د. منى عبد الحميد استشارى
أمراض المفاصل والعظام والروماتيزمالروماتويد هو نوع من التهاب المفاصل المزمن، تكثر الإصابة به للإناث عن الذكور بنسبة 4: 1، ويصيب السيدات فى سن الإخصاب عادة، ولكنه يصيب أيضًا الأطفال دون سن الخامسة والمسنين فوق الستين، وقد يظهر لأول مرة عقب الولادة مباشرة، وإذا كانت المريضة المصابة به حاملًا فإن الحمل يخفف من أعراض المرض، ويمكن أن يظهر المرض بعد إجهاد ذهنى أو بدني، وخصوصًا بعد التعرض لأزمات نفسية وعاطفية.
والروماتويد من أهم الأمراض الروماتيزمية نظرًا لكثرة الإصابة به، ويصيب فضلًا عن المفاصل بعض أجهزة الجسم الأخرى فقد يؤثر على العينين والرئة والقلب والأعصاب الطرفية والأوعية الدموية والجلد، ويسبب الأنيميا، وأحيانًا يتأخر نمو الأطفال المصابين به، وأحيانًا أخرى يسبب جفاف الأغشية المخاطية للعين فلا تدمع وأغشية الأنف والفم، إلا أن المفاصل هى أشد وأكثر أجزاء الجسم تعرضًا للإصابة، والسبب الحقيقى لهذا المرض غير معروف حتى الآن.
الروماتويد قد يصيب مفصلاً واحدًا مثل الركبتين أو يصيب عددًا من المفاصل يصل إلى ثلاثة مفاصل مثلًا ولكن سرعان ما يزيد عدد المفاصل المصابة إذا لم يعالج مبكرًا، وينتشر فى كل المفاصل الطرفية كاليدين والكوعين والكاحلين والرسغين والكتفين ومفاصل الفخذين وأصابع القدمين.
ويشعر المريض بألم وتورم فى تلك المفاصل، ويشتد هذا الألم ليلًا، وفى الصباح لا يكون المريض قادرًا على الحركة ليس فقط بسبب الألم ولكن بسبب تيّبس فى تلك المفاصل لفترة تتراوح بين عدة دقائق وعدة ساعات.
ولذلك يشعر المريض ببعض التحسن فى فترة بعد الظهر، ولكنه فى نفس الوقت يشعر بتعب مُبكر فى المساء.
ومن الأعراض الأخرى التى تصاحب هذا المرض فقدان الشهية والقلق والأنيميا، وارتفاع طفيف فى درجة حرارة الجسم، وتضخم بعض الغدد الليمفاوية وتضخم الكبد أحيانًا، مع إمكانية حدوث التهابات فى أماكن خطيرة وحساسة مثل عضلة العين، أو حدوث التهاب فى غشاء التامور المبطن للقلب، أو ظهور بعض العقد الروماتيزمية تحت الجلد، وقد يصاب الطفل بعد تعرضه لهذا المرض فى المرحلة المبكرة من عمرة من 5-16 سنة يتأخر عامًا فى النمو الجسماني، وفى حالة طول مدة المرض من دون علاج يوقف نشاطه، ويكون الاعتماد فقط على المسكنات ومضادات الالتهاب العادية يؤدى فى النهاية إلى فقد المفاصل لوظيفيتها وظهور التشوهات بها.
أما من ناحية وسائل العلاج فأهمها العلاج الدوائى، ويعتمد أساسًا على أدوية تُوقف نشاط المرض ولكنها بطيئة المفعول وغير مسكّنة، والمفروض استمرار تعاطيها لفترة لاتقل عن 8 أسابيع حتى يظهر تأثيرها، لذلك نضيف معها بعض مضادات الالتهاب والمسكنات فى الفترة الأولى من العلاج، حتى يشعر المريض بالراحة والتحسن وحتى تبدأ هذه الأدوية فى السيطرة على المرض بعد شهرين أو ثلاثة.
ويمكن أيضًا الاستعانة بوسائل مساعدة فى العلاج مثل بعض التمرينات للحفاظ على وظيفة المفصل، وأيضًا عمل بعض جلسات العلاج الطبيعى التى تساعد على استعادة ليونة المفاصل وعدم تيبّسها، وأيضًا يمكن الاستعانة بعمل الحجامة على بعض المفاصل المقاومة للعلاج بالأدوية.
تجاهل وجع المفاصل قد يؤدى إلى فقدان وظيفتها
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة