الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
قضاء حوائج الناس منجاة للمؤمن، وسلم يرتقي به في مراتب العبودية، ودليل على صفاء القلب وإخلاص الباطن والظاهر للخالق عز وجل.
أنت خليق أن تحظى بكرم الخالق، إذا أنفقت ما في يديك لإعانة خلقه وتفريج كرباتهم وإدخال السرور على قلوبهم .
وربنا كانت ابتسامة ترسمها بعونك وإنفاقك على وجه حزين مكروب تكون سببًا في ابتسامتك وسعادتك الخالدة يوم تبلغ القلوب الحناجر. وربما ثوب ستر تسبله على عبد في الدنيا يكون سببًا في سترك في الدنيا والآخرة .
سُئِلَ الإمام مالك: أي الأعمال تحب؟ فقال: إدخال السرور على المسلمين، وأنا نَذَرتُ نفسي أُفرِج كُرُبات المسلمين.
وأورد أبو نعيم في الحلية، عن ابن عمر قال: قيل: يا رسول الله: أي العباد أحب إلى الله قال: «أنفع الناس للناس» قيل: فأي العمل أفضل؟ قال: «إدخال السرور على قلب المؤمن» قيل: وما سرور المؤمن؟ قال: «إشباع جوعته وتنفيس كربته وقضاء دينه، ومن مشى مع أخيه في حاجته كان كصيام شهر واعتكافه، ومن مشى مع مظلوم يعينه ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام، ومن كف غضبه ستر الله عورته، وإن الخلق السيء يفسد الأعمال كما يفسد الخل العسل.
إنها سعادة لا تماثلها سعادة عندما نكون سببًا في سعادة الآخرين قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة)).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)).
قال الإمام النووي في شرح الحديث : ومعنى نفس الكربة: أزالها.
وعن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد من العمر)) رواه الطبراني وحسنه الألباني.
والمصرع: هو مكان الموت، فيقي الله من يحسن إلى الناس بقضاء حوائجهم من الموت في مكان سيء أو هيئة سيئة أو ميتة سيئة.
ومن هذه الفضائل: ما ثبت عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: (( أفضلُ الأعمالِ أن تُدخِلَ على أخيك المؤمنِ سرورًا ، أو تقضى عنه دَيْنًا ، أو تطعمَه خبزًا)) [صحيح الجامع: 1096].
لقد بلغ من فضل قضاء حوائج الناس أن فاضل العلماء بينها وبين ذكر الله فقيل:
لكل منهما فضائل كثيرة، والمفاضلة بينهما صعبة، ولو أمكن الجمع بين الأمرين فهو خير، وإذا كان هناك محتاج ولا يوجد من يساعده، ففي هذه الحالة المساعدة أفضل وقد تكون واجبة، وإذا كان المسلم من المسؤولين عن مساعدة الغير في وظيفة فالقيام بعمله في هذه الحالة أيضا أفضل من نوافل الذكر وأوجب.نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا من عباده الذين استخدمهم لقضاء حوائج خلقه وأن يقضي حوائجنا ويفرج كرباتنا ويسترنا في الدنيا والآخرة .
علمتنى الحياة : قضاء حوائج الناس أجل مراتب العبودية
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة