د. إيمان السيد استشاري
الصحة النفسيةالتبول اللا إرادي من أكثر الأمراض شيوعا لدى الأطفال ويرجع العديد من مسبباتها إلى الأسباب النفسية مثل التوتر في انفعالات الطفل لسبب أو آخر والذي يؤدي إلى اضطراب وظائف الجهاز العصبي اللاإرادي مما يؤثر على نشاط المثانة والتي يجعلها غير قادرة على الاحتفاظ بكمية كبيرة من البول.. ويظهر هذا في انتشار التبول اللاإرادي بين الأطفال أثناء نومهم بعد مرورهم بخبرات مثل حفلة عيد ميلاد أو رحلة مثيرة أو حتى عقب ميلاد طفل جديد في الأسرة لما يثيره من قلق وتوتر لدى الأطفال.
ولعل أهم عنصر من العناصر الانفعالية التي تؤدي إلى التبول هو التوتر الناجم عن الخوف وعدم الشعور بالأمن مثل شعور الطفل بالاهتمام الزائد بأخيه المولود جديدا مما يشعره بالنقص. أو تغير الجو الذي يسود بيئة الطفل وما يترتب عليه فقده ثقته في نفسه ومما يسبب له الأحلام المزعجة. ويأتي التبول اللاإرادي كاستجابة عضوية مضطربة تضطرب فيها حركة العضلات والأعصاب معا..
وللتعامل النفسي السوي مع الطفل يجب ألا نهمل تدريب الطفل على الإقلاع عن التبول، وعدم إشعار الطفل بالخطيئة والمحاسبة الشديدة له أو تحقيره وتعنيفه بشدة حتى لا يتعقد الأمر وأيضا لا ينبغي تجاهل الظاهرة تماما والاقتصار على مجرد التفاهم الخفيف، بل يجب الشرح الفاهم القائم على العطف والإحساس بالمشكلة مع الطفل دون تحقير وبالتعاطف مع الطفل حتى يحدث تحسين حالة ضبط التبول .
ومن أشهر طرق العلاج التي اتبعت لعلاج التبول اللا إرادي هي طريقة الإيقاظ المنظم الدوري والتي تقوم على إيقاظ الطفل الذي يعاني من هذا العرض على فترات منتظمة حتى لا تستطيع المثانة الوصول إلى درجة الامتلاء بالبول ثم بالتعامل بالأسلوب الهادئ المليء بالعطف والحنان حيث يقوم الوالدان بدفع طفلهم إلى التبول وهذه الطريقة لها قدرتها في تعويد الطفل على ضبط عملية التبول بصورة ناجحة وإن كان لها بعض الشروط مثل الدقة في الإيقاظ وفق فترات منظمة واحدة وأن يخلو الموقف من العقاب أو الشدة والعصبية وأن تستمر فترة طويلة إلى حد ما حتى تتحول إلى عادة لدى الطفل يستطيع أن يفعلها وحده بعد ذلك .
ولكن نشدد على أهمية الفحص الطبي العضوي للطفل وذلك لعلاج أي مشاكل طبية ثم تحسين بيئة الطفل حى يشعر بالأمن والثقة وإبعاد عوامل الخوف والقلق والضغوط النفسية المهددة له مثل العقاب أو مشاهدة أفلام الرعب أو العيش في جو من الشجار العائلي والعراك الطويل والعمل على زيادة ثقة الطفل بنفسه عن طريق البعد عن إذلاله أو إهانته لما أكدنا عليه من العلاقة بين عمل المثانة والجهاز الهصبي اللا إردي وكذلك ضرورة معرفة الطفل نفسه بأنه يعاني من مشكلة ويجب علاجها وأن علاجها أمر سهل يسير
التبول اللا إرادي للطفل
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة