نتناول الطعام باستمرار، على فترات متعارف عليها طوال اليوم. ونقدر فعلياً ما اذا كنا قد أكلنا جيداً أم لا، ولكن – هل فكرنا ما اذا كان ما نأكله يستفيد منه الجسم أم لا ؟ واذا كان يستفيد – فهل نستطيع تقدير حجم هذه الاستفادة ؟.انه ما يسمى بالتمثيل الغذائي تلك العملية التي تحول المواد الغذائية، من خلال الانزيمات الى طاقة يحتاجها الجسم. فوظيفة الجهاز الهضمي لا تقتصر فقط على تفتيت الطعام جيداً، إنما هي ضرورية أيضاً لامتصاص العناصر الغذائية، صحّة المناعة، إزالة السموم، وإفراز الهرمونات.
ويعتبر الحفاظ على عملية التمثيل الغذائي السليم أمر ضروري، فهو يؤثر بشكل كبير على قدرة الجسم في أداء وظائفه المختلفة. كما أنه المسؤول عن توفير الطاقة اللازمة داخل الجسم. وعلاوة على ذلك، فكثيرا ما يرتبط التمثيل الغذائي البطيء بالميل إلى زيادة الوزن. حيث يتميز بطء التمثيل الغذائي ببعض الأعراض ومنها، النبض البطيء، انخفاض ضغط الدم، الإحساس بالتعب والإرهاق، وزيادة فرص الإصابة بنزلات البرد. كما يساعد أيضا على تقصف وتلف الشعر، جفاف البشرة، والإمساك.
ومن خلال ممارسة بعض التمارين الرياضية المنتظمة يمكن تحسن التمثيل الغذائي الخاص بالجسم، هذا بالإضافة لمساهمتها في تقليل نسبة الدهون داخل الجسم وزيادة كتلة العضلات. ومقارنة بالدهون، إن العضلات تحتاج المزيد من السعرات الحرارية عند تكوينها. لذلك لابد من الحرص على تناول تلك الأطعمة خلال النظام الغذائي كي تساعد على تسريع عملية الأيض وتحسن من التمثيل الغذائي داخل الجسم.
تساعد الفواكه الحمضية وخاصة الجريب فروت تساعد على خفض مستويات الانسولين في الدم، وهي المسؤولة عن تنظيم عملية التمثيل الغذائي للدهون مما يسهل عملية تخزين الدهون في الجسم. كما أنها فواكه غنية بالألياف، التي تساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول. لذلك، فإن تناول الفواكه الحمضية يوميا يساعد على التخلص من الدهون، كما يساعد أيضا على تحسين عملية التمثيل الغذائي وتقوية الجهاز المناعي. بالاضافة الى كونها مصدر ممتاز للفيتامينC وحمض الفوليك والثيامين.
أشارت العديد من الدراسات الى أن القرفة ذات قدرة على زيادة معدل التمثيل الغذائي بنسبة 8% بصورة مؤقتة لمدة 20 دقيقة عند تناولها. تساعد على خسارة الوزن، وتعمل على التخلص من بكتيريا E.coli، على خفض مستوى الكوليسترول الضارLDL في الدم، ومفيدة لمرضى السكري من النوع الثاني، وتقلل أيضا من ألام التهاب المفاصل.
ويعتبر الزبادي قليل الدسم مصدر جيد للبروتين والكالسيوم. كما أنه مصدر هام لخمائر البروبايوتيك، التي تحتوي على البكتيريا النافعة داخل الجسم. وبالتالي، بالإضافة الى إنها تُحسّن حركة الأمعاء ولها دور إيجابي في الحماية من الإسهال أو الإمساك، النفخة أو الغازات، رائحة الفم الكريهة فهو يساعد على زيادة معدل التمثيل الغذائي بالجسم من خلال تحسين وظيفة الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك، فهو مفيد في امتصاص الدهون ومنع تخزينها داخل الجسم، مما يسهل فقدان الوزن، وخاصة في منطقة البطن.
يحتوي الفلفل الحار على مادة الكابسايسين، وهي المادة المسؤولة عن رفع درجة حرارة الجسم، مما يحفز الخلايا على حرق الدهون الزائدة والسعرات الحرارية لتحويلها إلى طاقة حرارية. ما يجعله من أكثر الأطعمة التي تساعد على تعزيز عملية التمثيل الغذائي، ويفضل للأشخاص ممن يكثرون في تناول الفلفل الحار، بتناول منتجات الألبان مثل اللبن أو الزبادي خالي الدسم قبل تناول الوجبات، للتقليل من مشكلات الجهاز الهضمي.
ونصيحة هامة جداً، أن قلة الحركة تُبطئ كل وظائف الجسم. ومنها إفراز الأنزيمات والأحماض الضرورية لتسهيل عملية الهضم. لذلك يجب علينا إدراج بعض الأنشطة الجسدية اليومية لتعزيز الصحة وتحسين العمليات المختلفة داخل الجسم. وأن يترافق ذلك مع نظام غذائي متوازن غني بالألياف لضمان صحّة وظائف المعدة.