د. إيمان السيد
استشاري صحة نفسية
اضطراب المزاج ويعنى به التقلبات المزاجية الملحوظة حيث يمر الشخص المصاب به على أوقات يشعر خلالها بأنه في قمة السعادة، ما تظل إلى أن تنقلب إلى مشاعرحزن شديد ولعل هناك تشابه إلى حد قريب بين اضطراب المزاج والاضطراب ثنائي القطب إلا أن هناك فروقا واضحة بينهما تتحدد في شدة الأعراض. حيث يكون اضطراب المزاج الدوري أقل كثيرا من ثنائي القطب. ولعل أبرز ما يميز اضطراب المزاج أن يتصف صاحبه بالشعور الشديد بالسعادة والابتهاج أو بالنشوة مع الشعور الكبير بحب الذات والإعجاب بها. مع العديد من الظواهر الجسدية مثل التحدث بسرعة وقلة النوم الشديد، الشعور الدائم بالقلق ، الحزن والميول إلى السلوك العدواني والعنيف، كثرة تأنيب النفس والشعور بالذنب، الإحساس بالآلام الجسدية غير المبررة، والأفكار الانتحارية.
ومن الواضح من هذه الأعراض أن هذا الاضطراب ليس بالأمر اليسير الذي يجوز تجاهله، لأنه يشكل خطورة إذا ما تم تجاهله ولم يتم العلاج المناسب له لأنه قد يتحول إلى النسخة الأشد منه وهو الاضطراب ثنائي القطب.
وكعادة الأمراض النفسية لا يوجد سبب محدد وراء الإصابة بهذا الاضطراب إلا أن المؤشرات تدل على أنه ربما تكون العوامل الوراثية والبيئية أبرز أسباب الإصابة به، مع وجود العوامل الحيوية، والاستعداد الجسدي لتقبله.
ومن سمات هذا الاضطراب أن علاجه يأخذ فترة زمنية طويلة حيث يعمل على تقليل احتمالية تفاقمه وتحوله إلى الاضطراب ثنائي القطب، والحفاظ على التقلبات المزاجية وعدم وصولها إلى درجات شديدة.
وينقسم إلى طريقين: الأول العلاج الدوائي والآخر العلاج السلوكي، حيث يعتمد الأول على الأدوية المثبتة للمزاج؛ مع الأدوية المضادة للذهان والمضادة للقلق. والمضادة للاكتئاب.
والطريق الآخر ( أساليب العلاج السلوكية ) والتي تساعد المصاب على التعرف على ما لديه من اعتقادات سلبية وغير صحية حول هذا الاضطراب وما ينجم عنه من أعراض، والعمل على استبدالها بغيرها إيجابية وصحية. مع تبصيره بأسباب إصابته بالتقلبات والعمل على زيادة القدرة على السيطرة على الضغوطات النفسية التي تواجهه.
ولعل هناك دور مهم للأسرة، في العلاج في مساعدة المصاب على التواصل وحل المشاكل التي تواجهه؛ والتعرف على الضغوطات النفسية المتعلقة بالأسرة، فضلا عن مساعدة أفراد الأسرة أنفسهم على تفهم حالة المصاب. ومساعدة المصاب على تنظيم أوقاته، ( نومه واستيقاظه )، ومساعدته في تحسين علاقاته الاجتماعية.