يجدد الخلايا ويقاوم الشيخوخة ويخلص الجسم من السموم

صحة وجمال
طبوغرافي

• التخلص من السموم
يتعرض الجسم البشري لكثير من المواد الضارة والسموم التي قد تتراكم في أنسجته حيث تذكر المراجع الطبية أن جميع الأطعمة تقريباً تحتوي على كميات قليلة من المواد السامة وهذه المواد تضاف إلى الطعام أثناء إعداده وحفظه كالنكهات والألوان ومضادات الأكسدة والمواد الحافظة والإضافات الكيميائية المختلفة بالإضافة إلى السموم التي نستنشقها مع الهواء من غازات المصانع وعوادم السيارات ومخلفات الاحتراق الداخلي للخلايا والتي تسبح في الدم كغاز ثاني أكسيد الكربون واليوريا والأمونيا وغيرها ويقوم الكبد بتنظيف الجسم من هذه السموم غير أن للكبد طاقة محدودة وقد يعتري خلاياه بعض الخلل لأسباب مرضية أو لأسباب خلقية كتقدم السن فيترسب جزء من هذه المواد في أنسجة الجسم وخصوصاً المخازن الدهنية وفي الصيام تتحول كميات هائلة من الشحوم المختزنة في الجسم إلى الكبد حتى تؤكسد وينتفع بها وتستخرج منها السموم الذائبة ويتخلص الجسم منها مع نفايات الجسد ، وبما أن عملية الهدم في الكبد أثناء الصيام تغلب عملية البناء في التمثيل الغذائي فإن فرصة طرح السموم المتراكمة في خلايا الجسم تزداد خلال هذه الفترة ويزداد أيضاً نشاط الخلايا الكبدية في إزالة سمية كثير من المواد السامة وهكذا يعتبر الصيام شهادة صحية لأعضاء الجسم بالسلامة يقول الدكتور / مالك فادون وهو من الأطباء العالميين الذين اهتموا بدراسة الصوم وأثره : " إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية والأدوية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض وتثقله ويقل نشاطه فإذا صام الإنسان تخلص من أعباء هذه السموم وشعر بنشاط وقوة لا عهد له من قبل " .

•التخلص من الشحوم :
ترتبط السمنة بالإفراط في تناول الطعام وخصوصاً الأطعمة الغنية هذا بالإضافة إلى وسائل الحياة المريحة التي وسعت انتشار هذه المشكلة ، وقد وجدوا أن السمنة تقترن بزيادة خطر الأمراض القلبية الوعائية مثل الشريان التاجي ومرض انسداد الشرايين المحيطة بالقلب والصيام يعتبر النموذج الناجح للوقاية والعلاج من السمنة حيث يمثل الامتناع عن الأكل والشرب مع النشاط والحركة عاملين مؤثرين في تخفيف الوزن ، وذلك بزيادة معدل الدهون المختزن لأكسدته في إنتاج الطاقة اللازمة بعد منتصف النهار وبهذا يحدث الصيام الشرعي الإسلامي المتمثل في الحفاظ على وجبة السحور والاعتدال والحركة والنشاط أثناء الصيام نظاماً غذائياً ناجحاً في علاج السمنة 0
أما نظام التجويع الطويل بالانقطاع الكلي عن الطعام فيؤدي إلى هبوط الاستقلاب نتيجة تثبيط الجهاز ؟ ويكون معظم الوزن المفقود ماءً ويبقى الجسم مختزناً بالطاقة والأملاح 0

