الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
قال الإمام الثعالبي: إذا مر عليك تزدد علما يوم ولم تقرأ كتابا، ولم تتعلم علما، فإن باطن الأرض خير لك من ظاهرها، فإنك كلما ازددت علما ازددت قربا من الله تعالى، وازدادت قيمتك وقدرك عند الله تعالى، وعندما تفتح عينيك في الصباح لا يكن همك ماذا تفطر؟ وليكن همك؛ كم تسبح الله هذا اليوم؟ كم تستغفر الله هذا اليوم؟ كم تسعى في مصالح الناس هذا اليوم؟ فالحياة كل لحظة فيها نحتاج إليها لأنننا سنندم عندنا تفوتنا الحياة، ويأتينا الممات، كان أحد الصالحين يطحن الخبز ثم يسفه سفًّا، فقيل له: لماذا تفعل هذا؟ قال: وجدت الفرق بين سف الطعام وبين مضغه سبعون تسبيحة، نسأل الله أن يزيدنا علما وأن يقربنا منه جل وعلا.
الخلافات الزوجية تضيع البركة من البيوت
البيوت التي تخلو من السكينة تنعق فيها الشياطين، وتعجل بالخراب والفساد وقلة الرزق ومحق البركة وخيبة الأمل وخيبة الرجاء، وكثرة الشياطين، وطرد الملائكة من البيوت وتنفر منها الملائكة، فما وجدتُّ طاردا للرزق أشدّ من هذه الخلافات الطاحنة التي تطحن الأبناء، عندما يشاهدون آباءهم في عراك وشجار وشتائم طول الوقت. قالت لي إحداهن أن زوجها ظل يضربها طيلة عشرين سنة، وفي إحدى المرات ضربها بعنف فتظاهرت أنها مريضة، وانطرحت على الأرض، فما كان منه إلا أن ازداد ضربا لها، وما كان منها إلا أن ادّعت أنها ممسوسة، وكلما همّ الزوج بضربها، فإنها كانت تبادره بالضرب، وعندما يشتكي منها كانت تقول أنها لم تضربه، ولكن الجنّ هو الذي ضربه، - انظر – لقد لجأت إلى الكذب من كثرة الظلم، لأن الظلم لا يستطيع أن يتحمله أحد، ومن أشد أضرار الخلافات الزوجية نفور الأبناء من البيت، وسوء تريبتهم، وقد يؤدي ذلك إلى تشردهم وضياعهم.
تأثير الزنا على الفرد والمجتمع
قال تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا}، فالزنا من أكبر الكبائر، بل هي معصية يهتز لها عرش الرحمن، ولها كبير الأثر والخطورة على الفرد والمجتمع، فهو يسبب اختلاط الأنساب، وضياع حقوق النساء والأطفال، ونشوء المشاكل والأزمات بين العائلات، فالله تعالى حذر من مجرد الاقتراب من الزنا، قبل الزنا نفسه، فلا تقربوا الزنا؛ أي لا تقتربوا من طريقه، وابتعدوا عن كل مقدماته كالنظر واللمس وسماع ما يغضب الله تعالى فيقرب الإنسان من الوقوع في هذه المصيبة العظيمة
هل الثبات على الطاعة يمنع الإنسان من المحرمات؟
يقول شيخ الإسلام بن تيمية – رحمه الله - : الثبات على الطاعة أفضل من اجتنابك المحرمات، لماذا؟ لأن ثباتك على الطاعة سيمنعك من الوقوع في المحرمات، فمن صلى المغرب في جماعة أو العشاء في جماعة – مثلا – وكان صادقا في حالته الإيمانية مع الله فإن الله سيحفظه من الشيطان، وسيقيه من فتنته، قال تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
هل الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب؟
إذا أعطى الله الدنيا للطائعين من عباده فهذا بلا شك دليل على حب الله تعالى لهم، وجزاء على تقواهم في الدنيا، وفي الآخرة يجزون جنات النعيم، {ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}، أما إذا أعطى الله الدنيا وخيراتها للعصاة – وهذا كثير – فهذا يعد إملاء لهم ليزدادوا إثما، حتى يأخذهم الله بما كسبوا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ يُمْلِي لِلظَّالِمِ، فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ " ثُمَّ قَرَأَ : {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
الآية التي تعد ميثاق شرف العلماء الربانيين.
قال تعالى: { وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [آل عمران: 7]، من الممكن أن ترى عالما قارئا لآلاف الكتب، ولكنه ليس راسخا في العلم، فالرسوخ في العلم مرتبة العلماء الربانيين، والعلماء الربانيون قليلون جدا على وجه الأرض، وكل أعمالهم احتساب لله تعالى، وأنا اجتهدت كثيرا للوصول إلى درجة العلماء الربانيين، وأحسبني كذلك بفضل الله تعالى.
رسالة لكل حزين ومهموم (قل يا الله دائما) من الحكم الربانية..
من عرف الله هانت مصيبته، ومن أنس به زالت غربته، ومن رضي بالقضاء سعد بالعطاء، ومن عرف الله في الرخاء نجاه الله في الشدة، ومن سأل الله موقنا أعطاه، والعطاء من الخلق حرمان، والمنع من الله إحسان، من لمح فجر الأجر هان عليه ظلام التكليف، ومن نزل به بلاء فليتصوره أكثر مما هو يهن، وليعلم سرعة زواِله وثوابَه، وما توقف مطلب أنت طالبه بربك، ولا تيسر مطلب أنت طالبه بنفسك، وجل ربنا أن يعامله العبد نقدًا فيجازيه نسيئة.
دعاء قضاء الحاجة
علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو الله في كل أمورنا، وإذا تعسر علينا أمر، بدعاء قضاء الحاجة، ((من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصلّ ركعتين ثم ليثن على الله وليصل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين ))
رسالة إلى كل زوج ظالم
اعلم أخي الزوج أن الزوجة لها حقوق عليك، فلا يجوز لك ان تظلمها حقها أو أن تقصر معها ما دمت قادرا، والله تعالى قد توعد الظالمين بعذاب شديد يوم القامة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: ((واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً – ألا هل بلغت? اللهم فاشهد)).
فظلم الزّوج لزوجته من أشد انواع الظلم، فقد تقوم الزّوجة بواجباتها على أكمل وجهٍ تجاه زوجها ولا تقصّر معه في شيءٍ، فتراها تعتني ببيتها وأولادها وتحضّر لزوجها الطّعام، فيجيء الزّوج إلى البيت ليسبّها أو يهينها وربّما ضربها وهذا من الظّلم المحرّم الذي لا يرضاه الله، وعقوبة الزّوج الظّالم الذي لا يؤدي حقّ زوجته أو يمنعها عن نيل حقها أو يؤذيها بأيّ شكلٍ من الأشكال، عقوبته وخيمةٌ عند الله فقد يعجّلها الله له في الدّنيا أو يبقيها عقوبةً مدّخرةً له في الآخرة.
رسالة لكل من أخذ حقا غير حقه
أخذ أموال الناس بغير حق إثمٌ عظيمٌ، وذنبٌ جسيمٌ، يوجب على صاحبه التوبة إلى الله توبة نصوحا، والاستغفار والندم على ما سلف من الذنوب، والإقلاع عنها خوفاً من الله سبحانه وتعظيماً له، والعزم الصادق على عدم العودة إليها؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً} [النساء:110]، فلا يجوز لمسلم أن يأخذ ما ليس له إلا عن طيب نفس، ومن أخذ حقا أو شيئا ثم علم أنه ليس ملكا له فعليه أن يرده لصاحبه على الفور، قال صلى الله عليه وسلم: ((من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)). رواه البخاري.