صفات الحج المبرور

روائع الفتح
طبوغرافي

الأستاذ الدكتور / أحمد عبده عوض

الداعية والمفكر الإسلامى

 maxresdefault

المتمتع عليه دم .. وللمرأة أن تحرم فـى ملابس لازينة فيها

لقد جعل الله سبحانه وتعالى البيت الحرام بيتًا ومصلى تشد إليه الرحال؛ ليجتمع المسلمون أمام كعبة واحدة وفى بيت واحد يجمعهم مقصد واحد مبتهلين بلغة واحدة، وكلمات “ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ، لاَ شَرِيكَ لَكَ “ دخل موسم الحج.. واستعد الرجال والنساء للرحيل، ولكن هناك الكثير من الأسئلة الحائرة في رؤوسهم، التي تحتاج إلى إجابات وفتاوى تبين لهم صحيح الدين وتؤازرهم في رحلتهم لحج بيت الله تعالى.

ومن هنا كانت لجريدة الفتح اليوم هذا الحوار مع فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض، الداعية والمفكر الإسلامي، ليجيب على تساؤلات الكثير من عمار بيت الله تعالى.

إذا أحرم الحاج من الميقات و نسي أن يقول: لبيك عمرة متمتعًا لها إلى الحج فهل يكمل نسكه متمتعًا، وماذا عليه إذا تحلل من عمرته، ثم أحرم بالحج من مكة؟

المعتمر5

- إذا نوى العمرة عند إحرامه ولكن نسى التلبية وهو ناوٍ لها ؛ فحكمه إن لبى يطوف ويسعى ويقصر ويتحلل، وتشرع له التلبية فى أثناء الطريق فلو لم يلب فلا شيء عليه؛ لأن التلبية سنة مؤكدة فيطوف ويسعى ويقصر ويجعلها عمرة؛ لأنه ناو لأداء عمرة، أما إن كان فى الإحرام ناويًا حجا والوقت أمامه واسع فإن الأفضل أن يفسخ حجه إلى عمرة فيطوف، ويسعى ويقصر.. والحمد لله يكون حكمه حكم المتمتعين.

ما حكم من حج عن والدته، وعند الميقات لبى بالحج ولم يلب عن والدته؟

- ما دام قصده الحج عن والدته، ولكن نسى فإن الحج يكون لوالدته

ما حكم إحرام المرأة فى الشراب والقفازين، وهل يجوز لها خلع ما أحرمت فيه؟

-الأفضل لها إحرامها فى الشراب أو المداس وهذا أفضل لها وأستر، وإن أحرمت فى شراب، ثم خلعته كفى ذلك.. وإن أحرمت فى شراب ثم خلعته فلا بأس كالرجل يحرم فى نعلين ثم يخلعهما إذا شاء لا يضره ذلك، لكن ليس لها أن تحرم فى قفازين، لأن المحرمة منهيَّة أن تلبس القفازين، وهكذا النقاب لا تلبسه على وجهها، ومثله البرقع ونحوه ؛ لأن الرسول نهى عن ذلك، لكن عليها أن تسدل خمارها أو جلبابها على وجهها عند وجود رجال غير محارمها وهكذا فى الطواف والسعى لحديث عائشة عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: “كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا، وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا، أَسْدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا، فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ” ويجوز للرجل لبس الخفين ولو غير مقطوعين على الصحيح.

المعتمر 3

هل نية الإحرام فى التلفظ باللسان، وما صفتها إذا كان الحاج يحج عن شخص آخر؟

- النية محلها القلب، وصفتها أن ينوى بقلبه أنه يحج عن فلان أو عن أخيه أو عن فلان بن فلان.. وهكذا تكون النية، ويستحب مع ذلك أن يتلفظ فيقول، اللهم لبيك حجًا عن فلان أو لبيك عمرة عن فلان عن أبيه، أو عن فلان بن فلان حتى يؤكد ما فى القلب باللفظ. وعمله فى أعمال الحج بالنيابة عن شخص آخر يكون مثل ما يفعل عن نفسه يلبى مطلقًا، ويكرر التلبية مطلقًا من غير حاجة إلى ذكر فلان كما يلبى عن نفسه، كأنه حاج عن نفسه، لكن إذا عيَّنه فى النسك الأول يكون هذا أفضل، والمقصود أنه يُلبى كما يُلبى عن نفسه من غير ذكر أحد إلا فى أول النسك فمثلا يقول : لبيك اللهم حجًّا عن فلان، أو عمرة عن فلان، أو لبيك عمرة وحجًّا عن فلان، وهذا هو الأفضل عند أول ما يحرم مع النية.

ما حكم من قدم إلى مكة فى عمل أو مهمة، ثم حصل على فرصة الحج، فهل يُحرم من مكانه أو يخرج إلى الحل؟

- إذا قدم إلى مكة، ولم ينوِ الحج ولا العمرة، وإنما قدم لحاجة من الحاجات كزيارة قريب أو عيادة مريض أو تجارة، ثم بدا له أن يحج أو يعتمر، فإنه يحرم من مكانه بالحج سواء أكان داخل مكة أم بضواحيها، أما إذا كان أراد العمرة فإنه يخرج إلى الحل بالتنعيم أو الجعرانة أو غيرهما. وإذا كان أراد العمرة فإن السنة بل الواجب أن يخرج إلى الحل كما أمر النبى صلى الله عليه وسلم عائشة لما أرادات العمرة أن تخرج إلى التنعيم، وأمر عبد الرحمن أخاها أن يخرج بها إلى الحل بالتنعيم أو غيره.

ما حكم من يشعر بخروج مذى أو قطرات من البول أثناء الإحرام، وكذلك عند خروجه إلى الصلاة؟

- الواجب على المؤمن إذا علم هذا أن يتوضأ إن كان الوقت وقت صلاة وأن يستنجى من بوله، ويستنجى من المذى، والواجب فى المذى أن يغسل الذكر والأنثيين، أما البول فيغسل طرف الذكر الذى أصابه البول، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة إذا كان وقت الصلاة.

ما حكم من كان فى منى قبل يوم التروية، هل يدخل ويحرم من مكة أو يحرم من منى؟

- القائم فى منى شرع له أن يحرم من منى ولا حاجة له بالدخول إلى مكة، بل يلبى من مكانه بالحج إذا جاء وقته.

* هل للمتمتع وقت محدود يتمتع فيه؟ وهل له أن يحرم بالحج قبل يوم التروية؟

- نعم الإحرام بالتمتع له وقت محدود، وهي أشهر ( شوال، وذو القعدة والعشر الأول من ذى الحجة )، وهذه أشهر الحج، فليس له أن يحرم بالتمتع قبل شوال ولا بعد ليلة العيد، ولكن الأفضل أن يحرم بالعمرة وحدها فإذا فرغ منها أحرم بالحج وحده، وهذا هو التمتع الكامل، وإن أحرم بهما جميعًا سُمى متمتعًا و سمى قارنًا، وفى الحالتين عليه دم يسمى دم التمتع، وهو ذبيحة واحدة تجزئ فى الأضحية أو سبع بدنة أو سبع بقرة ؛ لقوله تعالى: {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة:196]، فإن عجز صام عشرة أيام، ثلاثة أيام فى الحج، وسبعة إذا رجع إلى أهله والمدة غير محددة كما تقدم، فلو أحرم بالعمرة فى أول شوال، وحل منها صارت المدة بين العمرة وبين الإحرام بالحج طويلة إلى ثامن ذى الحجة، فالأفضل أن يحرم بالحج فى ثامن ذى الحجة كما أحرم أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم بأمر النبى، ويسميه بعض الناس “وادى محرم”، فيحرم من ذلك لحجته أو عمرته أو بهما معا، والأفضل إذا كان فى أشهر الحج أن يحرم بالعمرة، فيطوف لها ويسعى ويقصر ويحل، ثم يحرم بالحج فى وقته، وإن كان مر على الميقات فى غير أشهر الحج مثل “ رمضان أو شعبان” أحرم بالعمرة فقط، هذا هو المشروع. أما إن كان قدم لغرض آخر لم يرد حجًّا ولا عمرة إنما جاء لمكة للبيع أو الشراء أو لزيارة أقاربه وأصدقائه أو لغرض آخر ولم يرد حجًّا ولا عمرة، فهذا ليس عليه إحرام على الصحيح، وله أن يدخل بدون إحرام، هذا هو الراجح فى قول العلماء، والأفضل أنه يحرم بالعمرة ليغتنم الفرصة.

المعتمر 2

هل يجوز للمرأة أن تحرم فى أى الثياب شاءت؟

- نعم تحرم المرأة فيما شاءت، فليس لها ملابس مخصوصة فى الإحرام كما يظن بعض العامة، لكن الأفضل أن يكون إحرامها فى ملابس عادية غير لافتة للنظر لا زينة بها تلفت الأنظار أو بهرجة. أما الرجل فالأفضل أن يحرم فى ثوبين أبيضين { إزار ورداء } وإن أحرم فى غير أبيضين فلا بأس و لكنها السُنة النبوية.

متى يُحرم الحاج والمعتمر القادم عن طريق الجو؟

- القادم عن طريق الجو أو البحر يحرم إذا حاذى الميقات مثل صاحب البر، ومن الجائز أن يحرم فى الجو أو البحر قبل الميقات بقليل إذا خشى سرعة الطائرة أو الباخرة.

من كان سكنه دون المواقيت فمن أين يحرم؟

- من كان دون المواقيت أحرم من مكانه مثل أهل أم السلم، وأهل بحرة يحرمون من مكانهم، وأهل جدة يحرمون من بلدهم لقوله.

من أى مكان يحرم الحاج يوم التروية؟

- يحرم من منزله كما أحرم أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم من منازلهم فى الأبطح فى حجة الوداع بأمر النبى صلى الله عليه وسلم وهكذا من كان فى داخل مكة يحرم من منزله.

ما حكم من نوى بالحج قادمًا من أحد البلدان، وهبطت الطائرة فى مطار جدة ولم يحرم فأحرم من جدة فماذا عليه؟

- إذا هبطت الطائرة فى جدة وهو من أهل الشام أو مصر فإنه يحرم من رابغ، يذهب إلى رابغ ويحرم منها، ولا يحرم من جدة، وهكذا لو جاء من نجد ولم يحرم حتى نزوله إلى جدة، فإنه يذهب إلى السيل وهو “وادى قرن”، فيحرم منه، فإذا أحرم من جدة ولم يذهب، فعليه دم شاة واحدة تجزئ فى الأضحية يذبحها فى مكة للفقراء أو سُبع بدنة أو سبع بقرة ؛ جبرًا لحجته أو عمرته.

ما حكم من نوى الحج بالإفراد ثم بعد وصوله إلى مكة قلبه تمتعًا، فأتى بالعمرة ثم تحلل منها، فماذا عليه، ومتى يحرم بالحج ومن أين؟

- هذا هو الأفضل لمن قدم للحج أو للحج والعمرة معا، فإن الأفضل أن يجعلها عمرة، وهذا ما أمر به النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه لما قدموا، فبعضهم كان قارنا وبعضهم مفردا بالحج، ولم يكن معهم هدي، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فطافوا وسعوا، وقصروا وتحللوا إلا من كان معه هدي، فإنه بقى على إحرامه. فالمقصود أن من جاء مكة محرمًا بالحج وحده أو بالحج والعمرة معا، وليس معه هدي فإن السُنة أن يفسخ إحرامه إلى عمرة، فيطوف ويسعى، ويقصر ويتحلل بالحج فى وقته ويكون متمتعًا وعليه دم التمتع.

المعتمر 4

ما حكم من نوى بالحج متمتعًا، وبعد الميقات ما نوى ولبى بالحج مفردًا، فهل عليه هدى؟

- إن نوى قبل وصوله إلى الميقات أنَّه متمتع، وبعد وصوله إلى الميقات غير نيته، وأحرم بالحج وحده فهذا لا حرج فيه، أما إن كان لبى بالعمرة والحج معا من الميقات أو قبل الميقات، ثم أراد أن يجعله حجًّا فليس له ذلك، ولكن لا مانع أن يجعله عمرة، أما أن يجعله حجًّا فلا يجوز ؛ لأن الإقران لا يُفسخ إلى حج، ولكن يُفسخ إلى عمرة لأنه أرفق بالمؤمن وهذا ما أمر به النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه فإذا أحرم بهما معا من الميقات وأراد أن يجعله حجًّا مفردًا فليس له ذلك ولكن له أن يجعل ذلك عمرة مفردة وهو الأفضل له، فيطوف ويسعى، ويقصر ويتحلل ثم يلبى بالحج بعد ذلك فيكون متمتعًا.

ما حكم من أحرم بالحج والعمرة قارنًا، وبعد العمرة حل الإحرام هل يعتبر متمتعًا؟

- نعم إذا أحرم بالحج والعمرة قارنًا ثم طاف وسعى، وجعلها عمرة يسمى متمتعا وعليه دم التمتع.

ما حكم من حج، وهو تارك للصلاة سواء أكان عامدًا أم متهاونًا، وهل تجزئه عن حجة الإسلام؟

- من حج وهو تارك للصلاة، فإن كان جحد لوجوبها كفر إجماعًا ولا يصح حجه، أما إن كان تركها تساهلاً وتهاونًا، فهذا فيه خلاف بين أهل العلم : فمنهم من يرى صحة حجه، والصواب أنه لا يصح حجه أيضًا لقول النبى صلى الله عليه وسلم فعن عَبْد اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: “ الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ “

النار 2

هل ركعتا الطواف خلف المقام تَلْزَمُ لكل طواف وما حكم من نسيها؟

- لا تلزم خلف المقام، وتجزئ ركعتان فى أي موضع بالحرم، ومن نسيها فلا حرج عليه؛ لأنها سنة ليست واجبة.

ما حكم من أخَّر طواف الإفاضة إلى طواف الوداع، وجعله طوافًا واحدًا بنية طواف الإفاضة والوداع معا. وهل يجوز أن يؤدى طواف الإفاضة ليلاً؟

- لا حرج فى ذلك إذا طاف عند السفر بعد أعمال الحج، كما أن طوافه للإفاضة يكفيه عن طواف الوداع، والمقصود أن -طواف الإفاضة يكفى وحده عن طواف الوداع إذا كان عند الخروج وإن نواهما جميعًا فلا حرج فى ذلك، ويجوز أن يؤدى طواف الإفاضة وطواف الوداع ليلاً ونهارًا.

هل طواف الوداع واجب فى العمرة؟

- طواف الوداع ليس بواجب فى العمرة ولكن فعله أفضل، فلو خرج ولم يودع فلا حرج.