الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
حماتي تسيء معاملتي، وأنا أحسن معاملتها، ولكنى أكرهها، فهل هذا يُعد نفاقا؟
أولا أقدم تحية لك أخي الكريم، فأنت صابر تتحمل من أجل الله عز وجل، وجزاء الصبر عظيم من الله تعالى، فالصبر على إيذاء الناس منزلة عظيمة جدا لا ينالها إلا كل تقي، وقد نالها الأنبياء صلى الله عليهم وسلم، قال تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ}، مرتبة الصبر على الأذى رغم القدرة عل الرد مرتبة عظيمة، وهي مرتبة كظم الغيظ، {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}، فهذا السائل الكريم الذي يتحمل حماته التي تؤذيه بلسانها قد نال هذه المرتبة، ولكنه يخشى أن يكون منافقا، فهذا ليس بنفاق، فالنفاق هو إبطان الكفر وإظهار الإيمان، أما هذا فهو كظم للغيظ، وهو سلوك أصيل قد ناله هذا الأخ الكريم، فصبر عليها لكي يتفادى تبعات هذا الإيذاء إن هو رد عليها بالمثل.
لا أستطيع قضاء الأيام التي أفطرتها في رمضان، فهل علي وزر إن أنا أخرتها؟
المسلم إذا أفطر في رمضان لعذر ما فإنه ينبغي عليه أن يعجل قدر المستطاع بقضاء ما عليه متى أصبح قادرا على القضاء، إنه لا يدري أحد إلى متى سيعيش، أما الأخت السائلة فتقول أنها مريضة لا تقدر على القضاء في هذا الوقت، فيجوز لها أن تؤجل القضاء حتى تتحسن صحتها، فإن الدين يسر ولله الحمد.
إني صليت الاستخارة لأني في حاجة إلى عمل عمليه تلقيح صناعي ولم يظهر لي شيء، فهل أستطيع أن أصليها مرة أخرى؟
إن حقيقة الاستخارة تفويض الأمر لله، حتّى وإن كان العبد كارهاً لهذا الأمر، والله عز وجل يقول: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (البقرة:216)، وهذا الاعتقاد جعل كثيرا من الناس في حيرة وتردد حتى بعد الاستخارة، وربّما كرّر الاستخارة مرّات فلا يزداد إلا حيرة وتردّدا، لا سيما إذا لم يكن منشرح الصدر للفعل الذي استخار له، والاستخارة إنّما شرعت لإزالة مثل هذا التردد والاضطراب والحيرة.
ومن الخطأ أيضا عتقاد بعض الناس أنّه لا بدّ أن يرى رؤيا بعد الاستخارة تدله على الصواب، وربّما توقّف عن الإقدام على العمل بعد الاستخارة انتظارا للرؤيا، وهذا الاعتقاد لا دليل عليه، بل الواجب على العبد بعد الاستخارة أن يبادر إلى العمل مفوّضا الأمر إلى الله كما سبق، فإن رأى رؤيا صالحة تبيّن له الصواب، فذلك نور على نور، وإلا فلا ينبغي له انتظار ذلك.
ولم يرد عن سلفنا اصالح أنهم كانوا يعيدون الاستخارة أكثر من مرة إلا إذا اكتشف الشخص خللا في صلاته الأولى، أو تذكر أنه كان مشتتا وغير مدرك لما يقول، فعلى الأخت السائلة أن تتوكل على الله ما دامت قد أدت الاستخارة، وأن لا تنتظر أي نتيجة لهذه الصلاة، فالله تعالى يتخير لها الصواب إن شاء.
ما حكم قراءة آية الكرسي مقلوبة على أناس ظلموني؟
إن الذين يقلبون القرآن الكريم ويكتبون حروفه منكسة أو بالنجاسة أو ما أشبه ذلك هم السحرة والزنادقة الذين يتقربون إلى شياطينهم بأنواع الكفر والمعاصي حتى يقضوا لهم حوائجهم أو يسلطوهم على أعدائهم ويبتزوا بهم الناس ليأخذوا ما في أيديهم.
أما الأخ السائل الكريم، فعليه أن يستعين على الظالمين بالله تعالى، وبالتقرب إليه وبالدعاء، وأيضا باللجوء إلى القضاء وكبار الناس من الصالحين في منطقته. والله أعلم.
هل تحديد نوع الجنين جائز ؟
الشريعة الإسلامية لا تحرم تحديد نوع الجنين، لأن ذلك الجهاز الذي يُظهر نوع الجنين لا يغير خلق الله تعالى، ولا يعارض فطرة الله فلا بأس بهذا الفعل.. والله أعلم.
ما حكم بيع محتويات المقهى بعد غلقها؟
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا))، ومعلوم أن محتويات المقاهي لا تخلو من معينات على المعصية بما فيها من إضاعة أوقات الناس وصحتهم وعافيتهم بأدوات التدخين والمشروبات المحرمة، فالذي يبيع محتويات المقهى بعد غلقه يفتح بابا لغيره لمعصية الله وإيذاء الناس، فلا يجوز له أن يبيع منها إلا الأشياء الغير محرمة كأواني المشروبات كالشاي والقهوة غيرهما، أما ادوات التدخين والمشروبات المحرمة فلا يجوز.
ما هي وسائل الإعانة على حفظ القرآن؟ الكريم؟
هناك عدة وسائل وطرق إيمانية تحافظ المسلم على حفظ القرآن وتثبيته في قلبه، من أهمها:
إخلاص النية لله تعالى.
أن يتخير الرفقة الصالحة من حملة القرآن.
اجتناب أكل الحرام والشبهات.
التواضع للمعلم وعلو الهمة في التلقي والحفظ.
تحديد نسبة الحفظ اليومي وعدم تجاوزه.
المحافظة على الحفظ من مصحف واحد.
معرفة تفسير الآيات وفهمها.
معرفة المتشابه والعناية به.
الاستماع الدائم للقرآن والتجاوب مع قارئه.
لا ينتهي الطالب من سورة حتى يربط أولها بآخرها.
تخير الأوقات المناسبة للقراءة والحفظ.
أن يصلي بما يحفظ في الصلوات، وخصوصًا قيام الليل.