الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
ذكر الله يحصن النفس من الشيطان ويحط الخطايا ويجلب النعم والفرح ويؤمن صاحبه من النفاق
جمع فى هذا البحث جانب عظيم من الأعمال الصالحة التى حث عليها النبى – صلى الله عليه وسلم – وبين أنها سبب للقرب من الله سبحانه، وسبب لمحو الخطايا والذنوب، وهدى النبى – صلى الله عليه وسلم – فى الحض على الالتزام بهذه الأعمال الصالحة:
أولًا: الذكر
الذكر أساس الاستقامة، وحصن للمؤمن من العصيان، وهفوات الشيطان، كما أنه مظهر من مظاهر صدق العقيدة، وسلامتها.
ومن الأحاديث النبوية التى جاءت تحض المسلم
- عن أبى هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ((مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ وَلَهُ الحمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ فى يومٍ مائةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلُ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مائةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مائةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِي، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ)) [أخرجه البخارى فى صحيحه( 3050)].
كيفية تحفيز الهمة فى باب الذكر
- أنّه حِرزٌ لصاحبه من الشيطان، وبدون الذِّكر فإن الشيطان يلازم الإنسان ملازمة الظِّلِّ.
- أنّه يجلُبُ لقلب الذَّاكر الفرَحَ والسرورَ والرَّاحةَ، ويورثُ القلبَ السكونَ والطُّمأنينةَ.
- أنه حياةُ القلب الحقيقية وهو قوتُ القلب والرّوح، فإذا فقده العبدُ صار بمنزلة الجسم إذا حيلَ بينَه وبين قوتِه، فلا حياةَ للقلب حقيقةً إلاّ بذكر الله.
- أنّه يحطُّ الخطايا ويُذهبُها، ويُنجّى الذّاكرَ من عذاب الله.
- أنّه غِراسُ الجنَّة، فالجنّة كما جاء فى الحديث الشريف قيعانٌ، وهى طيِّبةُ التُّربة، عذبة الماء، وغِراسُها ذكرُ الله.
- أنّه يكون نورًا للذَّاكر فى الدنيا، ونورًا له فى قبره، ونورًا له فى مَعَاده، يسعى بين يديه على الصِّراط، فما استنارَت القلوبُ والقبورُ بمثل ذكر الله تعالى..
- أنّه يوجبُ صلاةَ الله - عز وجل - وملائكتِه على الذّاكر، ومن صلَّى اللهُ عليه وملائِكتُه فقد أفلح كلَّ الفلاح، وفاز كلَّ الفوز.
- أنّ الذِّكر سببٌ لتصديق الرّبِّ - عز وجل - عبدَه، فإنّ الذَّاكرَ يُخبرُ عن الله تعالى بأوصاف كماله ونُعوت جلاله، فإذا أخبر بها العبدُ صدَّقه ربُّه، ومن صدّقه اللهُ تعالى لم يُحشَر مع الكاذبين، ورُجى له أن يُحشر مع الصّادقين.
- أنّ كثرةَ ذكره - عز وجل - أمانٌ من النِّفاق، فإنّ المنافقين قليلو الذِّكر لله عز وجل.
- أنّ الذَّاكرَ قريبٌ من مذكوره، ومذكورُه معه، وهذه المعيَّةُ معيَّةٌ خاصةٌ غيرُ معيَّة العلم والإحاطة العامّة، فهى معيَّةٌ بالقرب والولاية والمحبَّة والنُّصرة والإعانة والتَّوفيق.
- أنّ إدامته تنوبُ عن الطّاعات، وتقوم مقامها سواءً أكانت بَدَنيَّةً أم ماليّةً، أم بدنيَّةً ماليَّةً مثل حجِّ التَّطوُّع.
- أنّه جَالب للنِّعم، دافعٌ للنِّقم، فما استُجلِبت نعمة ولا استُدفِعت نِقمَة بمثل ذكر الله عز وجل.
ثانيًا : تلاوة القرآن
قراءة القرآن من أعظم الأعمال التى يقوم بها المؤمن، وقد ربط النبى – صلى الله عليه وسلم – بين قراءة القرآن وإحلال حلاله، وتحريم حرامه، وهذا يدل على ارتباط القراءة بالعمل، حتى يتحقق الهدف من تلاوة القرآن، وهو الاستقامة على منهاجه، وبهذا يتحقق الهدف من هذا الحض والتحفيز العظيم المتمثل فى عظم الثواب على قراءة القرآن.
ومن الأحاديث النبوية التى جاءت تحض على قراءة القرآن:
عن على بن أبى طالب – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ((مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ ؛ فَاسْتَظْهَرَهُ فَأَحَلَّ حَلَالَهُ، وَحَرَّمَ حَرَامَهُ أَدْخَلَهُ اللهُ بِهِ الجنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِى عَشْرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ)) [أخرجه الترمذى فى سننه (5/171)].
كيفية تحفيز الهمة فى تلاوة القرآن
- ربط النبى – صلى الله عليه وسلم – بين قراءة القرآن وعلو المكانة فى الآخرة.
- القرآن الكريم كنز للأحكام والأخلاق وفضائل الأعمال، وكل ما هو خير من الأعمال، ففى مداومة المسلم على قراءة القرآن تذكير دائم بالمنهج السوى للإسلام الذى يحمله القرآن بين جنباته.
- تلاوة القرآن طمأنينة للقلب، والقلب المطمئن هو أكثر القلوب إخلاصًا.
- قارئ القرآن لا يمل من قراءته رغم أنه يعيده مئات المرات وذلك تيسير من الله للذاكر، ووجه إعجازى من إعجاز القرآن الكريم .
ثالثًا : الإنفاق
الإنفاق والتصدق برهان على صدق إيمان العبد، وهو أكبر دافع لزيادة الحب والمودة بين المسلمين، والإنفاق هو صورة إعجازية عظيمة لشمولية الإسلام وعظمته.
ومن الأحاديث النبوية التى تحض المسلمين على الإنفاق، وتبين عظيم فضله نسوق ما يلى :
- عن أبى هريرة - رضى الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((قَالَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وَقَالَ: يَدُ اللهِ مَلْأَى، لَا تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيل والنَّهَارِ، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِى يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ))[ أخرجه البخارى فى صحيحه ( 4316)].
كيفية تحفيز الهمة فى النفقة
- استشعار المؤمن أن الصدقة تقع فى يد الله قبل أن تقع فى يده أمر يصنع المبادرة إلى الإنفاق فى قلب المؤمن بنفس راضية مطمئنة .
- تعلمنا السنة النبوية من باب التحفيز أن الله – سبحانه – ينمى الصدقات، ويربيها عنده كما يربى الإنسان فلوه، وهو إحساس بتنامى جزاء الصدقة، وهذا يحث النفس على الإنفاق.
- تحفز السنة الشريفة جانب التصدق عند المسلم، وذلك أنها سبب من أسباب وصول المؤمن إلى ظل عرش الرحمن عندما يخفى صدقته، فلا تعلم شماله ما تنفق يمينه.
- النفقة صلة من حكمتها أنها تقرب بين المسلمين، وتزيد تماسكهم، ولذلك كانت النفقة على القريب أعظم أجرًا.
- ربط النبى – صلى الله عليه وسلم – إنفاق العبد وصدقته بإنفاق الله عليه، هو حث على النفقة ما دامت خزائن الله ملأى لا تغيض.
- النفقة وجه من وجوه التوكل، وسلامة العقيدة فالعبد المنفق يعلم علم اليقين أن صدقته لن تنقص ماله، وأن رزقه فى السماء، وأن الله يجازى الصدقة بأضعافها .
- النفقة وجه من وجوه التكافل الاجتماعي، وسبب عظيم من أسباب المحبة بين المسلمين، لأن النفس مجبولة على حب من يحسن إليها .
رابعًا : طلب العلم
طلب العلم له مكانة عظيمة فى الإسلام، وترجع هذه المكانة إلى أن دوام واستمرارية وتجدد طب العلم هو حفظ وصون لهذه الشريعة الغراء، ومن الأحاديث التى تحض على طلب العلم :
- عن أبى هريرة - رضى الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ((مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجنَّةِ)) [أخرجه الترمذى فى سننه (2646)].
كيفية تحفيز الهمة فى طلب العلم
- عندما يعلم طالب العلم أنه حينما يسلك طريقًا يلتمس فيه علمًا ؛ فإنه يسلك طريقًا إلى الجنة، وهذا استدعاء لصورة الجزاء فى ذهن طالب العلم حتى يكون دائم الطلب، والاجتهاد فيه.
- من دوافع طلب العلم والحث على سلوك طريقه أن يعلم طالب العلم أنه فى طلبه يحظى بدعوة النبى – صلى الله عليه وسلم - وهى : ((نَضَّرَ اللهُ مَنْ سَمِعَ مَقَالَتِى هَذِهِ فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا)).
- ومن دوافع التحفيز أيضًا رفع مكانة طالب العلم حتى إن طالب العلم يعلم أن الملائكة تضع أجنحتها له.
- بيان رسالة العلم، وهى إصلاح العمل، والعبادة على بينة وهدى، وليس للمراء، ولا للجدال.
- حث النبى – صلى الله عليه وسلم – على المداومة فى طلب العلم، فطالب العلم لا يشبع، ولا يستغني.
خامسًا : الصبر
الصبر قرين اليقين، وبالصبر واليقين تنال الإمامة فى الدين، والذى لا يصبر على القضاء فإنه من السهل أن ينخلع عن دينه لأى شيء يعترض طريقه، ومن السهل أن يتخلى عن دينه عند حلول النوائب ، ولذلك قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: [فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ][الروم : 60] .
ومن الأحاديث التى جاءت تحض على الصبر :
- عن شداد بن أوس – رضى الله عنه – عن النبى – صلى الله عليه وسلم - قال الله - تعالى - : ((إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِى مُؤْمنًا؛ فَحَمِدَنِى وَصَبَرَ عَلَى مَا بَلَيْتُهُ، فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الخطَايَا، وَيَقُولُ الرَّبُّ - عَزَّ وَجَلَّ - للحَفَظَةِ : إِنِّى أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِى هَذَا، وَابْتَلَيْتُهُ فَأَجْرُوا لَهُ مَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ لَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مِنَ الأَجْرِ وَهُوَ صَحِيحٌ))[ أخرجه أحمد فى مسنده ( 17159)].
كيفية تحفيز الهمة فى الصبر
- استشعار المؤمن أن البلاء هو علامة الحب من الله – تعالى – هو دافع قوى على الصبر، فقد بين النبى – صلى الله عليه وسلم – أن الله – سبحانه – إذا أحب قومًا ابتلاهم.
- فى قول النبى – صلى الله عليه وسلم – أن المبتلى سبقت له من الله المنزلة، هو نوع من التحفيز، وإشاعة الرضا فى قلب المبتلى.
- ولأن الصبر على الظلم من أشد الأمور على النفوس، فقد أقسم النبى – صلى الله عليه وسلم – أنه ما ظلم عبدٌ مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزًّا .
سادسًا : صلة الرحم
تحث السنة على التواصل والتآلف، ويحرم التقاطع والتهاجر، أو ما يجر إليه بين المسلمين، ولذلك أمر الله بصلة الرحم، وحذر من قطعها، وأمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم ورغب فيها، وأخبر أنها سبب لطول العمر وسعة الرزق.
ومن الأحاديث النبوية الكريمة التى تحض المسلمين على صلة الرحم:
عن أنس بن مالك - رضى الله عنه – قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ((مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِى رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)) [أخرجه البخارى فى صحيحه ( 1925)].
كيفية تحفيز الهمة فى صلة الرحم
- إن وصف الرحم بأنها معلقة بالعرش تنادى : من وصلنى وصلته، ومن قطعنى قطعته فى حديث النبى – صلى الله عليه وسلم – يعد تحفيزًا قويًّا على مسارعة المؤمن إلى صلة رحمه، والبعد عن قطيعتها؛ لأن الجزاء من جنس العمل.
- ربط النبى – صلى الله عليه وسلم – بين صلة العبد لرحمه، وصلة الله – سبحانه – له، هو رفع لمكانة الجزاء فى مقابل العمل، وهو حافز قوى للمؤمنين فى اتجاه التواصل مع أرحامهم.
- كما أن النبى – صلى الله عليه وسلم – ربط بين صلة الرحم، وبين شيء أثير للنفوس، وهو بسط الرزق فى الدنيا، وهذا يعد تحفيزًا أيضًا لصلة المرء رحمه .
سابعًا: بر الوالدين
بر الوالدين أفضل الأعمال، وأقرب الأعمال إلى الجنة، وأحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الصلاة, التى هى أعظم دعائم الإسلام.
ومن الأحاديث التى جاءت مرغبة فى بر الوالدين:
- عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ البَابَ أَوِ احْفَظْهُ)) [أخرجه الترمذى فى السنن برقم (1900)].
كيفية تحفيز الهمة فى بر الوالدين
- تشبيه النبى – صلى الله عليه وسلم – الوالد بأنه أوسط أبواب الجنة، يعد دافعًا قويًّا لبر الوالدين، فمن من المؤمنين لا يرغب فى دخول الجنة كما أن النبى – صلى الله عليه وسلم – شبه الوالد بأنه أوسط أبواب الجنة، وفى ذلك حافز قوى كأن بر الوالدين هو الباب الذى يدخل منه المؤمن الجنة .
- فى حديث آخر عن معاوية بن جاهمة السلمى أن جاهمة – رضى الله عنه - جاء إلى النبى - صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك؛ فقال: ((هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الجنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا))[ أخرجه مسلم فى صحيحه رقم (2552)].
وهذا حافز للتواضع مع الوالدين، وخفض الجناح لهما. كأن النبى – صلى الله عليه وسلم – يقول لك: الزم رجلى والدتك، وكن ذليلًا لديها، وذلك من عظم حقها عليك .