• تجدد الخلايا :
اقتضت حكمة الله تعالى وسنته أن يحدث التغيير والتبديل في كل شيء وفق سنة ثابتة فقد اقتضت هذه السنة في جسم الإنسان أن تتبدل محتوى خلاياه على الأقل كل ستة أشهر وبعض الأنسجة تتجدد خلاياها في فترات قصيرة تعد بالأيام والأسابيع فتهرم تلك الخلايا ثم تموت وتنشأ خلايا أخرى جديدة تواصل مسيرة الحياة حتى يأتي أجل الإنسان ، إن عدد الخلايا التي تموت في الثانية الواحدة في جسم الإنسان يصل إلى 125 مليون خلية وأكثر من هذا العدد يتجدد يومياً في سن النمو مثله في وسط العمر ثم يقل عدد الخلايا المتجددة مع تقدم العمر .
وبما أن الأحماض الأمينية هي التي تشكل البنية الأساسية في الخلايا ففي أثناء الصيام تتجمع هذه الأحماض القادمة مع الغذاء مع الأحماض الناتجة من عملية الهدم في مجمع الأحماض الأمينية في الكبد ويحدث فيها تحول داخلي واسع النطاق ، ليتم إعادة توزيعها بعد عملية التحول الداخلي وسحبها في جزئيات أخرى ويصنع منها كل أنواع البروتينات الخلوية وبروتينات البلازما والهرمونات وغير ذلك من المركبات الحيوية وهذا بدوره يعمل على تجديد الخلايا ورفع كفاءتها الوظيفية مما يعود على الجسم البشري بالطاقة والنماء والعافية بخلاف التجويع الطبي حيث الهدم مستمر لمكونات الخلايا وحيث الحرمان من الأحماض الأمينية الأساسية فعندما تعود بعض اللبنات القديمة لإعادة الترميم تتداعى القوى ويصبح الجسم عرضة للأمراض والخطر فنقص حمض أميني واحد يدخل في تركيب بروتين خاص يجعل هذا البروتين لا يتكون ، والأعجب من ذلك أن بقية الأحماض التي يتكون منها هذا البروتين تتهدم وتدمر .

•مقاومة الشيخوخة:
كشفت مجلة الطبيعة البريطانية عن دراسة علمية تفيد أن الصيام يؤدي إلى تنشيط الجينات المسئولة عن إفراز هرمونات تساعد على الخلايا في مواجهة زحف الشيخوخة على الإنسان وتزيد من حيوية ونشاط الجسم وأكدت نتائج هذه الدراسة أن عملية التمثيل الغذائي وهضم الطعام تنتج مواداً سامة تتلف الخلايا وأن الإقلال من كمية الطعام والإكثار من الحركة لحرق الطاقة يحسن من الوضع الصحي ويوقف عملية الهدم وبالتالي تزيد من إمكانية رفع متوسط العمر
كما أوضحت الدراسة أن الصيام قد يؤدي إلى رد فعل يجعل الخلايا تقاوم الموت وتعيش فترة أطول مما يؤثر إيجابياً ويساعد في مقاومة الشيخوخة .

تقوية جهاز المناعة:
أكد الدكتور عبد الجواد الصاوي في إحدى الدراسات العلمية التي نشرت مؤخراً بعنوان (الصيام والمناعة ) أن الصيام يقوي جهاز المناعة ويقي الجسم من أمراض كثيرة حيث يتحسن المؤشر الوظيفي للخلايا المسئولة عن المناعة النوعية وتزداد زيادة كبيرة كما ترتفع نسبة بعض الأجسام المضادة لبعض الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض في الجسم وتنشط المقاومة المناعية نتيجة زيادة البروتين الدهني منخفض الكثافة .

وقاية من الأمراض النفسية والعصبية :
أشار الدكتور يوري نيسكولاف من المعهد النفسي بموسكو أن الأمراض العقلية يمكن السيطرة عليها بمفعول الصيام والحمية حيث تبين عند مراجعة ألف مريض عقلي التزموا الصيام أن التحسن كان ملحوظاً لدى 65 0/0 منهم وقد أجري فحص لنصف هؤلاء المرضى بعد 6 سنوات وأتضح أنهم لا يزالون يتمتعون بصحة جيدة ، كما كشف الطبيب النفسي الشهير آلان كون في دراسة علمية حول الصوم أنه كان قد ألزم 35 مريضاً ومريضة ًببرنامج الصيام فتخلص 24 منهم من أمراضهم .