الأستاذ الدكتور / أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
الهاربون من النار
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا) (مريم:71) . والمؤمنون هناك يردون على النار ، يقتربون منها ، يدنون من هوائها ، يشعرون ببعض لفحاتها على البعد . ينادون سلم سلم . كان عبد الله بن رواحة واضعاً رأسه فى حجر امرأته ، فبكى فبكت ، قال : ما يبكيك ؟ قالت: رأيتك تبكى فبكيت. قال: إنى ذكرت قوله تعالى: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) (مريم:71) .فلا أدرى أنجو منها أم لا . وكان أبو ميسرة يقول: أخبرنا أنا واردوها ، ولم نخبر أنا صادرون عنها . ويبكى . وكان رجل كثير الهذر ، فقال له أخوه : هل أخبرت أنك وارد النار؟ قال: نعم . قال : هل أخبرت أنك صادر عنها ؟ قال لا . فقال : ففيما الضحك ؟!! فلم يُر ضاحكاً .
(ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) (مريم:72)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى بيت حفصة : “لا يدخل النار إن شاء الله أحد شهد بدراً والحديبية” (1) . قالت حفصة : أليس الله يقول: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) : فقال عليه الصلاة والسلام: (ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) (مريم:72) .
النجاة: وقال عليه الصلاة والسلام :”يرد الناس كلهم النار ثم يصدرون عنها بأعمالهم” (1) . وقال ابن مسعود : “ورودهم أى :قيامهم حول النار “ ، وهناك نجاة للتخفيف من هذا الموقف: “من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث لم تمسه النار إلا تحلة القسم” (2) . أى : قوله تعالى “ (كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا)
“من حرس من وراء المسلمين فى سبيل الله تبارك وتعالى متطوعاً لا يأخذه سلطان لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم” (3) .
“الحمى حظ كل مؤمن من النار” وقرأ: (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) (4) .
والخلاصة كما بين العلماء أن الورود هو المرور عليها ، ويقول عليه الصلاة والسلام : “الزالون والزالات يومئذ كثير ، وقد أحاط بالجسر يومئذ سماطان من الملائكة ، دعاؤهم سلم سلم” (1) .(ثُمَّ نُنَجِّى الَّذِينَ اتَّقَو) (مريم:72)
يخرجون حسب أعمالهم ، حتى لا يبقى فى النار من فى قلبه مثقال ذرة من إيمان ، ويخلد فيها الكافرون .
(وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) (مريم:72) .
الهاربون من النار
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة