الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
المؤمن بالمرآة التى يرى أخوه المؤمن نفسه بخطئه وصوابه.
- النّصحَ بَينَ المسلِمين أفرادًا ومجتَمعًا يُعدُّ علامة من علامات الصّلاح والإصلاح.
- النَّقدُ الموجَّه والنُّصح الهادِف الموافِقان لمرادِ الله ومرادِ رَسولِه هما لبِنتَان من لبِنات الحِصنِ العَزِيز للمجتمَع المسلِم المتكامِل.
حادى عشر : كفالة اليتيم
عنى الإسلام بشأن اليتيم عناية بالغة من حيث تربيته ورعايته ومعاملته، وضمان سبل العيش الكريمة له، حتى ينشأ عضواً نافعاً فى المجتمع المسلم قال تعالى : [فَأمَّا اليَتِيم فَلاَ تَقهَر] [ الضحى : 9 ] وقال تعالى [أَرَأيتَ الّذِى يُكَذّبُ بالدّينِ * فَذَلِكَ الّذِى يَدُعُ اليتيمَ] [ الماعون : آية 1-2 ]،.ومن الأحاديث التى تدعو إلى كفالة اليتيم : - عن سهل قال : - قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : (( أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِى الجنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالوسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًاً )) [أخرجه البخارى فى صحيحه ( 4892)].
كيفية تحفيز الهمة فى كفالة للمسلمين
- كفالة اليتيم من قبل المسلم تؤدى إلى مصاحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فى الجنة وكفى بذلك شرفاً وفخراً .
- كفالة اليتيم تجعل البيت الذى فيه اليتيم من خير البيوت .- رعاية المسلمين للأيتام ومن فى حكمهم تقوم على أسس أصيلة قوية تنطلق منها جميع أوجه الرعاية التى يقدمونها لهم سواء من أحاد المسلمين أو من المجتمع المسلم بشكل عام .
- كرم الله هذا المخلوق البشرى على كثير ممن خلق، واليتيم له حق هذا التكريم، ومما يزيد فى حق تكريم اليتيم، ومن فى حكمه الضعف الذى يعيشه.
- لو تفكر كافل اليتيم أن أبناءه هم هؤلاء الأيتام، وقد تركهم ضعافًا من بعده؛ لزاد إحسانه إلى الأيتام، فكما تُحسن إلى اليتيم اليوم، يُحسن إلى أيتامك غدًا.
- كى يضمن الإسلام حق الأيتام فى الرعاية والعناية نجد أنه قد حرص على جعل المجتمع المسلم متآزرًا متعاوناً يشد بعضه بعضاً.
ثانى عشر : الأمانة
بين النبى – صلى الله عليه وسلم – عظم مكانة الأمانة فى الإسلام، وبين أنه لا رخصة فى تركها، وهذا يدل على وجوب مداومة المسلم للأمانة، وعدم التخلى عنها .ومن الأحاديث الشريفة التى تبين مكانة الأمانة فى الإسلام :
- عن أبى الدرداء – رضى الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- : ((خَمْسٌ مَنْ جَاءَ مِنْهُنَّ مَعَ إِيمانٍ باللهِ دَخَلَ الجنَّةَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الخمْسِ عَلَى وضُوئِهِنَّ وَرُكُوعهنَّ وَسجُودهنَّ، وَأَدَّى الزَّكَاةَ عَنْ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَحَجَّ البَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ)) [أخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير ( 1749)].كيفية تحفيز الهمة فى الأمانة
- الأمانة من الأشياء التى تقود إلى حب الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم.
- جعل النبى – صلى الله عليه وسلم – فى الحديث النبوى الشريف أداء الأمانة من أقرب الأعمال إلى الله.
- قدم النبى – صلى الله عليه وسلم – أداء الأمانة فى القرب من الله عن صلاة الليل وصوم الهواجر، ولا شك أن المؤمن حينما يعلم هذه المقارنة، وأفضلية أداء الأمانة يشعر بقيمة الأجر الكبير الذى ينتظره من خلالها .ثالث عشر: المحبة فى الله
لقد أقامت السنة المجتمع الإسلامى على المحبة والوئام بعد أن كان الناس أعداء فى شحناء وبغضاء وخصام، وقد ظهر هذا الحب العظيم فى المحبة التى غرسها رسول الله – صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار.ومن الأحاديث التى تبين مكانة الحب فى الله :
- عن أبى هريرة - رضى الله عنه -، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال : ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِى ظِلِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِى عِبَادَةِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِى اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ، وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حُسْنٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ : إِنِّى أَخَافُ اللهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ، فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ)) [أخرجه : البخارى 2/138 ( 1423 )، ومسلم 3/93 ( 1031 ) (91)].كيفية تحفيز الهمة فى المحبة فى الله
- يعلمنا النبى – صلى الله عليه وسلم - حلاوة الحب لله، ويبين لنا الأثر المحمود لهذا الحب، المسلم إذا أحب لله ذاق أثر ذلك فى نفسه من الراحة والاطمئنان.- أخبرنا النبى – صلى الله عليه وسلم – أن الله – سبحانه – ينادى يوم القيامة : أين المتحابون بجلالى اليوم أظلهم بظلي، فما أعظم هذه النعمة أن يكون العبد فى ظل الله – سبحانه – فى هذا الموقف العظيم.
رابع عشر : حسن الخلق
حسن الخلق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تنال الدرجات، وترفع المقامات، وهو واجب من الواجبات الدينية، وفريضة من الفرائض الشرعية، وقد أمر به النبى - صلى الله عليه وسلم - ففى حديث أبى ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)) [أخرجه أحمد فى مسنده ( رقم 21026 ) والترمذى فى السنن (رقم 1987)].ومن الأحاديث النبوية التى تحض على حسن الخلق :
- عن أبى الدرداء - رضى الله عنه - : أن النبى - صلى الله عليه وسلم -، قال : (( مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ فِى مِيزَانِ العَبْدِ المؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ حُسْنِ الخلُقِ، وَإِنَّ اللهَ يَبْغَضُ الفَاحِشَ البذِي)) [أخرجه أحمد فى مسنده ( رقم 21026 ) والترمذى فى السنن (رقم 1987)].كيفية تحفيز الهمة فى حسن الخلق
- بين النبى – صلى الله عليه وسلم – أن أحسن المؤمنين أخلاقًا هم أحبهم إلى الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – وأقربهم مجلسًا من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة، ومن منا لا يحب أن يدنى مجلسه من مجلس رسول الله يوم القيامة.
- بين النبى – صلى الله عليه وسلم – أن المسلم يدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم، فهذه عبادة سلوكية، وتلك عبادة بدنية يقوم المؤمن فيها الليل ويصوم النهار ابتغاء مرضاة الله – عز وجل – فبين النبى – صلى الله عليه وسلم – أن حسن الخلق يساوى قيام الليل وصيام النهار بإخلاص، فأى فضل بعد هذا الفضل.موضوعات الكتاب:
أولًا: الذكر
ثانيًا : تلاوة القرآن
ثالثًا : الإنفاق
رابعًا : طلب العلم
خامسًا : الصبر
سادسًا : صلة الرحم
سابعًا: بر الوالدين
ثامنًا: إفشاء السلام
تاسعًا : قضاء حوائج المسلمين
عاشرًا: النصح للمسلمين
حادى عشر : كفالة اليتيم
ثانى عشر : الأمانة
ثالث عشر: المحبة فى الله
رابع عشر : حسن الخلق
خامس عشر : الطهارة وإسباغ الوضوء
سادس عشر: المحافظة على الصلاةخامس عشر : الطهارة وإسباغ الوضوء
من مكارم الإسلام، وعباداته العظيمه الطهارة التى تتمثل فى الغسل والوضوء، فالإسلام حريص على طهارة باطن المؤمن وظاهره، ومن فضائل الوضوء أن الله جعله مقدمة لأهم عبادة فى الإسلام، وهى الصلاة، فلا تصح صلاة بلا وضوء، كما أن تكرار الوضوء خمس مرات فى اليوم يشعر المؤمن أنه فى حاجة إلى تطهير باطنه والمداومة على ذلك كما يطهر ظاهره .ومن الأحاديث النبوية الشريفة التى وردت فى فضل الوضوء :
- عن أبى هريرة – رضى الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:((إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المسْلِمُ، أَوْ المؤمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ، خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الماءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الماءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الماءِ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الماءِ. فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مَعَ الماءِ أَوْ آخرِ قَطْرِ الماءِ حَتَّى يَخْرُجَ نقيًّا مِنَ الذُّنُوبِ)) [أخرجه مسلم فى صحيحه (1/215)].كيفية تحفيز الهمة فى الطهارة، وإسباغ الوضوء
- بيَّن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كيف يُطهِّر ماءُ الوضوء المسلم من الذنوب حتى يخرج نقياً من الذنوب، وفى هذا حافز للمؤمن الحريص على غسل هفواته وخطاياه.- جعل النبى – صلى الله عليه وسلم – للوضوء علامة يوم القيامة حيث يجيء المحافظون على الوضوء والطهارة غرًّا محجلين من أثر الوضوء فى الدنيا.
- الوضوء يُكسب صاحبه الاستعداد للخير والإقبال على الطاعة ؛ فإن الطهارة إذا تمكَّنت من صاحبها أورثته استعداداً لقبول إلهامات الملائكة وتثبيتهم، وظهور الأنوار، وتمثُّل الطيبات، والأعمال الصالحة.
وفى الجانب الآخر: فإن الحدث إذا تمكَّن من صاحبه، وأحاط به: أورثه استعداداً لقبول الوساوس الشيطانية، والمنامات الموحشة، وظهور الظلمة.
سادس عشر: المحافظة على الصلاة
إنَّ اللهَ - تبارك وتعالى - جعلَ للصلاةِ منـزلةً عاليةً فى الدينِ، فهى أفضلُ الأعمالِ بعدَ الإيمانِ باللهِ ورسولِه – صلى الله عليه وسلم .
ومما ورد من أحاديث النبى – صلى الله عليه وسلم – يبين فضل الصلاة :
- عن عبادة بن الصامت – رضى الله عنه – قال : سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (( خَمْسٌ صَلَواتٍ كَتَبَهُنَّ اللهُ عَلَى العِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ وَلَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الجنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يأتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الجنَّةَ)) [أخرجه أبو داود فى السنن (1420)].كيفية تحفيز الهمة فى المحافظة على الصلاة
- تشبيه النبى – صلى الله عليه وسلم – الصلاة بالنهر هو تشبيه تحفيزى للمؤمن أن يغسل بالصلاة ذنوبه وخطاياه.
- جعل النبى – صلى الله عليه وسلم – الصلاة إلى الصلاة كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر، وفى ذلك حث من النبى – صلى الله عليه وسلم – على المداومة على الصلاة والمحافظة عليها.- توجه النبى – صلى الله عليه وسلم – فى ترغيب المؤمنين فى الصلاة، بالتشبيه الملموس الذى يبقى فى ذاكرة المؤمن، ولا يغيب عنه، فالنبى – صلى الله عليه وسلم – يأخذ غصنًا يابسًا، فيهزه حتى يتحات ورقه، ويراه الصحابة، ثم يخبر – صلى الله عليه وسلم – أن المؤمن الذى يداوم على الصلاة، ويحافظ عليها تتحات عنه خطاياه كما تحاتت أوراق هذا الغصن.
السنة النبوية وتحفيز الهمة لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة