من الحياة.. ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه

روائع الفتح
طبوغرافي

في إحدى المحاضرات الدينية التي تضم عددا كبيرا جداً من الطلاب من كل مكان حول العالم، كان العالِم يتحدث عن القرآن الكريم وعظمته ومدى دقته وما يحمله من فصاحة لغوية عجيبة، لدرجة أنه لا يمكن أبداً ان يستبدل أي شخص كلمة مكان كلمة في القرآن ولو حدث ذلك لتغير المعنى تماماً، وكان يضرب لذلك لعدة أمثلة . وبينما كان الشيخ مستمراً في حديثه عن القرآن الكريم، قام أحد الطلاب العلمانيين قائلاً: أنا لا أؤمن بذلك تماماً، فهنالك العديد من الكلمات في القرآن التي تدل علي ركاكته وعدم بلاغته علي الإطلاق، تعجب الجميع من كلام هذا الشاب، فردّ الشيخ في ثقة بالغة قائلا: هل لك أن تأتيني بمثال واحد يدل علي كلامك، فقال الشاب علي الفور: في الآية التي تقول، قال تعالي : ((ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه)) لمَ قال القرآن هنا "رجل" وكان الأصح أن يقول "بشر"؟، فجميع البشر لا يملكون إلا قلبا واحدا بجوفهم سواء كانوا رجالاً أو نساء، فالرجال لا يختصون بهذه الصفة وحدهم، وبهذا يكون القرآن قد أخطأ في هذا الموضع . في هذه اللحظة ساد صمت رهيب بالقاعة، والجميع في دهشة متعجبين من قول الشاب ينتظرون رد الدكتور بإجابة مقنعة، وبدأ الجميع يفكر في نفسه.. فعلاً كلام الطالب صحيح، فلا يوجد بجوف الإنسان إلا قلب واحد سواء كان رجلا أو امرأة، فلم قال الله عز وجل في هذا الآية رجل ولم يقل بشر أو إنسانا؟، أطرق الشيخ برأسه قليلاً يفكر بهذا السؤال وهو يعلم بداخله أنه إن لم يردّ على سؤال الطالب سيسبب هذا فتنة كبيرة في قلوب الطلاب قد تؤدي إلى تغيير معتقداتهم، فكّر الدكتور كثيرًا حتى وجد الإجابة التي تحمل إعجازا علميا باهرا مستحيل التوصل إليه إلا بالتأمل والإيمان التام بالله عز وجل وبآياته وقدرته . ابتسم الدكتور في ثقة وقال للطالب : نعم.. إن الرجل هو الوحيد الذي من المستحيل أن يحمل قلبين في جوفه ولا يمكن أبداً أن يتم استخدام كلمة بشر في هذا الموضع، لأن كلمة بشر تحتمل أحد الجنسين، والمرأة قد تحمل قلبين في جوفها وذلك إذا حملت، فيصبح بجوفها قلبها وقلب الطفل الذي بداخلها .. فانظروا إلى معجزة الله عز وجل التي أنزلها علي نبينا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم بالأرض، فكل آية في كتاب الله هي معجزة بكل معنى الكلمة فالله لا يضع كلمة إلا لحكمة ربانية يعلمها هو، ولو استبدلت كلمة مكان كلمة لاختلف المعنى فسبحان ربي العظيم .