الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
الكلمة الطيبة شجرة تنبت في البيوت المسلمة، فتحجب عنها هجير الكراهية، وتجلب لها ظل المودة ونعيم الرضى.
الكلمة الطيبة صدقة، وإذا كانت للزوجة فهي بر وصلة وصدقة، وبالعبارة الحلوة ونشر الكلام الطيب نستطيع أن نبني علاقة طيبة في بيوتنا.إن من دلائل كمال الإيمان وحسن الإسلام أن ينطق العبد بالحق والخير، ويمسك عن الباطل والشر وأن يُحسن اختيار الألفاظ وأن يهجر فحش الأقوال، ويصون اللسان عن رذائل الكلام كالكذب والغيبة والنميمة والسخرية وقول الزور والسباب واللعان؛ حيث إن خطر اللسان على الفرد والمجتمع عظيم ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ولا ينجو من خطره إلا من لزم الصمت والسكوت عن الشر قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (النساء:114) وقال سبحانه: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} (النساء: 148) وقال تعالى {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (ق: 18)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)) (البخاري ومسلم).
وفي هذا الحديث آداب وسنن منها التأكيد في لزوم الصمت وقول الخير أفضل من الصمت؛ لأن قول الخير غنيمة والسكوت سلامة والغنيمة أفضل من السلامة وكذلك قالوا: قل خيرا تغنم، واسكت عن شر تسلم.
قال عمار الكلبي وقل الخير وإلا فاصمتن فإنه من لزم الصمت سلم.. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)) البخاري، والسؤال: كم صدقة تريد في كل يوم من وراء كلماتك؟ والإجابة : بإمكانك أن تجعل لك من كلمة ينطق بها لسانك صدقة بتطييب الكلام.
الكلمة الطيبة أو الحسنة فأل حسن: فعَنْ أَنَسٍ- رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَأُحِبُّ الفَأْلَ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الفَأْلُ؟ قَالَ: ((الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ))، وفي رواية أخرى عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ))لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل الصالح)) أو قال: ((وأحب الفأل الصالح)) قيل: يا رسول الله وما الفأل قال: ((الكلمة الطيبة)) أو قال: ((الكلمة الحسنة)).
القول الحسن والأحسن: قال تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (البقرة: 83)، وأن تقولوا للناس أطيب الكلام وتعني أيضًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمخاطبة باللين، والكلم الطيب الخالي من البذاءة والفحش، ويشمل كذلك : كل خُلُق حسن رضيه الله، وقال تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} (الإسراء: 53) وقل لعبادي المؤمنين يقولوا في تخاطبهم وتحاورهم الكلام الحسن الطيب؛ فإنهم إن لم يفعلوا ذلك ألقى الشيطان بينهم العداوة والفساد والخصام، إن الشيطان كان للإنسان عدوًا ظاهر العداوة.
الكلمة الطيبة تثمر عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله، تصعد إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء، وتقبل بإذن الله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} من هداية الله وفضله للعبد، قال تعالى : {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}
الكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة {اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن فبكلمة طيبة}
تطيب قلوب الآخرين، وتمسح دموع المحزونين، وتصلح بين المتباعدين هذه بعض ثمار الكلمة الطيبة فاجعل دائماً لسانك رطباً لا يتفوه الا بخير الكلام، فيجب على المسلم أن يضبط لسانه، وأن لا يتكلم بالكلمة حتى يسأل نفسه قبل أن ينطق ما جدوى حديثي وفائدته؟فإن كان في الكلام خيراً تكلم وإلا سكت والسكوت في هذه الحالة عبادة يؤجر عليها، وصدق رسول الله إذ يقول: ((ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت))
الكلمة الطيبة صدقة، الكلمة الطيبة شعار لقائلها ودليل على طيب معدنه وحسن أدبه، وسمو أخلاقه الكلمة الطيبة تحول العدو إلى صديق بإذن الله، وتحول ضغائن القلوب إلى محبة ومودة، الكلمة الطيبة تثمر عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله، تصعد إلى السماء، فتفتح لها أبواب السماء، وتقبل بإذن الله: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} من هداية الله وفضله للعبد، قال تعالى : {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} الكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة {اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن فبكلمة طيبة} تطيب قلوب الآخرين، وتمسح دموع المحزونين، وتصلح بين المتباعدين.إن الكلمة الطيبة ثابتة مثمِرة، تنفع صاحبها في حياته الدنيا بالذكر الحسن، وتعود عليه بالدعاء الصالح في آخرته، فهي ثابِتة لا تزعزعها الأعاصير، ولا تعصف بها رياح الباطل، وفي الحديث ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) والخير كلّ الخير أن تحرّك لسانك بتحيّة الإسلام حين تلقَى من تعرف ومن لا تعرف، والخير كلّ الخير أن تردّ التحية بأحسن منها أو مثلها، والخير كل الخير أن تشغل لسانك بذكر خالقك وأن تنصح من استنصحك إن كنت قادرًا، وكلمة الخير أن تصلح بين اثنين وأن ترشد الضال التائه، والكلمة الطيبة أن تعلّم جاهلا وأن تصدُق القول فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة، والكلمة الطيبة أن تشير بالرأي الحسن إذا طلب منك ذلك.
إن حسنَ الكلام وطيبَه والبشاشة في وجوه الناس أمر محمود يطلبه منا النبي صلى الله عليه وسلم، أخرج البزار في مسنده أن جابر بن سليم قال: ركبت قَعُودِي ثم أتيت إلى مكة فطلبتُ رسول الله، فدلوني عليه، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فقال: ))وعليك السلام))، فقلت: إنا معشرَ أهل البادية قوم فينا الجفاء، فعلمني كلمات ينفعني الله بها، فقال))ادنُ)) ثلاثَ مرات، فدنوت فقال: ((أعد عليّ ما قلتَ))، فأعدت عليه فقال: ((اتق الله، ولا تحقرنَّ من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق، وأن تفرغ دلوك في إناء المستسقي، وإن امرؤ سبّك بما لا يعلم منك فلا تسبَّه بما تعلم فيه، فإن الله جاعل لك أجرًا وعليه وزرًا، ولا تسبن شيئًا مما خوَّل الله لك))، قال جابر: فوالّذي نفسي بيده، ما سببت بعده شاة ولا بعيراً.
الإنسان هو الكائن الوحيد الذي تؤثر فيه الكلمات وكلمة واحدة تسعده وكلمة أخرى قد تسبب له الشقاء وهذه الكلمة تؤتي آثارها في الجسم كله بالسلب أو الإيجاب فالكلمات الحلوة المشجعة تعطيه نشاطًا زائدًا والكلمات الحلوة الجميلة لها تأثير السحر ليس علي المستوى النفسي والمعنوي فقط إنما على المستوى الصحي والجسمي)) لن تخسر شيئاً لو نشرت الكلمات الجميلة في بيتك.
الكلمة الطيبة: شجرة تنبت في البيوت المسلمة، فتحجب عنها هجير الكراهية
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة