الإستاذ الدكتور /أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
لكي يصتلح الإنسان مع نفسه ينظر أين هي من الجفاء للرغائب، ومن الغياب عن الطاعات، وإلى أي حد وصلت من القطيعة..، وإلى أي حرمان حصلت من العداء..
فقد عايشها من ينكر أمر الدين بإنكار الإجماع مرة والتعدى على الأصول والثوابت فى الدين بالمرة.. وتقول لكل ملحد تأمل خلقك موحدا، يكفيك لتوحد.. بصمتك لكل ما خلق الله فيك إبهام صوتك، لون عينيك، الهالة الضوئية حولك، كل هذا بل كل تكوين فيك لا يتكرر فى سواك، ألا يدلك هذا على توحيد مولاك؟ فإذا وحدت احتقرت بعد التوحيد كل الأوحال، وتصلح فيك ولك وبك الحال.وهذا إفراد من خلقك بك ليتأمل كل منهم ما هو اليقين عنده إن كان القرآن معينا يورد منه منه لا يغادره ولا يفارقه حتى يوفق من قبل كلام الرحمن، فكمال اليقين إن كانت ثقته بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه فيتابع بقصد فى تكراره الصدق، ومن مداومته الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم.. يقينك بالصلاة أو قل فرائضها فى جماعة وجهاد فى تحقيق ومداومة الجماعة.
الصلح مع ذوى الأرحام، فكيف بقاطع رحم حالق الدين أن ينال من الله القبول، كما أقر المعصوم صلوات ربي وسلامه عليه من صلح أو صلاح، والنبي يقول: ((لا أقول تحلق الشعر، ولكنها تحلق الدين)) فتأمل بصلح به يستقيم الأمر، والقطع يأتى بقطع يواليه قطع، حتى يشعر الإنسان أنه يود أن يقاطع نفسه بالغربة عن كل موجود، فأولى نفسك بتوبة بالقرب من ذوى الأرحام (فالأرحام بمكانة الأعضاء فى الإنسان).
الصلح مع الأكوان، فهو قرآن مشهود وآيات للمعبود وأنتم عليها شهود وبها شهود.
وما يفسد الصلح سوى القطع وما بعد القطع فساد المقطوع، والمقطوع تالف، والتالف لا يصلح لشيء، ولا يلح له شيء، وكفى الصلح والإصلاح أنهما ثمرتان للعبد الصالح، فانظر الأمر فى الدين وللدين وبالدين، وكما تدين تدان، والكل فى عَود محتوم لله الواحد الديان.سبحان من لا مفر منه إلا إليه، إليه المرجع والمصير، وهو الشاهد البصير.
كتاب الأم للشافعي "مدونة الآراء والاجتهادات الجديدة"
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة