سبحان الله والحمد لله.. كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان محببتان للرحمن ..والتسبيح يلزم كل مقر مؤمن أن له خالق تسبيحه تقديس وتنزيه .. وجاء فيها سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم سبحان الله تسبيح الله ثبات للعقل وراحة للفكر ..وتنزيه من القيود .. وركون لقدرة الله التى تحدّ فلا كيف ولا كمّ ولا آن ولا مكان ..عند التسبيح كل القياس يقف عند حده. فقدرته عز وجل لا تُحد.
والقيام على التسبيح يقيم المسبح فى عبودية لله بصدق افتقار وتذلل إنابة وتدبر وتفكر في الآلاء والعطاء يجعل التسبيح عدة وعتاد ونهج ومنهاج من تدبر فرده التدبر للحميد المجيد، وتفكّر فأيقن أن لله فى خلقه آلاء وآيات شملت الأفلاك والأبراج والشموس والكواكب والمجرات، وما غابت عن الخلايا الحية فى كل الكائنات وهي حجة تامة في كل الذرات، فتركيب الذرة هو تركيب المجرة.. فهل يسع المدرك لها سوى التسبيح لمن خلق فسوى وقدر فهدى (وأخرج المرعى) أخرج المرعى فالأرض والحب والماء والشمس والهواء في قبضة وقدرة الله بمثابة أن المرعى موجود تام كامل بها. يخرجه الله من فضله بأمره وأخرج المرعى.. سبحان الله..
والمرعى مصدر لكل نعم الإطعام نبات وطيور وحيوانات، فاكهة وخضر وحب.. الأصل في ترتيبها وتسلسلها من أخرج المرعى، فهل من باب سوى سبحان الله العظيم؟ وهل من إقرار سوى الحمد لله؟ باب التقديس والإجلال بالتسبيح له ولا يكون إلا له، وباب الإقرار والاعتراف بالحمد لله، ولا يحمد سواه. فالحمد والتسبيح لا يكونا إلا لله.
وتأخذنا الحجة إلى غايتها فينا . فيقول سبحانه: (وفى أنفسكم أفلا تبصرون)، وهنا نعايش غاية الأمر ومنتهاه التوحيد . التفريد الشهادة أصل الأمر وغاية العقيدة الإسلامية تعقد بالقلب . من أقرها لسانه لا ينفيها عنه ولو كان خالدا سيف الله.. تأمل من قالها بلسانه لا يملك صحابي نفيها عنه.. هذا عن نطقها باختيار الناطق، أما حجة الله أن كل إنسان فرده في خلقته بالإبهام بشعاع هالته الضوئية ..بأحماضه الخفية فيه، وحده من خلقه لإطلاق القدرة وكمال الحجه ... وحدك ماخلق .. فكيف يشرك من خلق متفردا موحدا؟ (إن الشرك لظلم عظيم).
التوحيد أصل الخلقة.. والفطرة لا تقبل سواه .. بل لا يوجد بها سواه فكيف تنكر أو تشرك أو تغفل عن قداسة توحيده أو تجعلها لغير القلب حيث أخبر النبي أن موطن التوحيد القلب .. القلوب بين أصبعين من أصابع المعبود.. فكيف يوضع في القلب سواه سبحانه؟ والقلوب هي قوام نبض الحياة وموطن توحيد الله.
والعبادات تكليف العلي لمن وحده وفى مجملها أمر لله بفعل وحجته الشهيق به نحيا وأمر الله لا تفعل وحجته الزفير له نخرج ونعبد، والشهيق والزفير شقا النفس الواحد وحدة الحياة، فالحياة أنفاس معدودة في أماكن محدودة والتوحيد الأصل والغاية للنجاة وبه يغفر الله ولو مثل الأرض خطايا.
وعلى الأنفاس تقوم الحياة وفيها حجة الطاعة لله .. والطاعة تكليف فى تكريم .. وجهاد فى نعيم .. وراحة.. كم أخبر وأمر الرسول الكريم بلال.. أرحنا بها يا بلال.
والسلامة والوقاية والحصن بالحذر مما يفسد العقيده ويبطل العمل ويمنع النعيم ويبطر بالنعم وهو الكبر وبناء الأجساد قائم على الاشتهاء والشهية من اسمها تمتع، فكيف بها وهي اشتهاء وهناء وشفاء وبها الجسد النمو والبناء.
بقلم: ممدوح السباعي