لا شك أن كثرة الأذان تجعل الشيطان تائها حائرا، لا يجد لنفسه مكانا يستقر فيه، فلقد قال النبي صلى الله عليه مسلم: ((إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع الأذان ، فإذا قُضي الأذان أقبل ، فإذا ثوّب بها أدبر ، فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول : اذكُر كذا وكذا ما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل إن يدري كم صلى ، فإذا لم يدرِ أحدكم كم صلى ثلاثا أو أربعا فليسجد سجدتين وهو جالس))، فإذا جاء الأذان فلن يستطيع الشيطان أن يأخذ منك نصيبا كما توعد في القرآن الكريم، قال تعالى: {لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا}.
انظر لمن هو أدنى منك
إذا نظرت لنفسك وقارنتها بغيرك، ستجد أنك في نعم عظيمة من الله تعالى، فغيرك مطروح في الطريق لا بيت ولا مأوى، ولا أحد يسأل عنه وأنت تعيش في نعم من الله، ولذلك أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن ننظر لمن هم دوننا في المعيشة، ولا ننظر لمن أعلى منا، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَوْصِنِي، قَالَ: " أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي . قَالَ : " انْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَكَ ، وَلا تَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لا تَزْدَرِيَ نِعْمَةَ اللَّهِ عِنْدَكَ )). .
وقال صلى الله عليه وسلم: ((من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها))، فأنت أفضل من غيرك، مهما كان حالك سيئا فغيرك أسوأ حالا، ومهما كثرت عليك الأمراض فغيرك يعاني أكثر منك، وإن كنت تعاني من الفقر، فغيرك يعاني أشد منك، فأنت أفضل من غيرك.
استبدل عاداتك السيئة بالحسنة، استبدل أماكن المعاصي بأماكن الطاعات، استبدل القول السيء بالقول الحسن، استبدل أصدقاء السوء بأصدقاء صالحين يعينونك على طاعة الله، ويساعدونك في حل مشكلاتك الحياتية، تغلب على أفكارك الوسواسية باستبدالها بالتفكر في ملكوت الله والتدبر في خلقه العظيم، غير مسار حياتك من السلبيات إلى الإيجابيات حتى ترى طريق النور، وتسعد في الدنيا برضا الله عز وجل.
وسائل استبدال العادات السيئة:
لا شك أن الانسان قادرٌ على ترك عاداته السيئة واستبدالها بعادات حسنة شريطة الايمان بأن الله جل جلاله قد منحه هذه القدرة .
يقول الله تعالى : ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾. ويقول سبحانه : ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ 4 .
نعم سوف يكون الإنسان قادراً على ترك المعاصي والعادات السيئة إذا ما توكل على الله واستعان به .
لكن علينا أن نعرف بأن ترك العادة ليس بالأمر السهل ، بل يجب على من يريد الإقلاع عن العادات السيئة إعلان الحرب و الجهاد ضد هذه العادات و الصمود في وجهها حتى يتمكن بعون الله من التغلّب عليها ، ذلك لأن العادات في الغالب تتجذَّر في النفس فتصبح قوية و شرسة و في المقابل تصبح ارادة الإنسان تجاهها ضعيفة.
ومن أنجع وسائل استبدال العادات السيئة بالحميدة ما يلي:
- المحافظة على حالة الطهارة و الوضوء دائماً ، ذلك لأن الوضوء يُبعد الشياطين و يساعد الإنسان على التوجه إلى الطاعة .
- الالتزام بأداء الصلوات في أول اوقاتها.
- تلاوة ما لا يقل عن خمسين آية من القرآن الكريم يومياً .
- الاستغفار عقيب كل ذنب ، بل بصورة دائمة كلما تذكر الانسان ذنباً .
- محاولة صيام يومين في الأسبوع إن كانت الظروف مساعدة .
- تقوية الإرادة بمخالفة النفس وعدم إعطائها مطالبها ، والتشديد عليها شيئاً فشيئاً من خلال وضع برنامج خاص لهذا الغرض .
- الإكثار من مطالعة الكتب التي تتحدث عن القيامة والحساب والبرزخ .
- الالتزام بقراءة دعاء كميل ، و قراءة مقاطع من دعاء أبي حمزة الثمالي .
- تجديد النظر في الأجواء و الصداقات التي تدفع بالإنسان إلى ارتكاب المعاصي والابتعاد عنها ومحاولة نسيان الماضي .