القدوة الصالحة وآثارها الإيمانية نماذج فريدة

محاضرات
طبوغرافي

الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامى

الدكتور

رأس القدوة هو سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لن ترى أحدًا فى عطائه وذكائه وتواضعه وكرمه وشجاعته وحلمه وعطفه صلى الله عليه وسلم.
سترى امرأة تقوس ظهرها يذهب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليحمل عنها، وتجد جارية تطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم – فيقول لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن القول وأكرمه :
عَنْ أَنَسٍ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى طَرِيقٍ وَمَعَهُ أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَعَرَضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِى إِلَيْكَ حَاجَةٍ، قَالَ : “ يَا أُمَّ فُلانٍ اجْلِسِى فِى أَدْنَى نَوَاحِى السِّكَكِ حَتَّى أَجْلِسَ إِلَيْكِ “، فَفَعَلَتْ، فَجَلَسَ إِلَيْهَا حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا (أخرجه أبو داود : 4820).

وكان رسولنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُظهر اهتمامَه بكل فرد على حِدَةٍ، فها هو زاهرٌ الذى يروى لنا أنس - رضى الله عنه - حديثَ رسول الله معه وكيف رفع قيمته، وعرَّفه قدره عند الله.

عن أنسٍ: أن رجلًا من أهل البادية كان اسمه زاهرًا يُهدى النبى - صلَّى الله عليه وسلَّم - الهدية من البادية، فيجهِّزه النبى - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا أراد أن يخرج، فقال رسول الله: ((إنَّ زاهرًا باديتُنا ونحن حاضروه))، وكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يحبه وكان رجلًا دميمًا، فأتاه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو يبيعُ متاعه، فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني، مَن هذا؟ فالتفت فعرف النبى - صلَّى الله عليه وسلَّم - فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبى - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين عرَفه، وجعل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((من يشترى العبدَ؟))، فقال: يا رسول الله، إذن والله تجدُنى كاسدًا، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لكن عند الله لستَ بكاسدٍ - أو قال: - لكن عند الله أنت غالٍ)) (البداية والنهاية: 6/48).

ونرى النبى صلى الله عليه وسلم يحرص على تشجيع المحسِن والثناء عليه؛ ليزداد نشاطًا وإقبالًا على العلم والعمل، مثلما فعل مع أبى موسى الأشعرى حين أثنى على قراءته وحُسن صوته بالقرآن الكريم؛ فعن أبى موسى - رضى الله عنه - أن النبى - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال له: ((لو رأيتَنى وأنا أستمع لقراءتك البارحة، لقد أوتيتَ مزمارًا من مزامير آل دواد)).

وإننا لنعجب من موقف الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - من الأنصار بعد غزوة حنين؛ إذ أدرَك ما بنفوسهم، فتعامل مع نفسيَّاتهم المتأثرة بحبٍّ بالغ حتى بكَت قلوبهم، ودمعت أعينهم تأثُّرا وحبًّا لرسول لله، وإيثارًا لِما عند الله، فلله درُّه من معلِّم.

فى رسول الله الأسوة الحسنة والنموذج الفريد للرحمة المهداة والأخلاق الربانية التى تؤلف القلوب وتجمع المؤمنين وتشعرهم بالأخوة والأمن وتجعل كل صحابى من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يشعر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوليه محبة خاصة ومكانة أثيرة لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعامل مع نفوس الصحابة رضوان الله عليهم وقلوبهم بالحلم والحب والرفق والمودة والكرم فما أحوجنا أن نقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم ونجعل قلوبنا منفتحة بالحب على الناس عسى أن نكون من الذين يأتون ربهم بقلوب سليمة وأرواح صافية بثمرة اقتدائهم بنبيهم

ازدهرت مؤسسة الفتح الخيرية فى تلبية نداءات الفقراء والمحتاجين على مستوى الجمهورية، وهذه صناعة الخير تتدفق؛ لتملأ الأرض خيرًا وبرًا وعطاءً، وهذا الازدهار هو نسمات الخير فى قلوب أهل العطاء الذين يعطون ويتقون، ويصدقون بالحسنى، قال تعالى { وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) } [ الإسراء ] . إن ينابيع مؤسسة الفتح أنهار تمتد لتحمل مسئولية العمل الخيرى، والأخذ بيد أصحاب الحاجة، والنهوض بحال الفرد والمجتمع، وهدفها إدخال السرور إلى قلوب المحتاجين بقضاء حاجاتهم وفك كروبهم، وتيسير العسير أمامهم، وتفريج همومهم .

ومن أمنيات مؤسسة الفتح الخيرية، والتي تتمنى مشاركتكم لها فيها 1- تشطيب المستوصف الطبى الخيرى وتجهيزه، والذى يخدم الآلاف من فقراء المسلمين وغيرهم. وهو يحتاج الأن بعض الأجهزة الطبية الضرورية، وهو يتكون من 4 طوابق، وبه كل الخدمات العلاجية التى ربما لا تكون موجودة فى كثير من القرى والنجوع، وكذلك تجهيز حضانات الأطفال التى يحتاج إليها الكثير والكثير من الفقراء، ولا يقدرون على ثمنها الغالى فى اليوم أو الليلة.... سائلين الله عز وجل أن يوفق لنا من يقوم بمساعدتنا فى التجهيز أو التشطيب. 2- أن يتعاون أهل الخير معنا لمساعدة الحالات التى تأتى إلينا من أنحاء الجمهورية، أو تبنيها بصورة كاملة، وهى حالات صعبة ومؤلمة، وتحتاج إلى من يمد لها يد العون.

 8 أجهزة تعويضية - ترميم 3 منازل لفقراء وأرامل - زواج 7 يتيمات - علاج أكثر من 200 حالة   

تم بفضل الله تعالى مساعدة ثماني حالات بتر بالقدم بالأجهزة التعويضية، منها: القدم بالكامل، ومنها أسفل الركبة، وتكلفة الجهاز الكامل حوالى 9000آلاف جنيه، ومن أسفل الركبة 5000جنيه، وكان منهم ثلاث حالات لفتيات فقيرات فى ريعان شبابهم، وكانوا لا يتحركون من منازلهم؛ لعدم توافر القدم الصناعى لهم، وبفضل الله تعالى أكرمهم ربي ويسر لهم أصحاب الفضل والخير ممن ساعدهم على قضاء حوائجهم.

- وتم بفضل الله تعالى بناء ثلاث منازل لفقراء وأرامل، مثل حالة الحاجة ( س.م.ع ) من محافظة بنى سويف. وحالتها كانت صعبة حيث كانت تعيش فى منزل مكون من غرفة، وطرقة، وحمام... وهى مطلقة ومعها ابنتان وولد، ووالدها المسن وكان كربهم كبيرًا، حيث كانت مياه الصرف الصحى تطفح داخل المنزل، والحالة المادية لهذه الأسرة في منتهى السوء - والحمد لله تعالى - جند الله لها أهل الخير لنجدتها من معاناتها.

وتم أيضًا مساعدة أكثر من 200 حالة مرضية بالمساعدات المالية، أو إجراء عمليات جراحية لها على مستوى الجمهورية .
وتم أيضًا المساعدة في تجهيز زواج سبع فتيات يتيمات من مختلف أنحاء الجمهورية، وكانت تتراوح قيمة هذه المساعدات من 2000 إلى 3000 جنيه، بالإضافة إلى المساعدات العينية المتميزة لهن كونهن يتامى.