حث النبى – صلى الله عليه وسلم – على مداومة البر، وأن البر لا ينقطع بموت الأب والأم، بل من برهما أن يصل أهل ودهما، وفى ذلك دافع قوى للملازمة للبر والدوام عليه.
ثامنًا: إفشاء السلام
إفشاء السلام معلم شرعى من شرائع الإسلام، ورابط إيمانى من روابط الإيمان، وواجب اجتماعى من حقوق المسلمين على بعضهم، وفيه من الخير والحسنات ما جعله الشرع طريقًا إلى رضوان الله وجنته.
ومن الأحاديث الشريفة التى جاءت تبين فضل إفشاء السلام:
- عن عمران بن الحصين - رضى الله عنهما - قال: جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِى – صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ النَّبِى - صلى الله عليه وسلم - ((عَشْرٌ)) ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ، فَقَالَ : (( عِشْرُونَ)) ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ، فَقَالَ: ((ثَلَاثُونَ)) [أخرجه أبو داود فى سننه (4521)].
كيفية تحفيز الهمة نحو إفشاء السلام
- بين النبى – صلى الله عليه وسلم – أن إفشاء السلام باب من أبواب مضاعفة الحسنات.
- بين النبى – صلى الله عليه وسلم – أن إفشاء السلام من الأعمال التى تقود المؤمن إلى دخول الجنة.
- السلام تطهير من الضغائن والأحقاد والكراهية بين الناس.
تاسعًا : قضاء حوائج المسلمين
يزيد قضاء الحوائج الناس من المحبة بين المؤمنين، ويزيل التشاحن والتباعد بينهم، ولذلك فهو مجال لتطهيرالمجتمع المسلم من أسباب التقاطع، وزرع للحب بين أفراده .
ومن الأحاديث الشريفة التى جاءت تبين الأجر العظيم لقضاء الحوائج:
- عن عبد الله بن عمر - رضى الله عنهما – أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِى حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِى حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ))[ أخرجه البخارى فى صحيحه (2262)].
كيفية تحفيز الهمة فى قضاء حوائج المسلمين
- وضع الله لقضاء الحوائج الجزاء من جنس العمل، فمن فرج عن مسلم كربة فى الدنيا، فرج الله عنه كربة يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة، ولا شك أن هذا يعد أكبر دافع لتأصيل هذا الخلق بين المسلمين .
إخبار النبى – صلى الله عليه وسلم – أن فعل المعروف بين الناس يقى مصارع السوء، فجعل النبى – صلى الله عليه وسلم – الوقاية من شيء تخشاه النفس، وتجتهد فى تجنبه، فى مقابل فعل المعروف والخير للناس.
يبين النبى – صلى الله عليه وسلم – الجزاء العظيم فى مقابل كل عمل مما يعد تحفيزًا للمؤمن للمسارعة إلى فعل هذا الفعل.
إن بيان الجزاء فى مقابل العمل من أعمال التعاون والمعروف لهو أكبر دافع للمؤمن للقيام بهذا العمل، إذ المؤمن لا يغيب عنه الجزاء، وهو يقوم بهذا الفعل.
عاشرًا: النصح للمسلمين
أصلُ النّصح هو الخُلوص والصَّفاء والصِّدق وعدمُ الغِشّ، ولذَا كان لِزامًا على كلّ مجتمعٍ مسلِم أن يجعلَ لهذهِ الشّعيرةِ محلاً واسعًا فى حياتِه، واهتمامًا بَالغًا لا يَقِلّ مستوًى عن الاهتمام بالجوانِبِ الصحيّة والأمنيّة.
وقد وردت أحاديث عديده تبين مكانة النصح بين المسلمين فى الإسلام، منها :
- عن جرير بنِ عبد الله - رضى الله تعالى عنه - قال: ((بَايَعتُ النبى – صلى الله عليه وسلم - عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحٍ لِكُلِّ مُسْلِمٍ)) [أخرجه البخارى فى صحيحه (57)، ومسلم فى صحيحه (56)].
كيفية تحفيز الهمة فى النصح للمسلمين
- جعل الله النصح للمسلمين وللكتاب والسنة سببًا فى دخول الجنة لا يصد المؤمن عنه.
- شبه النبى – صلى الله عليه وسلم – المؤمن بالمرآة التى يرى أخوه المؤمن نفسه بخطئه وصوابه.
- النّصحَ بَينَ المسلِمين أفرادًا ومجتَمعًا يُعدُّ علامة من علامات الصّلاح والإصلاح.
- النَّقدُ الموجَّه والنُّصح الهادِف الموافِقان لمرادِ الله ومرادِ رَسولِه هما لبِنتَان من
النفقة من وجوه التكافل الاجتماعي وسبب عظيم من أسباب المحبة بين المسلمين لأن النفس مجبولة على حب من يحسن إليها
ذكر الله يحصن النفس من الشيطان
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة