الغذاء المتوازن بوابة الصحة لأطفال المدارس

صحة وجمال
طبوغرافي

الدكتورة / لمياء لطفى

مدرس التغذية

دكتورة لمياء لطفى _جريدة الفتح اليوم
الغذاء هو أهم متطلبات الإنسان ويلعب دورًا فى دعم القدرة على التركيز والقدرات الذهنية الأخرى، وقد جعله الله تعالى متوفرًا حولنا فى أشكال كثيرة لا حصر لها وأنواع لا تنتهي، ولكنها فى النهاية مجموعة ثابتة من العناصر تسمى العناصر الغذائية الأساسية التى نعلمها جميعًا وهى الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون، الفيتامينات، المعادن والماء. ولكل من هذه العناصر فائدة تمنحها لجسم الإنسان ولكن إذا حدث نقص فى أحد هذه العناصر فإنه يؤدى إلى حدوث العديد من الأمراض، والأطفال يحتاجون الغذاء كوقود الحياة يمد أجسامهم الصغيرة بالعناصر الغذائية الضرورية للنمو وبناء الأنسجة وصيانتها.

والتغذية السليمة ما هى إلا سبيل لتحقيق التوازن الغذائى فى الجسم المراد بناؤه جيدًا لقيامه بالوظائف والنشاطات الحيوية بكفاءة عالية ولمقاومة العدوى والمرض والتمتع بصحة جيدة. وقد أوضحت العديد من الدراسات الغذائية التى أجريت على تلاميذ المدارس أن فقر الدم الناتج عن نقص الحديد يعد من أكثر الأمراض انتشارًا بين أطفال المدارس وهو ما يسبب بالتبعية قلقًا وضعفًا وإجهادًا للطفل ناتجًا عن قلة تناول الأغذية الغنية بالحديد والبروتين، وكذلك المواد التى تزيد من امتصاص الحديد من الأمعاء مثل V.C وV.E  وله دوره البارز فى تقوية الجهاز المناعي.

ومن أهم المشكلات الغذائية التى يعانى منها أطفالنا فى المدارس: أن الطفل قد لا يتمكن من تناول وجبة الإفطار التى تمده بحوالى 30% من الطاقة اليومية، والتى تساعده على الاستيعاب والفهم والتحصيل الدراسي، لذلك يمكن للأم أن تهتم بإعداد الإفطار لأولادها قبل وقت كافٍ من الذهاب للمدرسة بطريقة سهلة مراعية لعنصرى التنوع والإبهار لجذب أطفالها إلى مائدة الإفطار. ويصبح الطفل بعد تناول وجبة الإفطار هادئًا يملك كذلك القدرة على التركيز والطاقة الكافية لبدء يومه الدراسى بشكل أفضل. ولا داعى للإلحاح على أن تكون وجبة الافطار فى المنزل قبل الذهاب إلى المدرسة، لأن بعض الأطفال لا يشعرون بالجوع فور استيقاظهم صباحًا، وإنما بعد مرور مدة زمنية معينة، كما يمكن أن تقدم للطفل مشروبًا دافئًا أو فاترًا يحتوى على اللبن أو تقديم طعام خفيف كحبوب الإفطار خاصة القمح الكامل.

وعندما يذهب الطفل إلى المدرسة، يحصل على المصروف اليومى أو حرية الشراء بلا رقيب، لذلك فإن تغذية الطفل فى فترة المدرسة مسئولية مشتركة بين المنزل والمدرسة. فلا بد من تعليم الطفل فى المدرسة القواعد الأساسية للتغذية السليمة بطريقة بسيطة ومسلية, مع المواد الدراسية الأخرى وتصميم لوحات إرشادية فى المدارس وداخل الفصول توضح أهمية تناول الإفطار بالمنزل, لضرورة هذه الوجبة فى إمداد الجسم باحتياجاته أثناء اليوم المدرسي, وفى المساعدة على رفع القدرة على الفهم والاستيعاب. وأيضًا تدعيم المناهج الدراسية بأهمية الصحة الشخصية؛ كغسل الأيدى قبل الأكل وبعده, وبعد الخروج من الحمام, وعلى عدم شراء الأطعمة من الباعة الجائلين مما يقى من الإصابة بالأمراض الطفيلية والمعوية التى تسبب سوء التغذية.

وأخيرًا يراعى أن يشتمل غذاء الطفل على سلّة صحية مليئة بكل ما يحتاجه جسمه الصغير من المواد الأساسية، فمثلا الخبز أو البسكويت أو الكورن فليكس لإمداد الطفل بالألياف، والألبان ومنتجاتها مثل الجبن لمصدر للبروتينات، والمربّى أو العسل كمصدر للسكريات فالطفل يحب الأطعمة الحلوة غالبًا، بالإضافة إلى الخضراوات كالطماطم أو الخيار أو الجزر أو الخس، وثمرة فاكهة مثل الجوافة أو البرتقال أو التفّاح أو الكمّثرى أو الموز أو الخوخ أو كيس صغير من الفاكهة المجفّفة، ويفضّل أكل الفاكهة بقشرها لفائدتها واحتوائها على الألياف ولإمداده بالسكر البسيط سهل الامتصاص.. وبهذا نعتنى بصحة أطفالنا، ونأخذ بأيديهم إلى صحة أفضل وفهم أكيد، فالعقل السليم فى الجسم السليم.