت فى تنقية نفسى وترقيتها بالقرب من ربى والاعتزاز بشرف المؤمن فى قيامه الليل وامتثلت لقول الشاعر :
امنع جفونك أن تذوق مناما وذر الدموع على الخدود سجاما
لله قوم أخلصوا فى حبه فرضى بهم واختصهم خداما
قوم إذا جن الظلام عليهم باتوا هنالك سجدا وقياما
سابعا : أدركت معنى الحلم وأوليته الاهتمام الأكبر, فما يتحقق بحياتنا يجرى طبقا للسلسة الآتية : حلم ثم هدف ثم خطة ثم محاولات للتحقيق ثم فشل جزئى ثم نجاح جزئي ثم كبوات إثر انطلاقات حتى يتحقق الحلم , فلو فقدنا الحل وهو أول سلسلة النجاح لفقدنا النجاح بالتبعية .
أحبائي الشباب : أحدثكم الآن بعد اجتهادي قدر طاقتى فى مطلع الشباب وقد حاولت تحقيق أحلامي وبالفعل حققت الكثير منها – بفضل الله وعونه - وما زلت أجتهد لتحقيق أحلام جديدة كل يوم , ولكننى ما زلت أتمنى أمنية الرجوع لعقد كامل للندم على ما فات من وقت لم يتم استغلاله لأعيد ترتيب أوراقى وأستفيد بكل ثانية مرت بدون الاستغلال الأمثل لها .
وها أنتم الآن تبدأون هذا العقد من الزمان – فضل ومنه من الله – فاجتهدوا الآن لتحققوا ما سوف ربما تتمنون رجوع زمانكم بعد مرور السنوات العشر القادمة لتحقيق
الشباب والطاقات المعطلة وكيفية استغلالها
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة