د. أحمد عبده عوض: على الأهل مداومة المتابعة لما يحفظه الأبناء

محاضرات
طبوغرافي

الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامى

الدكتور

شهر رمضان موسم للخيرات والغفران وحصد الرحمات من الله سبحانه وتعالى عبر كثير من أعمال الخير والتقرب إلى الله، التي يأتي في مقدمتها تلاوة وحفظ كتاب الله، الذي يتنافس فيها جموع المسلمين في كل مكان، في ماراثون إيماني جميل ينتظره الناس كل عام، مع حلول شهر رمضان، وانتشار حلقات تحفيظ وتلاوة القرآن في أرجاء العالم الإسلامي.

وفى إطار استعدادات وزارة الأوقاف لاستقبال شهر رمضان المبارك، قررت الوزارة تدشين أول تجربة من نوعها لتحويل ألف مسجد على مستوى الجمهورية إلى مسجد جامع.

وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن مبادرة المساجد الجامعة تستهدف تحويل الدور الدعوى لخدمة المجتمع المحيط بحيث يضم المسجد الجامع مكتبا عصرى لتحفيظ القران يقوم بتعليم القيم الدينية والأخلاقية بجانب تحفيظ النشء للقرآن بالإضافة لفصل محو الأمية ومقرأة وحلقة ذكر على أن يتم نقل أنشطة قراء السور إلى هذه المساجد. مشيرا إلى أن البداية ستكون من محافظة القليوبية بــ« 50 مسجدا»، سيتم اختيارها خلال أسبوعين لتحويلها إلى مساجد جامعة بواقع مسجدين بكل مدينة ومسجد بكل قرية وهذه المساجد ستكون هى مساجد الاعتكاف خلال شهر رمضان ، وسيتم تجهيزها بكل الإمكانات والمتطلبات لنجاح الاعتكاف وكذلك لصلاتى القيام والتهجد.

تشجيع الحفظ
عن دورات تحفيظ القرآن ، وأهمية ذلك في تشجيع حفظ كتاب الله تعالى، يقول الدكتور أحمد عبده عوض رئيس قناة الفتح للقرآن: أن القناة تركز في شهر رمضان لتشجيع أبنائنا على حفظ كتاب الله تعالى، ولدينا المركز القرآني بأكاديمية الفتح والتي ينبغي للأهل تشجيع الأبناء على الالتحاق بهذه المراكز، إذ لا تخلو المراكز من روح التنافس بين الطلبة، وينبغي على الأهل مداومة المتابعة لما يحفظه الابن والبنت في المركز وتشجيعه وربطه بجوائز تقدمها له الأسرة إذا ما أتم حفظ جزء أو مجموعة أجزاء.

ولفت إلى أن للمسابقات أثرا بالغا في تشجيع حفظ القرآن لما فيه من شحذ همم الطلبة نحو الحفظ، ولما فيه من بث روح التنافس بينهم، وأفضل مجال للتنافس هو في حفظ كتاب الله، قال تعالى: (... وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)، «سورة المطففين: الآية 26».

فضل التلاوة
وعن فضل تلاوة وحفظ القرآن الكريم خلال شهر رمضان، فيشرح ، أنه لا يخفى على مطلع ما للقرآن وشهر رمضان من علاقة وثيقة، فالقرآن الكريم ابتدأ نزوله يوم الاثنين لإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان، ورمضان فيه ليلة مباركة خير من ألف شهر ألا وهي ليلة القدر، قال سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ...)، «سورة الدخان: الآية 3»، وقال جل في علاه: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)، «سورة القدر: الآية 1 - 3»»، وقال سبحانه: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، «سورة البقرة: الآية 185»، وقد أثنى سبحانه وتعالى على من يقرأ القرآن قال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)، «سورة فاطر: الآية 29 - 30»، وقد ثبت في الحديث الصحيح قوله عليه الصلاة والسلام: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ»، ولقراءة القران الفضل الكبير، كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ»؛ لذا فحري بالسلم في الشهر الفضيل اغتنام أوقاته، والاستفادة من الدقائق للإكثار من تلاوة القرآن الكريم.

الفائدة الكبرى
وحول الكيفية التي تتيح للفرد الخروج بأكبر فائدة من تلاوة القرآن في شهر رمضان، يوضح أنه كثرت في هذا الوقت استخدام الهواتف الذكية والبرمجيات التي يمكن توظيفها في مجال تلاوة القرآن الكريم، فبعض البرامج تتيح قراءة القرآن الكريم ويمكن تحميلها على الهاتف فتكون مع المسلم أينما نزل وحيثما رحل، وبعضها تتوفر فيه إمكانية عرض تفسير للآية، فضلاً عن التنوع الموجود في البرمجيات، فيمكن توظيفها في الاستماع لقراءة بعض السور، وأحياناً القراءة المباشرة، وأحياناً القراءة مع التفسير.

وفيما يخص تأثير حفظ القرآن على الإنسان نفسياً واجتماعياً، يذكر أن الحق جل في علاه يقول: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، «سورة الرعد: الآية 28»، فللقرآن الأثر الكبير في حصول السكينة والطمأنينة في وجدان المسلم، فمداومة قراءة القرآن تبث في حنايا القلب مشاعر الطمأنينة، فقلب المسلم يرتوي من القرآن وينساب القرآن في عروقه، مثلما ينساب الماء في عروق أوراق الورد. ومن الناحية الاجتماعية فالحياة لا تخلو من كدر، فإذا أصاب المسلم شيئاً من كدر الحياة ومن الامتحان والابتلاء فيها تذكر قوله تعالى: (... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، «سورة البقرة: الآية 155 - 156».