الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
أن من يبذل شيئًا لله عوضه الله بأضعافه أضعافًا كثيرة ، تلك كانت علامة بارزة مرت كثيرا في حياتي وعلمتني الثقة بالله والتوكل على الله ، واللجوء إلى الله ، والتجارة مع الله .
كنت أقرأ عن القصص التي مرت في حياة الصالحين حين بذلوا كل ما يملكون فإذا الله يعوضهم أكثر وأكثر مما كانوا يملكون ، فكنت أرى في هذه القصص مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما نقص مال من صدقة)) وكنت أرى فيها مصداقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله))، إلا أن الحياة علمتني أن الأمر أشمل من صدقة المال، ليتعداها إلى كل أنواع الإنفاق ، إنك لن تجد مكروبًا وتبسم في وجهه إلا ادخر الله لك هذه الابتسامة حتى إذا اقتربت منك الكروب والهموم ابتلاء ورفعًا للدرجات قيض الله لك العشرات ممن يبسمون في وجهك ويقفون بجوارك ويخففون عنك الآلام ويشعرونك أنك جزء من جسد إذا اشتكى من عضو تداعى له سائر الأعضاء.
كن على يقين أنك لا تقدم شيئًا لوجه الله إلا ادخره الله لك ، ونماه الله لك ، فالله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملًا ، ولا يضيع من قدم شيئًا ابتغاء مرضاته وابتغاء وجهه ، كما أنه يبدل من ترك شيئًا لوجهه بما هو خير منه وأبقى وأعظم.
كم مرة هرعت إلى مسكين وأخرجت له ما في جيبك ثم عدت لتجد البركة كالنهر الجاري الذي يحول بيتك إلى نعيم وخيرات ، كم مرة بسمت في وجه مكروب فوجدت جزاء ذلك أقرب إليك من شراك نعلك.
كم مرة فرجت كربة مريض فإذا الله يذهب آلامك بعد أن حار الأطباء وتوقف الحكماء.
إنها نماذج من الحياة ربما حدثت لك مرة فزادتك يقينًا على يقين وإيمانًا على إيمان .
هناك قصة أريد أن أبوح لك بها من باب التحدث بنعمة الله وليس من باب المن ربما كانت سببًا في تثقيل ميزان إيمانك ويقينك بالله .
ذات مرة وجدت امرأة في نهر الطريق توسمت فيها الحاجة والصدق سألتني بعض المال، لم يكن في جيبي إلا قليل من المال ، أخرجت ما في جيبي وأعطيته لها ، دعت المرأة لي وأحسست بالبشرى في دعائها ، وتذكرت أني في حاجة إلى الذهاب إلى مسكني الذي لا أستيطع الذهاب له مشيًا على الأقدام ، مشيت قليلًا وفي ساعة فرج توقفت عربة وأخبرني سائقها هل تريد أن تذهب إلى المكان الفلاني ، وهو مكان مسكني أجبته بالإيجاب ركبت العربة أوصلني إلى مسكني لم يطلب مني مقابلا ثم تركني وانصرف وأنا في حيرة من هذا الشخص ، كيف عرف أني أريد الذهاب إلى المكان الفلاني أسئلة كثيرة لكنها تذوب حينما تتفكر في قدرة الله ورحمة الله وكرم الله وادخار الله .
تاجر مع الله وكن على يقين أنه هو الباقي الذي لا ينسى لك معروفك ، ولا ينسى لك إحسانك .
لا تتأخر عن محتاج في كل حال من أحوالك ، ولا تتوانى عن مكروب مهما كلفك ذلك ، لا تنتظر الجزاء من مخلوق ، ولكن انتظر الجزاء من الله الذي لا يضيع أجر من أحسن عملًا .
علامة بارزة مرت كثيرا في حياتي وعلمتني الثقة بالله والتوكل على الله
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة