حذر خبراء التغذية من شراء الألبان المغشوشة حذر خبراء التغذية من شراء الألبان المغشوشة والتى يضاف إليها مادة الفورمالين التى تُستخدم فى حفظ الجثث، وبودرة السيراميك،والنتيجة تكون الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي
ويرى مواطنون أن اللبن السايب أضمن بكتير من المُعلب، خصوصاً “أننا بنعرف نطبخ به “ هذا التصور الدارج بين العامة جعل موزعى الألبان فى مصر، يتفننون فى الحيل المُمكنة لغش اللبن نظراً لعدم وجود مراكز تجميع وتبريد ألبان فأصبحت هذه التجارة غير منظمة إلى الدرجة التى يمكن فيها لأى شخص يمتلك سيارات نقل أن يُصبح موزع ألبان. الأمر الذى جعلهم يستخدمون باستمرار الفورمالين لحفظ اللبن الذى ينقلونه من المزارع إلى مصانع الجبن ومحلات الألبان على مستوى الجمهورية، خصوصاً أن النقل لا يتم فى الفناطيس المثلجة التى تستخد مها الشركات الكبري، بل يتم فى فناطيس مصنوعة من البلاستيك.
عادل الكيال، أحد أكبر مُصنعى الجبن فى محافظة دمياط، يكشف عن كوارث المهنة ، قائلاً أن اللبن الذى يدخل معامل إنتاج الألبان الخاصة- التى يصل عددها إلى 4200 وفق إحصائيات المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية- يحتوى على مادة الفورمالين التى يلجأ إليها الموزع خوفاً من زيادة نسبة الحموضة فى اللبن بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم نقل اللبن فى فناطيس مثلجة، خصوصاً أنه من المفترض أن تَرفض المعامل اللبن ذا الحموضة العالية، لكن هناك من المعامل سيئة السمعة التى تشتريه بنصف الثمن، مضيفاً: “هذا يعنى أن 80% من عملية نقل اللبن فى مصر غير صحية، بالتالى تؤثر بالسلب على جودة منتجاتها، وأيا كانت نسبة الفورمالين فإنها تسبب سرطانات على المدى الطويل”.
ويستكمل الحاج عادل الذى كَشف عن تلاعب آخر يمارسه موزعو الألبان: “من الطبيعى أن يُصنع الجبن الأبيض من لبن كامل الدسم، ولأن أجهزة التحليل التى تكشف على اللبن قبل استلامه تحدد نسبة الدهون به، لجأ التجار إلى حيلة تصعّب على الجهاز كشفه، وهى سحب الدسم كى يحولوه إلى (قشطة) وبالتالى يربحون أكثر، وتعويضه بنشا ومواد دهنية مُصنعة ليظهر اللبن بدرجة لزوجة عالية توحى بأنه يحتوى على نسبة عالية من الدسم، وهو ما اكتشفته سريعاً بعدما وجدت أن إنتاج الجبن لا يعادل كمية اللبن، بحيث إذا وصلت نسبة الدسم فى صفيحة اللبن إلى أربعة بنط يصبح الإنتاج أربعة كيلوجرامات جبن، وهو ما جعلنى أحاسب التجار حسب الإنتاج”.
يضيف أنه يتم أيضاً إضافة “بودرة سيراميك” على اللبن، ما يسهل صناعة الجبن البيضاء، التى لاتصلح للتناول الآدمي، ومثلها أيضاً الزبادى الذى يُصنع من أردأ أنواع اللبن.
الدكتورة حنان الغندور الباحثة فى المركز الإقليمى للتغذية تكشف عن طُرق أخرى للغش، تتمثل فى إضافة مسحوق المستردة وصبغات الحلويات صفراء اللون، كى يُضفى على اللبن “الصفرة” التى تُوحى بأنه بقرى أو جاموسى كامل الدسم، بجانب المواد الحافظة مثل كربونات الصوديوم وأملاح البوراكس وحمض البنزويك وفوق أكسيد الهيدروجين كى يحتفظ بصلاحيته أطول فترة ممكنة، مما يسبب الإصابة بمشاكل فى الكلى وتليف الكبد وتعطيل الهضم عند الإنسان.
ومن المواد السامة المستخدمة أيضاً فى غش اللبن “بودرة اليوريا”- التى تستخدم كسماد عضوى- نظراً لاحتوائها على النيتروجين، وهو العنصر الذى تسجله أجهزة التحليل الكيميائى كمؤشر لنسبة البروتين فى اللبن، فيما يسَتخدم آخرون زهرة الغسيل لإضفاء اللون الأبيض على اللبن المغشوش.
وأرجعت حنان أسباب الغش التجارى للبن كونه سائلا لا يظهر عليه أى تغيرات فى لونه أو خواصه العامة، حال إضافة أى مادة عليه أو نزع الدسم منه. وإلى وجود فوضى سمحت بانحصار تجارة الألبان فى أيدى صغار المنتجين من الفلاحين والباعة الجائلين ووسطاء التجار فى الريف والمدن إضافة إلى أن العامة من الناس يميلون بطبيعتهم على شراء اللبن الأقل سعراً بصرف النظر عن جودته نتيجة لانخفاض مستوى الوعي.
يحلل الدكتور حسين منصور، رئيس وحدة سلامة الغذاء، سيكولوجية المواطن الذى لا يربط بين انخفاض السعر وجودة المنتج. يقول أن التعود على التعامل مع تاجر أو موزع واحد، يجعل المستهلك يثق فيه ويستبعد أن يربط ما يعانيه من أمراض بما يتناوله، ويظل مكتفياً بثقافة “غلى اللبن” التى تقتل الميكروبات، وما يجهله أن اللبن يحتوى على ملوثات وسموم ميكروبية لا تتأثر أبداً بالغليان، فبعد إنتاج اللبن تصل درجة حرارته إلى 37 درجة مئوية، وهى أعلى درجة لنمو البكتريا والجراثيم، التى لا يتوقف نموها إلا بالتبريد، وهو ما لا يفعله الموزعون نتيجة عشوائية النقل والتخزين، وغياب الثقافة السليمة لتداوله، معتمدين على الطرق المُضرة فى الحفظ، مشيراً إلى أنه رغم كل هذه المساوئ يُفضل 80% من المستهلكين اللبن “السايب” عن المُعلب.
تقول الدكتورة نيرة شاكر، رئيس قسم الألبان بالمركز القومى للبحوث سابقاً، أن المسئولية تقع أيضاً على المستهلك المنوط به الإبلاغ عن التجار الذين يغشون المنتج، وذلك من خلال اختباره للبن الذى يشتريه، ليتأكد من خلو المواد الحافظة، وذلك عن طريق وضع كمية قليلة خارج الثلاجة قبل غليه، أن فسدت فهذا يعنى أن اللبن صالح، وإن ظل على حالته يعنى أنه يحتوى على مواد حافظة لافتة إلى أن التمييز بين اللبن المغشوش وغيره أمر سهل للغاية، يكفى التشكك فى سعر المنتج، فهناك جبن يباع الكيلو منها بـ 60 جنيهاً، وأخرى تباع بـ 20 جنيها، وإن عَلم المستهلك أن الجبن الأقل سعراً قد تصيبه بسرطانات لاكتفى بربع كيلو من الجبن المضمونة.
يكشف الدكتور حسن غانم، أستاذ طب الأطفال، عن أن اللبن وراء إصابة 20% من الأطفال بالفشل الكلوي، لما يحتويه من فورمالين ونيتروجين. موضحاً أن الأطفال دون الثمانى سنوات معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بهذا المرض، وفى بعض الأحيان قد يصيب اللبن الأطفال بالسرطان خاصة من هم دون الأربع سنوات، والإصابة بتلك الأمراض لا تقتصر عليهم فقط بل يمكن أن يصاب بها الكبار لكن تأثير هذه المواد لا يظهر عليهم بسرعة لأن مناعتهم قد تقاوم المرض، لكنهم يصابون على المدى البعيد.
الغليان وحده لا يكفى لقتل الجراثيم والبكتريا الضارة باللبن
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة