علمنى رمضان: أن الله تعالى يتعهد عباده بالتربية والعناية فجعل مواسم للخيروالطاعات

محاضرات
طبوغرافي

وأفضل نظام تربوى على وجه الأرض كلها هو رمضان، هو الصيام، فلوأخذناك فجأة وقلنا لك: تصوم غدًا رمضان بصورة مفاجأة ما قدرت على هذا، فأراد الله تعالى أن يرعى عباده فجعل مواسم للخير.
كل موسم يترتب عليه خيرية، وكل خيرية تأتى بعدها خيرية فإذا بك تتعايش داخل المدرسة الكبرى.
مثل الحياة الطالب يبدأ الحضانة، ثم التعليم الإلزامى، ثم التعليم الثانوى، ثم الجامعة ثم الارتقاء إلى مابعد .
فأى ارتقاء فى حياتنا وأي ارتفاع في حياة الأمة يحتاج إلى تربية،رعاية وتعهد.

ولأجل هذا كان الصحابة رضى الله عنهم يهتمون برجب كما يهتمون برمضان ؛لأن رجب بوابة لاستقبال ينابيع الخير، والذى لم يستقبل الخير فى رجب يكون رجب بالنسبة له أرضًا جدباء قاحلة فإذا ما أتى عليه شعبان ازداد فى صخريته فإذا ما أتى عليه رمضان لازال متلبد المشاعر،والأحاسيس.

لذا فإن الرعاية الإيمانية فيها ترتيب لأسبقية العمل الإيماني ، وخير مثال على ذلك استتقبال شهر رمضان؛ فلا يؤخذ المسلم إلى الصيام أخذا، وإنما يُحبَبُ اليه الصيام
ومن مظاهرالرعاية الربانية
أن الطفل لا يصوم رمضان تامًا ،ولكن مرة الى الظهر، ومرة الى العصر وهكذا مراعاةً لمنهج الرعاية الذى جعله الله أساسًا فى تربية الناس
ومن صور الرعاية فى حياة الناس
أن الله تعالى برعاك فى بطن أمك، ويرعاك ويرعاك صغيرًا، ويرعاك شابًا، ويرعاك كهلاً، ويرعاك شيخًا، ويرعاك مسنًا، ويرعاك حيًا ويرحمك ميتا.

فكل مرحلة من هذه المراحل تتجلى فيها جانبٌ مهم من جوانب الرعاية.
ومن مراحل الرعاية فى حياة المسلم
أن الله تعالى يخصص لك مواسم للخير{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء : 27]
فالله يحبك، ويريد منك أن تُقبِل عليه
ربما كنت متهاوناً فى الفرائض أحيانًا ،وربما شغلتنا أموالنا، وأهلونا ،وربما أديت العبادات، ولكن ليس بالتركيز المطلوب.

والله يريد منك أن تكون من أصحاب الدرجات العلى فبرحمته يجعلك تجتاز مراحل صعبة في حياتك لا تقد رأن تتجاوزها بمفردك فلابد أن يكون الله معك
ففى قصة سيدنا موسى عليه السلام قال تعالى
{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)}[الشعراء:62،61].

فقول موسى عليه السلام{ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }هذه هى الرعاية
وتتجلى رعاية الله لك ، وحفظه فى كل لحظةٍ من حياتك فى يومك وليلتك.
وأنت مستيقظ، وأنت نائم، وأنت صغير، وانت كبير.
و هذا المظهر فى العناية، وفى الرعاية هى التى جعلتك يأتي عليك رمضان وأنت فرحٌ مستبشر وأنت مستعد نفسيًا؛ لأن الدنيا كلها من أول رجب وشعبان تستبشربقدوم رمضان .

وكلنا مستعد لتحمل جانب المشقة فى رمضان التي تهون، وتسهل عندما تعرف فضل الله عليك.
العطشان يصبر نفسه أن الطريق فى آخره ،والجوعان يُصَبِرُ نفسه أن الشمس أوشكت أن تغرب
فاجعل شمسك أنت اعتزازك بالله أن جعلك مسلمًا، وأن اعانك على الصيام؛ فترى نفسك داخل من باب الريان يوم القيامة.

وهناك كثيرون حُجِبوا عن هذه النعمة ؛ لأنهم محجوبون عن رحمة الله، أو لأن الله لم يرد أن يُطَهِرَ قلوبهم قلوبهم؛لأنها لا تحتمل أنوار رمضان، ولا بشرياته؛ فظلت قلوبهم على شدتها وصلابتها .
الرعاية تشير لك أن الله كما يرعاك وكما مهد لك الأيام وأعطاك العزيمة على الصيام فإنه يقوى عندك العزيمة على الطاعة.