المستشار الاجتماعى
د.خالد عبدالقادر الحارثي- هل الثقة بيننا وبين أبنائنا موجودة؟ سؤال فى غاية الأهمية.. لا تفوتكم الإجابة
ما أكثر القضايا التى عاصرناها وعصفت بكيان الأسر وأضاعت بعض الأبناء فليس بالضرورة يكون السبب خلاف بين الوالدين أو انفصال..
وإنما أسرار يخبأها الأبناء إما لعدم وجود من يثقون به أو لخوف يخشونه عند الإفشاء بأسرارهم..إذ هناك فجوة بين الوالدين والأبناء!
يظنون الوالدين أن الدلال وتهيئة متطلبات الحياة من ترفيه ومأكل ومشرب كاف لزرع الثقة واعتبار الوالدين الأقرب.. والواقع يؤكد أنهم ضمن المخاوف التى يخشونها الأبناء..ويجب إعادة النظر فى ثلاث أمور:
- أولها التربية.. هل خططنا لزرع الثقة فى تربية الأبناء أم كانت تربية عشوائية كثفنا فيها وعززنا من ثقافة التكميم.. وثقافة العيب.. وهذا ما يصير.. ولا يسمعك أحد.. وأنتبه تقول كذا أو كذا.. والمفروض أن نربيهم على ثقافة الاستثناء بحيث يكون الوالدين وحدهم من يُفضفضون لهم كل شيء دون حرج حتى وإن كانوا على خطأ.
- وثانيها المتابعة.. وهنا نعنى المتابعة النفسية للأبناء فليس كل منطوى مريض! وليس كثير البكاء به مَس أو عين! فهناك أسرار قد أنهكت أذهانهم وأشلت عقولهم وأتعبت أجسادهم حتى يبدون لنا كالمرضى، وعندما نسألهم عن حالهم!.. يغلقون على أسرارهم بعبارة " مفيش شيء "
إذًا لا بد أن نضع فى الاعتبار هذا الأمر ونهيأ لهم الراحة والأمان كى نحظى بثقتهم..- وثالثها المشاركة.. حيث لا يكفى أن نشارك الأبناء مناسباتهم ولا ألعابهم.. بل نشاركهم يومياتهم فى لحظات غيابنا عنهم. لابد أن نعودهم أننا معهم ونشاركهم أوقاتهم وتفاصيل حياتهم حتى لا يتحرجون من ذكر شيء.
اسألوهم بقلوبكم المليئة بالرحمة وبمخافة الله فيهم.. وضعوا فى صيغ أسئلتكم عبارات أبوية حانية تكسر حواجز الخوف وترفع مؤشر الثقة لأعلى مستوى.. حتى يأتون فيما من أنفسهم يطلبونكم مشاركتهم فى أمر لم يعد سرًا على والديهم.
ساهموا بنشره لبناء الثقة وتعزيزها بيننا وبين من وضعهم رب العزة والجلال أمانة فى أعناقنا..
فكلنا راع، وكلنا مسئولون عن رعيتنا.
أعيدوا النظر.. حتى لا نصل للخطر
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة